إذا أحبك الله. - علي الحسيني
إذا أحبك الله.


بقلم: علي الحسيني - 06-04-2017
يُعرف الرجال بالحق، ولا يُعرف الحق بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله، وأعرف الباطل تعرف أهله، هذا هو مفهوم ونظام المعرفة الذي وضعه لنا سيد البلغاء، وباب مدينة علم الرسول، لتشخيص أهل الحق، وأتباعهم، من هنا وجب علينا معرفة الحق لنتبع أهله، ومعرفة الباطل لنتجنب أهله، أي أننا لا يجب أن نتبع الأشخاص لمجرد العاطفة بلا دليل علمي، يثبت بأنهم أهل الحق وأنصاره.
مضى أكثر من عقد على أستشهاد شهيد المحراب، ونحن نشاهد أحياء ذكراه في كل عام، فقد تولى القيادة بعده رفيق دربه وأخيه المخلص السيد عبد العزيز الحكيم، وجعل من يوم أستشهاده يوم للشهيد، نستذكر به الشهداء وتضحيتهم وأخلاصهم، إلى أن ألتحق بربه مسموما شهيدا، وتولى بعده حامل راية النصر وبقية آل الحكيم، السيد عمار الحكيم، الذي أستمر بأحياء ذكراه بكل وفاء وأخلاص، ففي كل عام لنا في رجب واعية، تنطلق عند سماع كلمة السيد عمار الحكيم، يستذكر عمه وقائده بكل حزن، لم يتجاهل ذكره طوال هذه السنين، ولم يقدم أباه عليه، في كل عام يثبت لنا كيف يكون الأخلاص، وكيف تكون المروءة، أنتم الأوفياء المخلصون، وأنتم مصداق قول أمير المؤمنين، عرفناكم أهل الحق فاتبعناكم، تؤثرون على أنفسكم، وأعطاكم الأيمان فأصبحت قلوبكم مثمرة بحب الله، وقيل، إن الله يؤتي المال من يحبُّ ومن لا يحب، ولا يؤتى الإيمان إلا من أحب، فإذا أحب الله عبدا أعطاه الإيمان. فأحبكم الله، وإذا أحب الله عبدًا اصطنعه لنفسه، واجتباه لمحبته، ورزقه حب الناس له، ومن أَحَبَهُ الناس فقد أوتي خيرا كثيرا، اللهم ونحن نشهد لك بأنا نحبهم، يحملون هموم الناس، لا يفرقون بين هذا وذاك، كل الخلق أخوانهم، يحبون للناس ما يحبون لأنفسهم، قلوبهم نقية لا يحملون الحقد حتى على أعدائهم، عدوهم عدو الله فقط، رزقكم العلم والقيادة، وتغربتم وصبرتم، وجرحتكم ألسنة الناس، فزددتم حبا لهم، أنتم معنى الأنسانية، ورزقكم بعد ذلك الشهادة، واحدا تلو الآخر، وساما لتتويج حياتكم الشريفة.
ونسمع كل يوم من الجهال حملات ضد هذه العائلة الكريمة، لتشويه صورتهم ونكران فضلهم على العراق، وبسبب هذا الكذب عليهم، تذكرت حكمة سمعتها عن رجلٌ قد أعركته الدنيا، وذاق مرها وحلوها، فأصبح عليما بأيامها، حين تكون مقبلة يعمل لها وكأنها مدبرة، فهو متمكنٌ منها وحذر كي لا يقع بشباكها، يقول هذا الحكيم، قد بعثت رجلين يحملان نفس الهمة، ونفس القدرة، مثابران ومخلصان، وقلت لهما، أريد أن يجمع لي أحدكما جواهر وأحجار كريمة، وأن يجمع الآخر ما يستطيع من الحصى، بثلاثة أيام فقط، وذهبا مسرعين، وبعد ثلاثة أيام عادا، فجمع صاحب الحصى، ما لم يستطع حمله، بل قد أستأجر عددً من الجمال لتحمله، أما صاحب الجواهر فجاء بواحدة فقط، وهو فخورا مستبشرا، فقلت لهما هل تظنان أنه من العدل أن أقول أن صاحب الحصى هو أكثر أخلاصا وأكثر وفاء، فقد جمع أكثر من صاحب الجواهر، كلنا نعلم أن الحصى، يملأ الأرض، في الطرقات، وتحت أقدامنا، وفي كل مكان هناك حصى، لكن أين نجد الجواهر، فهي صعبة المنال، نادرة الوجود، قليلة جدا، أردتكم أن تعلموا أن الناس مثل هذه الحجارة، فمنهم مثل الحصى وهم عامة الناس ورعاعهم، أما الجواهر فهكذا هم المخلصون أولوا الألباب، نادرون قليلون، فهم أثمن من هذه الجواهر، فلا يستغرب العقلاء، كثرة الجهال وضجيجهم، فهم بكثرة الحصى، بلا نفع، أتباع كل ناعق، تباً لهم وتعسا، لا يجتمعون إلا فاسدين، ولا يتفرقون إلا مخربين، كثرتهم فساد لا خير فيها، بها يتفاخرون، والكثرة ليست فضل لهم، بل في أغلب الأحيان يصفهم القرآن الكريم بالسوء، حيث يقول، وأكثرهم فاسقون، وأكثرهم للحق كارهون، وأكثرهم يجهلون، أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً، وهناك الكثير غير ذلك، إذن كثرتهم لاتنفع بل هيَّ وبال عليهم.
والآن نسمع ونشاهد كثرة الجهال ونعيقهم في كل حدب وصوب، يتهجمون على الأطهار والشرفاء من آل الحكيم الكرام بالسب والشتم، بكل حقد وجهل، فهم مجتمعون على الجهل، وقيل في الجهل، إنما الجهل مثل جميع الأمراض العقلية، يحقق رابطة متينة بين الفئات المصابة به، بغض النظر عن اختلافاتها الأجتماعية، ويرصها جميعاً صفاً واحدا ضد الأعداء وراء الجدار، في حالة إستعداد دائمة للبدء في القتال. أي أنهم قد عطلوا العقل وأستخدموا القوة كغريزة للدفاع عن معتقداتهم وإن كانت خاطئة.
وأخيراً كَثُرَ المتهجمون عليك يا أبن الصالحين، حاربوك الرعاع ومن يقودهم، وجهال الناس وعبيدهم،وتكلم عليك بالسوء، رجال قد أصبحت النوادي الليلية وملاهي الخمر والنساء معابدهم، وقد مدحوا غيرك، فتلك شهادتهم بأنك لست من صنفهم، ولست قرينهم، فكل قرين بالمقارن يقتدي.
السيد عمار الحسني الطباطبائي الحكيم، ها هنا السلسلة الذهبية للعلم والشهادة.
ومناقبٌ شَهد العدو بِفضلها*والفضل ما شهدت به الأعداءُ



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google