داعش قدرنا الاقليمي - محمد سيف المفتي
داعش قدرنا الاقليمي


بقلم: محمد سيف المفتي - 09-04-2017
أقيمت في نهاية عام 2014 ندوة موسعة في مدينة اوسلو برعاية منظمة كردية، كان الهدف منها تسليط الضوء على ما جرى في مدينة كوباني " عين العرب"، و مناقشة دور السياسة التركية في المنطقة و الاشادة بالقتال البطولي و استبسال الشعب الكردي.
جلس في المسرح ممثلون عن ثلاثة منظمات نرويجية فضلا عن سيسيليا هيلستفيت الخبيرة بشؤون الشرق الاوسط.
شرح المشاركون الثلاث مجريات المعارك الطاحنة التي دارت هناك و كيف قامت تركيا بتحجيم دور المنظمات الانسانية ، بناء على ما شاهدوه بأعينهم و هم على الجبل المطل على عين العرب / كوباني مع العوائل الكردية التي كانت تتابع مجريات المعركة من هناك و تتواصل مع المقاتلين في داخل المدينة. حدثونا عن صورة بطولة من طراز نادر، سجل الجانب الاكبر من هذه البطولة بأسم النساء.
قال أحدهم بكيت كثيرا عندما شاهدت تلك الام تنظر الى ابنها ينزف أمامها على بعد أمتار معدودة حتى مات. لم تسمح القوات التركية بدخوله الى تركيا لأسعافه، و سمحت فقط للجثث بالدخول لكسر شوكة كوباني، فكانت الأم تقف على جثة زوجها أو ابنها مهلهلة و بعد ذلك تطلب من ابنها أو حفيدها بالتوجه الى الميدان ليقوم بواجبه المقدس تجاه الأمة و الوطن، و أفاد الشهود الثلاثة بأن تركيا كانت ترسل سيارات الاسعاف لتنقل جرحى داعش الى داخل تركيا للعلاج.
قامت الخبيرة السياسية سيسيليا بتوضيح وجهة نظر الاتراك آنذاك. قائلة " يتوقع الاتراك نهاية سعيدة لهذا الفيلم، قالوا بأن كوباني هي مصدر قلق لتركيا و مفرخة لحزب البي كاكا. من وجهة نظر الاتراك سيتمكن داعش من القضاء على كوباني و حزب العمال، و سيأتي الامريكان بعد ذلك لكنس داعش من المنطقة، و خلال النقاش أيدتني بالرأي الذي طرحته " الايديولوجية المبنية على الارهاب لا يتم اكتشافها من قبل جهاز فحص المعادن في المطارات، و هو سلاح يعبر القارات بدون أن يكتشف وقد يقتل صاحبه".
زارت الكاتبة السورية سمر يزبك مدينة اوسلو في عام 2015 بمناسبة ترجمة كتابها " بوابات أرض العدم " الى اللغة النرويجية و الذي يتناول زيارتها الى سوريا بعد الربيع العربي و لقاؤها مع المجاميع و الكتائب المختلفة هناك، و تم لقاؤها من قبل عدة صحف، في لقائها مع جريدة الافتنبوستن صرحت بأن المقاتلين الاجانب كانوا يتوافدون من كل العالم الى سوريا بينما كان ابناؤها يهربون منها، و وثقت في كتابها كيف كان دخول المقاتلين الاجانب مسهلا من قبل الاتراك.
في دهوك عام 2016 ، أكد لي شخص من قوات البيشمركة، كان قد أصيب قرب الموصل اصابة بليغة نقل على أثرها الى تركيا ، قال لي أن الطابق الاعلى في المستشفى التي كنت أرقد فيها كان مخصصا لجرحى داعش، و كان الجانب التركي يسهل لهم الكثير من الامور. في الوقت ذاته الذي كانت القوات التركية تقف بالقرب من الموصل بحجة تحريرها من قبل داعش. و بما لا يقبل الشك أن الكثير من التعزيزات العسكرية بل معظمها جاءت من تركيا الى سوريا و من ثم الى العراق.

في عام 2017 فجرت كلمات البرلماني التركي ايرين آردم قنبلة في البرلمان، كان المفروض بها أن تهز العالم لكنها لم تهز اي شيء و لا حتى ذنب أحد الاذناب. معلومات تؤكد تورط تركيا في حركة داعش من التسهيلات و الدعم اللوجستي و العسكري، افاد بالادلة أن لتركيا قاعدة بيانات تبين عدد الدواعش و اسمائهم و موعد دخولهم و خروجهم. و تحدث عن التحقيقات التي تمت في عدة محافظات تركية و تبين تورط الكثيرين في تمويل الارهاب و تسهيل عمل الارهابين ور غم الادلة الدامغة ضدهم فهم احرار و لم يتعرضوا للمسائلة القانونية، تحدث عن شخص له ملف يثبت بأنه أدخل 1800 شخص الى سوريا و العراق كانت المخابرات التركية على علم بمكان مبيتهم و تنقلاتهم و اتصالاتهم و هذا الشخص كذلك حر طليق و غيره كثيرين. تحدث كذلك عن شحنة السلاح المرسلة الى التركمان التي احيطت بالسرية و الكتمان, و أكد كذلك أن الدواعش المصابين في الحرب حصلوا على العلاج اللازم في المستشفيات التركية، هذا الكشف يتفق مع ما قاله لي ضابط البيشمركة.
تركيا دولة سنية و ما حدث أضر بالسنة قبل غيرهم، و ايران لعبت دور مشابه في جنوب العراق كما لعبت السعودية دورا مشابه لتركيا و ضحية هذه السياسات هم المواطنون الابرياء و الذين اقحموا في صراع فرض عليهم خيار الموت إجبارا.
هدفي الاول من تسليط الضوء على هذه المعلومات ليس لتسقيط تركيا، لكون ان دول الجوار كالسعودية و ايران لديها اجندات متشابهة. بل هو لكشف التلاعب بالمذاهب الدينية، و أن راية الدفاع عن المذهب ليس سوى مسوغ لما تقوم به المجاميع و الاحزاب المختلفة بدعم من هذه الدول " الغاية تبرر الوسيلة"، و هكذا أصبح المذهب أداة لتحريك الناس و سوقهم باتجاه محدد.
الهدف الثاني هو نزع ورقة التين عن كل الاحزاب و الكتل التي تقول سنطرد داعش من الموصل بمساعدة الاتراك أو الايرانيين أو السعوديين،. هذه الاحزاب فعلا عارية و لكنها لا تخجل من ابداء سوءتها.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google