"كوردستان المستقلة ليست حلماً " - مروان حمي
"كوردستان المستقلة ليست حلماً "


بقلم: مروان حمي - 05-04-2017
استاذ جامعي
آن الأوان أن ينعم الكرد بوطنٍ حُرّ يعيشون فيه، لا يعيشُ فيهم، بعيداً عن تلك الأحلام التي أرّقت مضجع أبنائه منذ قرون خلت، ذاك الشعب الذي أثخنته الجراح وأوجعته الصراعات الداخلية والخارجية، وسرقه الزمن الذي أُفلت من بين يديه دون أن يشعرَ.
لا محال، إعلان دولة كردية في إقليم كردستان العراق في ضوء الظروف الراهنة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط عموماً والدول التي شهدت ثورات واضطرابات تحت يافطة "الربيع العربي" خصوصاً، بات درب الخلاصِ للكرد والإثنيات والمذاهب الأخرى التي تزدهر في كنفه، سيما وأن القانون الدولي بمواثيقه وتشريعاته بدءاً من عصبة الأمم انتهاء بهيئة الأمم المتحدة تكفل هذا الحقّ وتصونه. فالوقت قد حان أن يسمع العالم المتمدن الحر رسالة شعب قضى أكثر من 25 قرناً من الزمان يبحث عن وطن وهوية بغية أن يجد أبناؤه ضالتهم في حلمهم القومي الكبير.
الانطلاقة الجديدة لعراق جديد ديمقراطي بعد 2003 فشلت، وأنّى لكردستان أن تفخر بسيادة غير منقوصة على امتداد الجغرافية الكردستانية التي سقطت عمداً من خرائط دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها العراق الذي أقرّ في دساتيره المؤقتة لعام 1958 و1970، ودستوره الدائم لعام 2004 بأن الشعب الكردي يشكل القومية الثانية إلى جانب القومية العربية. فضلاً عن وعود الحكومات العراقية المتعاقبة- ولاسيما حكومة صدام حسين القمعية - للكرد بممارسة حقهم في تقرير المصير رغم التحاقهم طواعية بالدولة العراقية حديثة التكوين في 1925.
كردستان المستقلة ليست حلماً أو شائعة بل حقيقة في طريقها لتصبح واقعاً، مع استحالة التعايش بين حكومتي المركز في بغداد والإقليم في أربيل، وتزايد المشكلات بين الطرفين بشأن المستحقات المالية والنفطية وغيرها من الملفات العالقة. صحيح أن حصول الكرد على حكم ذاتي بعيداً عن الحكومة المركزية في بغداد كانت خطوة وإن أقل من هدف الاستقلال التام إلا أنها مثلت تقدماً تجاه تحقيق حلم الاستقلال الذي تدعمه كافة الأعراق والمذاهب المتعايشة في إقليم كردستان من تركمان وكلدان وآشوريين وفيليين ومسحيين وايزديين وكاكائيين وغيرهم.
على الجميع أن يدرك أن الاستقلالَ لم يكن وشيكاً كما هو اليوم، وأنَّ قادةَ العالمِ فهموا أخيراً أنَّ الحدودَ التي رُسِمت عام 1916 على إثر اتفاقية سايكس بيكو في طريقها إلى الزوال، خاصة أن العديد من القرارات التي صدرت في بغداد قد ساهمت في التأسيس لواقع يحتم التقسيم، فحكم الأغلبية يخالف الدستور العراقي الذي يتحدث عن حكومة توافقية.
لا ينكر أحد أن العراق ما قبل الموصل مختلف كثيراً عن العراق ما بعد الموصل، فمحاربة البيشمركة للتنظيمات الإرهابية لم تعزز فقط من تدفق الهوية القومية الكردية على جغرافية حبستها سايكس بيكو قبل نحو قرن في حدود جغرافية، بل أسهمت أيضاً في إزالة هذه الحدود التي اصطنعتها قوى الشر والغدر طيلة قرون أُبيد خلالها عشراتِ الآلاف من الكُرد بالغازِ أو رَمياً بالرصاصِ واحداً تلوَ الآخر على مذبح الحرية التي ستبزغ شمس في القريب العاجل فوق الدولة الكردية المستقلة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google