الأتزان السياسي والميدان الملتهب. - علي الحسيني.
الأتزان السياسي والميدان الملتهب.


بقلم: علي الحسيني. - 10-04-2017
إن المرحلة الحرجة التي تعيشها البلاد، من بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية المقيتة، قد أوجدت لنا واقع سياسي متخبط غير ناضج يراوح في مكانه، في دوامة من الصراعات السياسية، التي أنتجت لنا حكومات أنتهازية فاسدة، لاتبحث عن حلول بل عن منافع شخصية وحزبية، فمن سياسي طفيلي إلى آخر فرعون الفكر والطغيان، يرى بأنه إله واجب البقاء على سدة الحكم.
رغم هذا الواقع السياسي المظلم في العراق، ورغم هذه التجاذبات العقيمة التي تفتقر للحلول، هناك خط سياسي متزن، مرن يقترب من الجميع، ينبذ الطائفية والتفرقة، يرى صلاح الوطن وإعادة إعماره واجب يقع على عاتق الجميع، حيث يعمل بأخلاص وجهد بلا ملل، لتقريب الفرقاء السياسيين، والجلوس على طاولة الحوار، لأيجاد الحلول المناسبة التي تضع حد لهذه الفوضى السياسية، وتخلق واقع جديد من التعاون والتنازلات فيما بين الأخوة، ونشر ثقافة المواطنة، وهنا نأخذ جزء بسيط من سياسة الأعتدال التي يتمتع بها هذا التيار السياسي الأسلامي، الذي يحمل روح الأنسانية بكل ما للكلمة من معنى، متمثلا بكلمة رئيس التحالف الوطني و زعيم هذا الخط في تجمع يوم الشهيد في واحد رجب، حيث وضع نقاط الحل والتي تعتبر دستور متكامل لبناء دولة متصدعة سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا، فمن وجهة نظر هذا السياسي، إن العراق وصل الى مرحلة عالية من الاختناق، ويجب ان يخرج من عنق الزجاجة، فلدينا مرحلة معقدة امنيا وخدميا، بعد اكمال تحرير المدن والقرى، وإعادة اكثر من مليون نازح الى ديارهم، ولدينا وضع اقتصادي يحتاج الى معالجة جدية وقرارات شجاعة بعيداً عن المزايدات والتصعيد الانتخابي والسياسي، ولدينا واقع خدمي متردي وهياكل حكومية متصدعة، وعقليات ادارية متكلسة وبيروقراطية فاسدة ومعطلة، وفوق كل هذه التحديات الداخلية، فأننا في منطقة إقليمية ملتهبة ومفتوحة الجبهات، قد وصل فيها التنافس والتقاطع الإقليمي والدولي الى مراحل حرجة وخطيرة، والعراق هو في قلب هذه المنطقة ومدارات النفوذ والتنافس تمر به وتتداخل على ارضه، فهو يرى بأننا أمام فرصة كبيرة بعد هذا النصر المؤزر، لننطلق من جديد لبناء العراق الذي حلمنا به، وخلق روح التعايش السلمي وحب الوطن بين ابناء شعبنا بعيدا عن الطائفة والحزب، فكلنا أبناء العراق، وهذه الفرصة تأتي مدعومة بروح الانتصار والوحدة الوطنية التي خلقتها حربنا ضد داعش، فهناك في ساحات البطولة والفداء، يقف رجال العراق بكل بسالة صفا واحدا، يحملون العراق في قلوبهم، قد تناسوا الطائفة والحزب واتفقوا على أنهم يجب أن يضحوا من أجل العراق فقط، وأما عن مبادرة التسوية الوطنية التي أطلقها التحالف الوطني، فهي من وجهة نظر أغلب النخب السياسية والخبراء والمتابعين للشأن العراقي تعتبر الحل الجذري والواقعي والدقيق الذي يقتلع المشاكل من جذورها ويزرع الحلول الناجعة في مكانها، فلا يتبقى شيء يقف بوجه عجلة التقدم، فهو يؤكد بأن طريق البناء السياسي والتنموي لا يمكن السير فيه بدون خارطة طريق، ومبادرة التسوية الوطنية تمثل احد ركائزها، وهي ليست مثالية أوغير قابلة للنقاش، بل هي مشروع قدمه الشريك الاكبر وعلى الاطراف الاخرى ان تقدم تصوراتها، وان تكون في حدود الوطن والواقعية السياسية، والتعامل مع النقاط الخلافية بروحية الحل والبناء الوطني، والحفاظ على وحدة العراق.
ولم يتناسى معارضيه، فقد دعاهم قائلا.
الى المؤتمرين خارج اسوار الوطن اقول، ان المؤتمرات والمشاريع الوطنية يجب ان تكون تحت سقف الوطن وضمن حدوده، واوكد لهم ان ابواب العراق أوسع من ان تغلق بوجه ابنائه.
فمن وجهة نظر المتابعين والمراقبين للتيارات السياسية العراقية يعتبر هذا التيار هو الأكثر إعتدالا، فهو يحمل فكر وحلول جعل من المتربصين واعداء هذا الوطن، لا يستطيعون أيجاد او خلق ثغرة صغيرة لأختراقه، وأخراجه من هذا الأتزان والصدق السياسي المنقطع النظير، على العكس من بعض السياسيين، فهذا التيار يرى بأن السياسة ليست فن الكذب بل هيّ جوهر الصدق، وقد أثبت ذلك بتنازلاته المتكررة للشركاء السياسيين، وتركه للمناصب والمصلحة الشخصية والحزبية



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google