صواريخ ترامب تصيب البيت الأبيض - سليم الحسني
صواريخ ترامب تصيب البيت الأبيض


بقلم: سليم الحسني - 10-04-2017
في الساعات الحرجة التي سبقت الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات في حمص، كانت الأخبار والتسريبات تنطلق متسارعة مكثفة حول عمل خطير وشيك سيقدم عليه دونالد ترامب. وكانت أهم تلك التسريبات عبارة (أن عملاً خطيراً سيحدث).

لم تعقب موسكو على ما تم تداوله، فقد التزمت الصمت التام. مما ترك انطباعاً بأنها لن تعترض على ضربة محدودة تقوم بها الولايات المتحدة ضد سوريا، وما عزز ذلك أن بعض التصريحات صدرت من البنتاغون وبعض الجهات الاميركية بعد دقائق من الهجوم الصاروخي بأن روسيا لن تعترض، وذهبت بعض التصريحات الاميركية والغربية أن روسيا كانت على علم بالضربة الأميركية، وقد ظلت هذه التصريحات تتكرر لعدة ساعات دون ان يصدر موقف من الحكومة الروسية.

صمتت روسيا في الساعات الحرجة، وقد فهمتها الولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا ودول الخليج، أنه صمت الموافقة على ما حدث، فانطلقت التصريحات بشكر ترامب على خطوته الشجاعة بما في ذلك الجماعات الإرهابية المسلحة في سوريا، وهو من ناحيته وقف فخوراً بانجازه امام وسائل الاعلام يتحدث عن خطوته ويتوعد بالمزيد، وتبعه كبار المسؤولين بأن هذه الضربة كانت ضرورية لكي يتعلم بشار الأسد الدرس جيداً.
...
انكشف دخان الصواريخ الاميركية (في ٧ نيسان ٢٠١٧) عن أضرار بسيطة، لا تتناسب مع العدد الكبير من الصواريخ (٥٩ صاروخا). وهذا ما يضع احتمالاً وارداً بأن القوات الروسية والسورية في مطار الشعيرات كانت قد استعدت لتفادي الضربة.

وحين بلغت الفرحة ذروتها في الدائرة الاميركية بعد برقيات الشكر التي تلقتها من محور الشر وإسرائيل، جاء الرد الروسي شديداً غاضباً، يتضمن مجموعة من القرارات الصارمة أهمها إلغاء التنسيق الجوي، مما يجعل أي طائرة أميركية هدفاً للدفاعات الجوية الروسية، كما أعلنت موسكو أنها ستزيد من دعمها لسوريا، وستزودها بمنظومات جديدة من الصواريخ المتطورة. ودعت الى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، كانت فيها لهجة المندوب الروسي عالية حادة، وكأنه ينذرهم بأن بلاده مستعدة لخوض حرب عالمية، كانت لهجة جنرال حرب وليس خطاب رجل دبلوماسي، وقد فهموا ذلك جيداً.

وأمام الغضب والتهديد الروسي، تغيرت المعادلة خلال ساعات، فقد جاء التراجع الأميركي واضحاً من خلال تأكيد الخارجية الأميركية أن زيارة وزيرها الى موسكو باقية على موعدها، مع أن وزير الخارجية الروسي اتصل به هاتفياً يُبلغه بان ما حدث كان عملاً عدوانياً خارجاً على القوانين الدولية.
...
لنذهب الى المواقف الإقليمية، فقد كان واضحاً ان محور الشر (تركيا والسعودية وقطر) إضافة الى إسرائيل كانت مستعدة لإعلان مواقفها المؤيدة فور توجيه الضربة الأميركية للمطار السوري. وفي نفس الوقت كانت أطراف المعارضة السورية المرتبطة بمحور الشر جاهزة لتقديم الشكر لترامب.

ومن دون حسابات دقيقة، ولا وعي سياسي، سارع مقتدى الصدر الى اصدار بيانه الغريب بنفس الاتجاه، وربما أنه أعد نسخة بيانه أيضاً، فأصدره رسمياً، قبل أن يستوعب أن المعادلة تغيرت في غضون ساعات قليلة. للأسف انتمى مقتدى الى المعسكر الآخر، ولعله لا يدرك ذلك حتى اللحظة.

كل ما يريده محور الشر حالياً، أن يفتت الوسط الشيعي في العراق، لتسهل مهماته في المنطقة. ونقطة الضعف التي شخّصها تتمثل في مقتدى دون غيره، فهو مستعد لإرباك الوضع العراقي والشيعي تحديداً، باتباعه الذين ينفذون ولا يفكرون.
لإستلام مقالاتي على قناة تليغرام اضغط على الرابط التالي:
https://telegram.me/saleemalhasani



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google