المسؤول الذي يخطّئ الشعب العراقي ويبرأ السعودية.. يجب ان يطرد - محمد العبد الله
المسؤول الذي يخطّئ الشعب العراقي ويبرأ السعودية.. يجب ان يطرد


بقلم: محمد العبد الله - 03-04-2017
ست ممن يستخدمون عبارات عنترية مثل ( سنقطع يد من ...) كقول العبادي ( اليد التي تمتد الى قواتنا الامنية والحشد ستقطع ) لان عادة من يستخدمون هكذا مصطلحات هم كذابون ويحاولون الضحك على شعوبهم لانهم لا يستخدمون هكذا مصطلحات خارج العراق بل يخصصونها للداخل لكسب التاييد الشعبي من خلال التهديد بقطع اليد وغيرها ويكفي ان نقارن بما قاله العبادي عن الحشد في زيارته لامريكا وما قاله عن قطع اليد في بغداد لنكتشف الكذب و العنترية التي لا تليق بمسؤول يفترض انه مسؤول عن كلامه الذي يجب ان يكون واحدا في كل مكان .
لذلك لن تكون مقالتي بعنوان (الفم الذي يبرأ ال سعود يجب ان ... يلجم ) بل اقول بان ( المسؤول الذي يخطّئ الشعب العراقي ويبرأ السعودية يجب ان .. يطرد) وهنا اقصد التصريح الاخرق الذي اطلقه رئيس الوزراء حيدر العبادي لفضائية الحرة و التي قال فيها ما مضمونه ( ان اعتقاد الشعب العراقي بان السعودية ترعى الارهاب هو اعتقاد خاطئ ) وبذلك يكون رئيس الوزراء في مواجهة الشعب الذي مفترض انه يمثله .
لاشك ان اي رئيس وزراء في العالم تكون لديه المعلومات و المعطيات اكثر بكثير من عامة افراد الشعب لان كل التقارير الامنية و العسكرية و المخابراتية والاقتصادية تجتمع عنده وعليها يبني رأيه وبالتالي فان ما يصرح به مفترض ان يكون صحيحا بل هو الاصح من كل الاراء البقية التي تقال عن ذاك الموضوع .
رئيس وزراءنا الدكتور حيدر العبادي السياسي العريق ( باعتباره كما تقول سيرته الذاتية المنشورة معارضا من مرحلة الثانوية وعضوا في حزب اسلامي معارض منذ ايام الجامعة ) اعلن براءة المملكة العربية السعودية من رعاية الارهاب الذي هجم على العراق منذ سقوط الطاغية صدام واتهم الشعب العراقي بانه مخطئ عندما يظن ويعتقد بان السعودية ترعى الارهاب . اذن نحن امام رئيس وزراءنا الذي يخطئنا ويكذبنا ويقف الى جانب حكومة اتهمها العالم كله بانها ترعى الارهاب وتغذيه وتموله بل حتى الرئيس الامريكي السابق اوباما اشار الى ذلك بصورة غير مباشرة في مقابلته الشهيرة مع مجلة ذي اتلانتك ، وانا استشهد بالرئيس الامريكي لاننا وجدنا كيف ان رئيس وزرائنا كان فرحا ومستأنسا وضحوكا اثناء زيارته الاخيرة الى امريكا و التي فيها هدد الحشد الذي اعلن في بغداد عن قطع يد من تصله . فلذلك اقول بان كان على العبادي ان يرى رأي سنده الامريكي في السعودية قبل ان يتهمنا كشعب عراقي بالغباء و الخطأ لاننا نعتقد بان السعودية راعية للارهاب .
ترى لماذا نعتقد كشعب عراقي بان السعودية ترعى الارهاب بينما يبرءها العبادي ؟
قبل كل شيء المذهب الذي تدين به السعودية وهو الوهابية يعتبرنا نحن الشيعة باننا كفارا ولسنا مسلمين وعند الوهابية يجب قتل الكافر ولذا فان فتاواهم الكثيرة بقتلنا موجودة ويكفي ان نرى ما فعلوا بقبر امامنا الحسين عندما هدموه وحرثوه وساووه بالارض وما نسمعه الى اليوم من دعاء لائمة مساجد السعودية من دعاء لهلاكنا وافناءنا وبالتالي فهذا موقف مذهبي حكومي سعودي من الشيعة ونحن شيعة عراقيين فنحن مشمولون ، واذا كان العبادي لايؤمن بالمذاهب وليس شيعيا وان تسميته حيدر لاتعني انه ينتمي للمذهب الشيعي فهذه يمكننا قبولها منه وبالتالي نعذره عندما يخطـّئنا في نظرتنا للسعودية بانها راعية للارهاب .
ثانيا نعلم جيدا الدعم المالي و العسكري و الاعلامي الذي قدمته السعودية الى الحكم البعثي الديكتاتوري منذ مجيئه للسلطة الى يوم سقوط الطاغية صدام عام 2003 ولاننا كشعب عراقي نعتقد بان حكم صدام كان ارهابيا وحشيا فبالتالي السعودية دعمت الارهاب البعثي من وجهة نظرنا وكنا نعتقد بان هذه نظرة حزب الدعوة كذلك باعتبار ان الدكتور حيدر العبادي هو عضو وقيادي في هذا الحزب ولكن يتبين الان ان الحزب له وجهة نظر اخرى حول حكم صدام حسين والدعم السعودي وبهذا من حق العبادي ان يعتبرنا كشعب مخطئين في اعتبار السعودية داعمة وراعية للارهاب .
ثالثا نعم نحن كشعب عراقي وكشيعة بالخصوص عانينا من السيارات المفخخة و الانتحاريين السعوديين الذين قتلوا اطفالنا ونساءنا واخواننا ومزقوهم اشلااءا وهدموا بيوتنا وحرقوا محلاتنا وبذلك فقدنا اعز اهالينا وعرفنا ان ذلك بسبب السعودية ليس تخمينا او اتهاما بل هو ما شاهدناه في التلفاز وقراناه في الصحف من بيانات رسمية واعترافات لمجرمين تؤكد ضلوع سعوديين حصلوا على تمويل واسلحة من بلدهم وجاؤوا الينا نتيجة فتاوى يسمعونها في مساجدهم بصورة علنية بل حتى في الحرم المكي وكذلك من بيانات داعش التي تنعي مجرميها التي تقول بانهم من السعودية ويكفي ان نعلم كشعب بان هناك ارهابيون سعوديون في السجون العراقية محكومون نتيجة عملياتهم الارهابية واعتقد بان سجن الناصرية يشهد على وجودهم وكذلك يا رئيس الوزراء ما يريد ان يناقشه وزيرك للعدل في زيارته المرتقبة للملكة الارهاب السعودية والتي عنوانها تبادل السجناء فلماذ تحتفظ بسعوديين في سجونك يا عبادي ؟ هل انك مخطئ في سجنهم وتريد اعادتهم الى اهاليهم معززين مكرمين ؟؟ ام هم ارهابيون قتلة ومجرمون ؟ من هو المخطئ هنا نحن كشعب ام انت كمسؤول ؟
نحن يا رئس وزراءنا نشاهد ونقرأ ونسمع يوميا تصريحات لمسؤولين سعوديين ضد عراقنا الجديد( والذي بكل اسف اصبحت انت رئيس وزراءه) يتهموننا بالطائفية ويطلقون ابشع الصفات واشنعها على الحشد الشعبي ( الذي انتقدته في امريكا ودافعت عنه في بغداد ) ويحرضون علينا العالم كله ولذلك نقول نعم انهم يرعون الارهاب فاذا كنت لا تقرأ ولا تسمع ولاترى فعندها معذور ولك الحق ان تخطّئنا وتبرئ السعودية .
يا رئيس الوزراء لانك تعيش في منطقة محصنة لايدخلها الا المسؤلون و المحظيون و المحظيات فانك لن تسمع صوت سيارة مفخخة تنفجر فتقطع اوصال بناتنا وامهاتنا واطفالنا واخواننا لانه و الحمد لله انت في منطقة محصنة والعائلة والاقرباء في عاصمة الضباب لذلك لاتدري بان هناك ارهاب ممول سعوديا ماديا وافتاءيا وبشريا ، حفظ الله عائلتك واقرباءك وعشيرتك من كل سوء ولكن هل فقدت احدا في تفجير الكرادة مثلنا لتعرف باننا لسنا مخطئين ؟ او هل انتظرت لعدة ساعات عند الطب العدلي لترى هل وصلت اوصال ابن او بنت او زوجة او ام او اب قتلوا نتيجة تفجير ارهابي لانهم لا يعيشون في منطقتك الخضراء المحصنة وتبقى ساعات تنتظر وتنتظر ليقولوا لك اخيرا بانهم لم يعثروا ولو على اظفر ممن تنتظرهم كما حدث في تفجير الكرادة مثلا ؟ اعود واقول حفظ الله عائلتك واقرباءك من كل مكروه ولكن اذكر هذا لاقول لك بانك تعيش في نعيم مقيم في المنطقة الخضراء حيث لا تدخل سيارة مفخخة ولا ارهابي لان الجيش كله يحميك وبيني وبينك الحشد كذلك يحميك فكيف يمكنك ان تشعر بما يشعر به الشعب ؟ ولك الحق ان تقول باننا مخطئين عندما نعتقد بان السعودية ترعى الارهاب لانك لم ترى من السعودية شيئا سلبيا ولم تتاثر انت ومن يعنوك بشيء فمن حقك ان تخطّئنا بل واكثر عندما وعدك وزير الخارجية السعودي في زيارته لك اخيرا بان الولاية الثانية مضمونه لك خليجيا اذا ما برئت السعودية من الارهاب امام الرئيس الامريكي فقط ولم يطلب منك ان تخطّئنا كشعب عراقي ولكن امعانا في اخلاصك واعتقادك الفعلي بان السعودية لم ترع الارهاب لذلك اقسمت اغلظ الايمان امام الرئيس الامريكي بان السعودية هي ضحية للارهاب ويجب مساندتها وقد شكرك عادل الجبير وقتها في اجتماع ال62 دولة ووعدك بان يستقبلك الملك سلمان في القمة العربية ليشكرك على تبرئة السعودية والوقوف الى جانبها ضد تخرصاتنا واكاذيبنا وافتراءاتنا بان السعودية تدعم الارهاب لذلك لم يكن مطلوبا منك هذا التصريح الارعن والاخرق و الوقح في اننا مخطئون عندما نعتقد بان السعودية ترعى الارهاب ولكنك تماديت حيث انتقدتنا وبرئتهم .
لو عشت يوما واحدا بيننا وخارج منطقتك المحصنة لعرفت حقيقة السعودية ولو خفق قلبك يوما بسرعة وعلا الخوف وجهك واحتصرت الانفاس بصدرك عندما تسمع بان انفجارا وقع في منطقة ما ( اكيد ليس الخضراء) لانك تخاف ان تكون ابنتك او ابنك من الضحايا لما صرّحت هذا التصريح الذي خطّاتنا فيه ونحن الضحايا ولتبّرأ فيه الجناة القتلة والارهابيين .
عندما تصل الوقاحة والاستهتار و الحماقة بمسؤول لان يخطّئ شعبه المفجوع بضحاياه وقتلاه واشلاءه المقطعة ويبرأ ال سعود بالذات عندها يجب ان يطرد اولا من حزبه ان كان حزبه وطنيا بحق ومن منصبه الذي يتولاه لان من يمثل الشعب يجب ان يكون امينا وشريفا ووطنيا فهل سيقوم الذين رشحوه وايدوه وحملوه الى المنصب بسحب تتاييدهم اليه وطرده من منصبه ؟ أم ان الامر عندما يتعلق بالسعودية فالكل يسجد عند اعتاب ال سعود ؟
نحن مخطئون حقا عندما نقبل ببقاء ممثل السعودية حيدر عبد العزيز ال سعود حاكما علينا .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google