الهلال الشيعي و محاولات ايــــران لتطبيقها على الارض - عزيز احمد حمه
الهلال الشيعي و محاولات ايــــران لتطبيقها على الارض


بقلم: عزيز احمد حمه - 03-04-2017
نسبة الشيعة وهم اقلية بين اكثر من مليار مسلم حوالي %15 و الاكثرية الساحقة منهم يعيشون في الدول الشرق الاوسط خاصة العراق و ايران و ايضا هنالك شيعة في لبنان و اليمن وسوريا و دول اخرى مثل جمهورية اذربيجان و بحرين و بدرجة اقل في باكستان و افغانستان و اماكن اخرى .
( الهلال الشيعي ) مصطلح سياسي استخدم ولأول مرة على لسان الملك الاردني الحالي عبدالله بن حسين في سنة 2004 ، ومنذ ذالك الوقت يتداول هذه المصطلح بين السياسيين و عامة الناس ، والسبب هو ان هنالك محاولات ايران الجدية لربط البلدان التي فيها نسبة من الشيعة و خلق كتلة شيعية بشرية و جغرافية قوية لكي تكون منافسة و متصدية للبلدان السنية و اولهم السعودية و دول الخليج .
بوادر الاولى !
بوادر فكرة الهلال الشيعي نظريا بدأت بعد سقوط نظام الشاه في ايران عام 1979 و مجيء اية الله الخميني الى السلطة و تشكيل ولاية الفقيه في ايــــران ومنذ البداية رفع الخميني شعار ( تصدير الثورة ) الى البلدان الاخرى خاصة المجاورة منها و بالاخص العراق حيث ان هنالك ارضية خصبة لهذه التصدير لان حوالي %60 من العراقيين هم من المذهب الشيعي و الخميني نفسه عاش فترة من حياته بينهم في مدينة النجف .
ما ادى الى عدم تطبيق فكرة تصدير الثورة منذ البداية انه كان هنالك نظام قوي يحكم العراق و الذي وقف بوجه هذه المخطط الايراني كالسد المنيع لمدة اكثر من عشرين سنة و بمجرد سقوط هذا النظام في 2003 فسح المجال للأيرانيين لكي يحاولو التمدد بأتجاه دول المنطقة و في البداية بداء من العراق .
الخطوة الاولى كانت العراق
سقط نظام صدام على ايدي الامريكان في 2003 فبالتالي فتحت الابواب على مصراعيها لكي يدخلو الايرانيين الى العراق شيئا فشيئا ، حيث وصل بهم الامر بان يكون لديهم اليد الطويلة في السياسة العراقية ، و ينظرون الى العراق و كأن هذا البلد حديقة خلفية لأيران ، يسرحون و يمرحون فيها كيفما يشاءون دون اي مانع يقف بوجههم .
نظريا و عمليا هنالك دلائل عديدة و واضحة على هذا التدخل الايراني ، قال علي يونسي وهو مستشار الرئيس الايراني روحاني ( جغرافيا ايران و العراق غير قابلة للتجزئة و ثقافتنا غير قابلة للتفكيك ) و اضاف ايضا ( ايران اليوم اصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ و عاصمتها بغداد حاليا و هي مركز حضارتنا و ثقافتنا و هويتنا اليوم كما في الماضي )
بحكم جغرافيا و ايضا بسبب نسبة الشيعة فيه عمليا كان العراق هو الخطوة الاولى التي خطاها الايرانيون بأتجاه تطبيق الهلال الشيعي وتعاطف شيعة العراق مع ايران قد ساعد في تسهيل هذه المهمة كثيرا ، مع ان المزارات الرئيسية المقدسة لدى الشيعة و قبور الأئمة اكثريتهم موجودة في العراق و منها ( قبر الامام علي بن ابی طالب و ابنائه الحسن و الحسين ) ، الا ان الذين يحاولون تطبيق الهلال الشيعي عمليا على الارض و ربط شيعة المنطقة مع بعض هم الايرانيون و ليس شيعة العراق بل اكثر من هذا حتى شيعة العراق على الاكثر يتبعون الاوامر الصادرة من المرجع الاعلى و ولاية الفقيه في ايران او من اية الله علي سيستاني الذي هو الاخر ايراني الاصل و يسكن في النجف .
مايثير الدهشة و العجب ان الايرانيين ولمرات عديدة و بصريح العبارة على لسان كبار مسؤليهم كرروا نية ايــــران التمدد في المنطقة و يفتخرون بهذه التمدد ، على سبيل المثال وليس الحصر مندوب العاصمة طهران في البرلمان الايراني * علي رضا زاكاني * وهو شخص قريب من المرشد الاعلى عـــلي خامنائي قد قال ( ثـلاث عواصم عربية - بغداد ، ديمشق و بيروت اصبحت اليوم تحت سيطرتنا و تابعة للثورة الايرانية و صنعاء اصبحت العاصمة العربية الرابعة التي في طريقها للألتحاق بالثورة الايرانية ).
استعمال المذهب الشيعي كغطاء
ساسة ايران استطاعوا ان يستعملو شيعة دول المنطقة المجاورة للمصلحة العليا لأيران و تعظيم دورهم في المنطقة ، وفي الباطن هي لصالح العـرق الفارسي بالدرجة الاولى و خير دليل على كلامنا هذا وضع العرب الايرانيين في الاحواز و اقليم عربستان الايراني حيث مع انهم من المذهب الشيعي الا ان وضعهم سيء للغاية بسبب الاضطهاد القومي والقمع الايراني لأنهم ليسو من القومية الفارسية .
دليل اخر في نفس الاطار ايران وفي العقود الماضية وقفت بجانب جمهورية ارمينيا المسيحية في مشاكلها مع جمهورية اذربيجان المسلمة الشيعية ، لأن اي انتصار و تقدم للأذريين في جمهورية أذربايجان السوفيتية يؤدي الى احياء روح القومي بين اذريين الايرانيين الشيعة في شمال ايران و هذا يعتبر خطر بالنسبة للأيرانيين و لا ننسى ان كان للأذريين الايرانيين ايضا جمهورية مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية تأسست في المناطق الاذرية شمال ايران في فترة - بين نوفمبر 1945 الى نوفمبر 1946 و كانت عاصمتها مدينة تبريز لم تدم الا سنة واحدة حالها حال جمهورية كوردستان في مهاباد . و هذا يثبت ان الايرانيين يستعملون المذهب الشيعي كغطاء لتنفيذ مخططاتهم القومية التي هي بالاساس لصالح العرق الفارسي و اعلاء دورهم و شأنهم في المنطقة .
فتح ممر آمن من ايران الى سوريا عبر العراق
ما حصل من المشاكل في غرب الموصل بقرب الحدود السورية في منطقة سنجار في الاسابيع الماضية بين القوات البيشمركة و قوات من جماعات تابع الى حزب العمال الكردستاني ايضا له علاقة بمخططات ايران للوصول الى الحدود السورية عبر ممر ارضي لكي يرسل مساعدات لوجستية و افراد من مليشيات شيعية الى حليفه بشار الاسد عبر الاراضي الذي تحت سيطرة قوات حماية الشعب التابعة لصالح مسلم وهم جناح سوريا للحزب العمال الكوردستاني الذين يسيطرون على كوردستان سوريا و لديهم علاقات جيدة مع نظام بشار الاسد ، في اطار هذا الموضوع كتبت ( صحيفة گاردیان ) البريطانية تقريرا مفصلا يوضح فيها ان ايران يحاول تنفيذ مخطط عمره ثلاثين سنة بأستعمال مليشيات شيعية و قوات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكوردستاني .
ايران وصل الى قناعات بان ربط ايران مع سوريا و المرور عبر الاراضي السنية في غرب العراق و الوصول الى الحدود السورية شبه مستحيل و ان عرب السنة في غرب العراق لن يعطو مجال لتطبيق هكذا مخطط يمر عبر مناطقهم فبالتالي فكرو في بديل اخر الذي هو مناطق غرب الموصل الذي تحت سيطرة قوات حماية الشعب . و يجب ان نتذكر بأن الان جميل بايك و جناح علوي يسيطر على قيادة الحزب العمال الكردستاني في قنديل وهم لديهم علاقات قوية مع طهران و يساعدون الايرانيين في تنفيذ مخططاتهم لكي يصلون الى الحدود السورية عبر اراضي كوردستان العراق غرب سنجار .
لكي نعرف غاية الايرانيين يجب ان نرى نظرتهم الى الحوثيين في اليمن و العلويين في سوريا ، هاذين الطائفتين ليسو شيعة و لكن بسبب مشاكلهم الكثيرة مع السنة في المنطقة ، الايرانيون ينظرون اليهم و يساندونهم كأنهم جزء منهم ، و العكس ايضا صحيح لأن الحوثيين و العلويين يعتبرون ايران حليفتهم القوية و بجانبهم ضد الخطر السني فبالتالي بالنسبة لأيران السنة هم عدوهم الرئيسي في المنطقة و كل ما هو غير سني لا يشكل تهديدا لهم بل و يمكن ان يكون حليفا لهم .
دول الخليج مهدد من قبل ايران !
بالنسبة لدول العربية في الخليج عرفوا بأن ايران خطر و يشكل تهديد جدي على أمنهم القومي و لذالك على لسان اكثر من مسؤل قالو بأن ( تهديد ايران اكبر من تهديد اسرائيل على العرب ) ، و مرات عديدة هدد مسئولون ايرانيون دول الخليج و على راسهم سعودية و الامارات بضربة عسكرية ، في اطار هذا الموضوع أعلن المستشار العسكري الخاص للمرشد الإيراني، اللواء فيروز آبادي ( أن إيران، في حال نفذ صبرها، ستمحو السعودية من الخارطة، مهددا بمهاجمة المملكة في حال تطلب الأمر ) واعترف القائد العسكري الإيراني، (أن دولته تقوم بمهمة تدريب الجماعات المسلحة وتقديم الخدمات الاستشارية وعلى الشعوب زيادة قوتها من الداخل ) معتبرا أن إيران هي صاحبة الكلمة الأخيرة في المنطقة .
خلاصة
* ايران يستعمل المذهب الشيعي كغطاء للتمدد و بسط النفوذ في دول المنطقة .
* ساسة ايران يحاولون ان يستفادون من كل طرف مستعد ان يساعدهم في تنفيذ مخططاتهم و حتى اذا كان هذا الطرف غير شيعي مثل العلويين و الحوثيين و بعض الاطراف الذين محسوبون على الحزب العمال الكردستاني .
* ايران مستعد ان ينفق مليارات من الدولار من اجل تنفيذ هذا المشروع و احياء الحلم الامبراطورية الفارسية .
* في نظرة الايرانيين ان العراق هي حجر الزاوية لمشروعهم التوسعي والسيطرة على هذا البلد بمثابة ضربة المعلم .
* استمرار ايران على هذه المخطط في المستقبل بكافة الوسائل المتاحة ، ما لم يكن هنالك رادع قوي يوقفهم .
***************************************************



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google