بقلم: مهدي قاسم -
08-04-2017 1 ــ القتل الجميل :
في الأسبوع الماضي تعرض حي سكني في الموصل لعملية قصف تدميري رهيب و واسع ، طالت عشرات مساكن و بيوتا تعج بأفراد سكانها من أطفال و نساء و كهول و صبيان ..
وقد حدثت عملية القصف هذه من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ــ حسب اعتراف مصادر عسكرية أمريكية ذاتها ــ فقتل و جُرح مئات من المدنيين قتلا مباشرا أو اختناقا تحت تراكم الأنقاض والغبار و دخان الحرائق ..
فلم يحتج رؤساء الدول الأوروبية وغيرها، بل صمتوا و كأن شيئا لم يكن ..
ربما ...............................
لأنهم اعتبروا هذا النوع من القتل العمد ضد المدنيين من نساء و أطفال عزل ، قتلا جميلا و رحيما و شفافا رقيقا !!..
ف.....فسكتوا متظاهرين بلامبالاة و عدم اكتراث ..
2 ــ القتل القبيح و البشع المريع !! :
ولكن ما أن أقدم النظام السوري المتوحش على قصف بلدة سورية بأسلحة ، يُقال إنها كيمياوية أو تسببت بانفجارها ، أو شيء من هذا القبيل ، حتى قامت قيامة رؤساء هذه الدول إدانة واحتجاجا و استنكارا ومطالبة بالتأديب و العقاب الصارم الخ ...
إذ إنهم اعتبروا هذا النوع من عملية القتل قتلا قبيحا و بشعا مريعا !!..
يستدعي التأديب والعقاب و الاحتجاج الواسع والشاسع ..
أما في واقع الأمر:
ففي مدينة الموصل قُتل مواطنون عراقيون عُزل ، قُتلوا قتلا مباشرا من جراء القصف التدميري .. و اختناقا رهيبا بالغبار والدخان وهم مطمورون تحت الأنقاض ..
بينما في سوريا قُتل مواطنون سوريون عُزل اختناقا بغازات كيمياوية أو شيء من هذا القبيل ..
وهي في حقيقة الأمر/ كارثة بشرية جديدة / لا تهز ضمائر رؤساء أمريكا و باقي دول أوروبية أو غيرها ، لا من قريب و لا من بعيد ..
طالما أن هذه القصف أو ذاك لا يمس أبناءهم بضرر أو أذى .