التاسع من نيسان .. الفرح الضائع - عبدالناصر الناصري
التاسع من نيسان .. الفرح الضائع


بقلم: عبدالناصر الناصري - 08-04-2017
لاتوجد لحظات مرت على حياتي أجمل من لحظات الغارات الأميركية التي أستهدفت مقار النظام الصدامي في العراق ؛ وهي أجمل من السمفونات الموسيقية كما وصفها الكاتب العراقي كنعان مكية

لاأعرف كيف يريدني البعثي ان اكون مواليا لنظام دمر عائلتي كما دمر الاف العوائل العراقية بشتى أنواع التدمير القذرة ؛ هوبالفعل أبشع نظام عرفه التاريخ ؛ هذه البشاعة لايعرفها إلا من إكتووا بنيرانها أما الذين ينظرون له من بعد يعتبرونه من أوائل الأنظمة الجيدة بسبب بذخه على المرتزقة والأبواق العروبية التي كانت ولاتزال تعمل على تلميع صورته

هذه الآراء التي أؤمن بها باتت غير مقنعة وتثير السخرية للكثير من المراقبين في الداخل والخارج بسبب غباء وفساد الطبقة السياسية التي استلمت السلطة العراقية بعد زوال صدام حسين وهي لم تتجرأ من القيام بأعمال مشابهة الى أعمال النظام الساقط

كثرة الأخطاء والممارسات السلبية التي رافقت عملية تشكيل الحكومات الجديدة لاتعد ولاتحصى وبإمكان اي معارض لهذه التشكيلات ان يرد على افكارنا بعشرات الوثائق الثبوتية التي تؤكد على فساد حكام مابعد صدام

لاأعرف عن أي ملف سأتمكن من الدفاع عنه ؟ وهل بإستطاعتي ان أؤشر على ملف يشار له بالبنان قد أنجز بعد 2003 ؟ هل أدافع عن ملف الخدمات أم عن ملف الأمن ؟ أم عن ملف البطاقة التموينية أم عن ملف الإقتصاد وضياع خيرات البلد ؟ أم عن ملف الشهداء الذين يسقطون يوميا نتيجة افعال هذه الطبقة ؛ حتى ملف الحريات التي يتغنى بها الكثير من مؤيدي النظام الحالي قد تعرض هو الآخر الى انتهاكات عديدة وراقت دماء زكية نتيجة عملها في مجال الحريات إنني أشعر بالخجل حين أدافع عن نظامنا الحالي وبت اشعر ان من يدافع عنه لايختلف كثيرا عن الذي يدافع عن النظام السابق فكلاهما يبحثان عن أجر مادي لتلميع الصور بغض النظر عن الحقيقة

لا أجد أي مبرر يمكن ان يشكل عائقا أمام بناء دولة حقيقية خصوصا بعد مرور أربع عشرة سنة على سقوط صدام وكل المبررات التي يطلقها الفاسدون ومن على شاكلتهم هي حجج واهية من أجل تبرير عملية السرقة المستمرة التي أفرغت العراق من كل شيء وحولته الى دولة فاشلة لاتقارن الا بالدول الأكثر فشلا في العالم

أعرف جيدا ان العراق الجديد قد تعرض الى هجمة شرسة من كل الديكتاتوريات في العالم لإجهاض تجربته الواعدة لكن هذا لايمكن ان يكون عاملا مؤثرا لو كان السياسيون العراقيون موالين ومحبين للعراق ويعملون من أجله

على العالم ان يعرف جيدا ان العراقيين بكافة الوانهم قد تعرضوا الى ظلمين ؛ الأول على يد نظام ديكتاتوري كان عادلا في توزيع إعداماته والثاني على يد نظام فاسد كان ولايزال عادلا في توزيع الفشل على جميع العراقيين

هناك آراء كثيرة أقرأها يوميا تشير الى ان النظام الجديد في العراق هو نظام طائفي بإمتياز وأنا أنكر هذه التهمة فهذا النظام لم ينجح في خدمة أي شارع من شوراع أية طائفة عراقية لكني أؤكد ان هذا النظام قد خدم مرتزقته فقط

الآن أشعر بألم شديد حين أنظر الى هذه المناسبة العظيمة وهي تترك بلا تغطية إعلامية ولم نحتفل بها والسبب يكمن بفشل حكام مابعد صدام فهم يتحملون ضياع فرحتي وفرحة الكثير من العراقين بيوم التاسع من نيسان اي سقوط صدام .
[email protected]



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google