“تركيا تتعرض لهزيمة ثانية في الشرق الأوسط بفضل دبلوماسية داود أوغلو!” - أرطغرل أوزكوك
“تركيا تتعرض لهزيمة ثانية في الشرق الأوسط بفضل دبلوماسية داود أوغلو!”


بقلم: أرطغرل أوزكوك - 03-04-2017
“تركيا تتعرض لهزيمة ثانية في الشرق الأوسط بفضل دبلوماسية داود أوغلو!”
أنقرة (الزمان التركية) – علَّق الكاتب الصحفي أرطغرل أوزكوك على إعلان الحكومة التركية انتهاء عملية درع الفرات، متسائلا: ماذا عن 67 شهيدًا من أبناءنا فقدناهم هناك؟ إن دبلوماسية تركيا الجديدة التي اتبعها داود أوغلو عرَّضت بلادنا لهزيمة ثانية في الشرق الأوسط.

وأشار الكاتب إلى تصريحات الإدارة الأمريكية حول الأوضاع في سوريا، ” إن الشعب السوري هو من سيقرر مصير الرئيس بشار الأسد” قائلًا: “يا أصدقاء… إن الدبلوماسية التركية الجديدة التي جاءت تحت مظلة “العمق الاستراتيجي” الذي ابتكره أحمد داوود أوغلو، عرض تركيا للهزيمة الثانية في الشرق الأوسط، بعد هزيمة الحرب العالمية الأولى. ولكننا هذه المرة خسرنا حربًا لم نكن طرفًا بها”.

وجائت تعليقات أرطغرل أوزكوك فى مقال له بجريدة “حرييت” صباح اليوم السبت الموافق 01 أبريل/ نيسان 2017، بعنوان “عندما يتحول الخط الأحمر إلى فلفل أحمر في فمنا”، وندرج أدناه أهم النقاط الرئيسية التي تطرق الطاتب في مقاله:

إن السنوات الخمس عشر الأخيرة أعطت للشعب التركي درسًا تاريخيًا حزينًا للغاية. لقد تعلمنا جيدًا أن الخطوط الحمراء التي رسمناها بأيدينا تحولت إلى فلفل أحمر يضعه لنا الآخرون على أفواهنا، لكي ننصاع لأوامره ونميل لسياساته. في فترة من الفترات كنَّا نردد أن شمال العراق “خطٌ شديد الاحمرار” لا يمكن الاقتراب منه، ولكننا سرعان ما وجدنا أنفسنا أمام إقليم كردستان شمال العراق ذي حكم مستقل.

في فترة من الفترات كنَّا نقول إن مسعود برزاني “زعيم عشائر”، فخرج أمامنا “رئيسًا لإقليم كردستان العراق”. والآن نحن أمام حقيقة وواقع أنه يركض مسرعًا نحو كرسي أول رئيس لأول دولة كردية.

في فترة من الفترات كانت مدينة كركوك في شمال العراق أحد أهم خطوطنا الحمراء، وكنَّا نراهن أنها لن تكون أحد الولايات الكردية في شمال العراق… أمَّا الآن، نجد أعلام ورايات دولة كردستان يرفرف في سماءها.

في ساعة من ساعات صباحٍ مشمس أطلقنا الضوء الأخضر لانطلاق عملية “درع الفرات” بحماس كبير، وفي دمس ليلة مظلمة أعلنا وضع نقطة النهاية للعملية.

وكان من اللافت أن هذا الإعلان المفاجئ والمثير، جاء قبل ليلة واحدة من وصول وزير الخارجية الأمريكي إلى العاصمة التركية أنقرة.

ولكن ماذا عن 67 شهيدًا من أبنائنا فقدناهم هناك؟

ولكن ماذا عن تصريحاتنا التي قلنا فيها: “إننا ذاهبون إلى الرقَّة”، “سنطهر منبج”..؟!

لم يمر كثير من الوقت كي ننسى ما قالته أفواهنا، لقد رأينا صور أكراد سوريا يعبرون نهر الفرات باستخدام مركب صغير جدًا، في اتجاههم إلى إلى مدينة الرقة مباشرة.

بشار الأسد كان خطنا الأكثر حمرة…

وجدنا أنفسنا قبل أيام أمام موقف جديد من الإدارة الأمريكية التي كانت تمثل العدو الأكبر لبشار الأسد، من خلال تصريحاتهم التي قالوا فيها: “إن الشعب السوري هو من سيقرر مصير الرئيس بشار الأسد..”.

وقال أردوغان في وقتٍ سابق “سنقيم صلاة الجمعة في الجامع الأموي في سوريا”، مؤكّدًا أن تركيا هي من بيده تحديد مستقبل بشار الأسد… أمَّا الشعب السوري فيستعد للذهاب إلى الصناديق الانتخابية، للتصويت في الانتخابات التي من الممكن أن يحصل فيها الأسد على دورة رئاسية جديدة بنحو 70% من الأصوات… ماذا سيكون بإمكاننا أن نعمل مع رئيس مختار بإرادة شعبية؟

يا أصدقاء…إن الدبلوماسية التركية الجديدة التي جاءت تحت مسمى “العمق الاستراتيجي” الذي ابتكره أحمد داود أوغلو، عرض تركيا للهزيمة الثانية، في الشرق الأوسط، بعد هزيمة الحرب العالمية الأولى. ولكننا هذه المرة خسرنا حربًا لم نكن طرفًا بها”

أجل، لقد حان موعد العودة مرة أخرى إلى دبلوماسية أتاتورك التي تدعو لتصفير الخلافات الداخلية والخارجية والتي تمثلت في قوله الموجز “الصلح في الداخل والخارج”.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google