زادت مبيعاتهم أضعافاً: الباعة الجوّالون يضاعفون عملهم أثناء التظاهرات في بغداد
زادت مبيعاتهم أضعافاً: الباعة الجوّالون يضاعفون عملهم أثناء التظاهرات في بغداد


2015-10-02 02:16:24
مصطفى سعدون | بغداد

استثمر الباعة الجوّالة في العاصمة العراقية بغداد، التظاهرات التي تخرج في ساحة التحرير كل يوم جمعة لتعزيز أرباحهم القليلة من بيع الماء والأعلام العراقية والعصائر، بعدما وجدوا فيها أرباحاً أفضل من تلك التي يحققونها…

على امتداد كيلو مترين من ساحة التحرير التي تمثل ايقونة الاحتجاجات العراقية ينتشر الباعة الجوالة مستثمرين غلق القوات الأمنية العراقية للطُرق وسير الناس على أقدامهم بغية الوصول إلى مكان التظاهرة، فبائع الأعلام يُدلل بمنتجه وبائع الماء كذلك، وحتى بائع القهوة العربية.

الطُرق التي تُغلق قبل خمس ساعات من موعد التظاهرة، تدفع الباعة الجوالة إلى شراء كميات كبيرة ممّا يبيعون ويتركونه قريباً من الساحة قبل غلق الطرق بساعتين، فأمام الأعداد الكبيرة من المتظاهرين لا شيء يبقى كما هو، كل ما يُعرض يُباع.

جواد ربيع الذي جاء من ضواحي محافظة ذي قار، جنوبي العراق، ويعمل في بيع الماء بالقرب من نقاط التفتيش التي تشهد زحاماً كبيراً، وجد في التظاهرات التي تشهدها العاصمة بغداد فرصة للحصول على دخل أكبر ممّا يحصل عليه يومياً وهو يتجول تحت حرارة شمس العراق اللاهبة في التقاطعات وقرب نقاط التفتيش الأمنية.

كان يبيع جواد في الأيام الاعتيادية (25) صندوقاً من الماء، أي ما يُعادل (300) قنينة مياه، وأرباحها لن تتجاوز (15) دولاراً أميركياً، لكنه في كل يوم جمعة يقف في ساحة التحرير بعربته الكبيرة التي يتوسطها براد ماء عاطل، يبيع قرابة (1500) قنينة مياه.

يقول جواد لـ"نقاش" إني "أستثمر وجود هذه التظاهرة بالقرب من مكان إقامتي في فندق بائس وأخرج قبل أن تبدأ بثلاث ساعات لتجهيز العربة وصناديق المياه وشراء الثلج لتبريدها، وأعوّض في هذه التظاهرات الأرباحَ القليلة في الأيام الأخرى".
معظم الباعة الجوالة ليسوا من سكنة العاصمة بغداد وجاؤوا من مناطق جنوب العراق، كما أن هناك من نزح من المحافظات الغربية التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" واضطر للعمل بشكل شاق لإعالة نفسه وعائلته.
وفي ساحة التحرير توجد منصة دائرية قطرها يتجاوز النصف كيلو متر، لا يُمكن لبائعي الماء الصعود لها بعرباتهم الكبيرة، فيضطرون إلى تشغيل عمال يصعدون لها بصناديق صغيرة يبيعون ما يحملون ومن ثم يعودون لملئها.

عند بداية الطرقات التي تؤدي إلى ساحة التحرير، يقف أطفال ورجال كبار في السن يبيعون الأعلام العراقية بكافة أحجامها إلى المتظاهرين فكانت التظاهرات فرصة لترويج بضاعتهم.

المتظاهرون الذين لم يصلوا الساحة سيراً على الأقدام، يُزيّنون رقابهم بالأعلام العراقية، وآخرون يحملونها بأيديهم، بينما بائع تلك الأعلام يرفض أن يقول "نبيع العلم"، فهو يعتقد أن الأعلام لا تُباع، فعلم بلاده "أغلى من كل شيء"، بحسب قول، محمد رياض، بائع أعلام.

ويضيف لـ"نقاش" إني "لستُ بائع أعلام، وعملي هو سائق تكسي، لكن قرب بيتي من مكان التظاهرة وعدم تمكني من الخروج في تلك الأثناء بسيارتي وحتى لا يتأثر وضع منزلي الاقتصادي اضطررت إلى شراء الأعلام والوقوف في الشارع لإعطائها للمتظاهرين والحصول على مبالغ بدلاً عنها".

القهوة العربية التي يُفضلها سُكان بلاد النهرين، لم تغب عن التظاهرات. رجل خمسيني بزيّ عربي، في يمينه الفنجان وفي يساره دلة القهوة، يُقدم للمُتظاهرين قهوته.

يقول أبو عبد الله، الذي يحضر كل تظاهرة تُقام في ساحة التحرير لـ"نقاش" إن "المتظاهرين بحاجة لجرعة من الأصالة العربية، والقهوة جزء من موروث عربي لا يستغني عنه أهله، لذا وجدت فرصة بهذه التظاهرات لتعريف الجيل الجديد على القهوة العربية وليست تلك القهوة التي تقدمها الكافيهات الحديثة لهم، دون طعم".

ويضيف أنه في التظاهرة الأخيرة التي أقيمت في الثامن عشر من أيلول (سبتمبر) 2015، تمكن من جمع (70) دولارا أميركيا من خلال بيع القهوة التي قدمها، فهي "تذكير بهذا الموروث العربي لمن ينساه أو يتناساه وباب رزق كذلك".

آخرون يبيعون (تمر الهند) وعصير (الزبيب). يضعونه في إسطوانة ملفوفة بقطعة كبيرة من القماش للحفاظ على برودته، ويحملون في بطونهم كؤوساً يقدمون فيها العصير للزبائن.

شاب آخر ينادي بصوت جهور (موطا موطا موطا.. بردوا قلوبكم بها)، وهو يحمل صندوق من الفلين على كتفه. في هذا الصندوق توجد البوظا بكافة أنواعها، فهو يعتبر هذه التظاهرات فرصة لبيع اكبر عدد منها، والاستفادة من فرصة عدم وجود محال تجارية قريبة من ساحة التحرير.
نقاش



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google