فضيحة "اونا اويل" تطال الشهرستاني ولعيبي وتكشف عن تسلمهما ملايين الدولارات
فضيحة "اونا اويل" تطال الشهرستاني ولعيبي وتكشف عن تسلمهما ملايين الدولارات


2016-03-31 22:20:06
بغداد

كشفت تحقيقات أجرتها مؤسستان صحفيتان استرالية وأميركية، اليوم الخميس، عن "فضيحة فساد كبرى" تتعلق بالعقود النفطية العراقية، مبينة أنها تتضمن دفع رشاوى بمئات الملايين من الدولارات لمسؤولين عراقيين بينهم نائب رئيس الوزراء السابق ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي، حسين الشهرستاني، ووزير النفط السابق عبد الكريم لعيبي، وآخرون من كبار مسؤولي وزارة النفط وشركة نفط الجنوب، لتمرير صفقات لصالح شركات عالمية مختلفة.

وقالت صحيفة هفنغتون بوست، في تقرير لها اليوم، تابعته (المدى برس)، إن "تحقيقات أجرتها مؤسسة فيرفاكس ميديا Fairfax Media الاسترالية للإعلام، وصحيفة هفنغتون بوست Huffington Post الأميركية، أثبتت فضيحة فساد كبرى، تتعلق بصفقات النفط العراقية محورها الرئيس شركة (يونا أويل) التي تتخذ من إمارة موناكو مقراً لها"، مشيرة إلى أن "اللاعبين الرئيسيين في القضية هم كل من مدير شركة يونا اويل في العراق، باسل الجراح، والمدير التنفيذي للشركة، سايروس احسني، ومن الجانب العراقي الموظف في وزارة النفط، عدي القريشي، ونائب رئيس الوزراء ووزير النفط السابق، حسين الشهرستاني، فضلاً عن مسؤولين آخرين بينهم وزير النفط السابق، عبد الكريم لعيبي".

وذكرت الصحيفة، أن "التحقيق بعشرات الآلاف من رسائل البريد الالكتروني السرية، كشفت أن مندوب شركة اونا اويل في العراق، باسل الجراح، كان محور أكبر عملية رشوة على المستوى العالمي، مولت في بعض الأحيان بعلم من قبل عشرات الشركات الأميركية والبريطانية والأوربية والاسترالية متعددة الجنسية"، مشيرة إلى أن تلك "الشركات دفعت مبالغ ضخمة لشركة اونا اويل، لتقوم الأخيرة بتسهيل حصولها على صفقات حكومية تقدر بمليارات الدولارات، من خلال أصدقائها المتواجدين في مناصب مرموقة في العراق".

وأضافت هفنغتون بوست، أن "الجراح كان المسؤول عن إقامة تلك العلاقات والصداقات في العراق، منذ عام 2003، حيث استخدم نفوذه لتمرير عقود ضخمة لصالح زبائن شركة اونا اويل"، مبينة أن "الجراح كان حذراً في تمرير صفقاته، إذ كان يستخدم غرف الفنادق لعقد الصفقات ليلاً، ورموزاً مجفرة في اتصالاته".

وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن "مراسليها قضوا أشهر من التحقيقات بشأن رحلات الجراح عبر دول أوربا، ليكشفوا عن كنز من المعلومات في رسائل بريده الالكتروني ومذكراته الخاصة التي تبين دوره الرئيس في صفقات الرشاوى"، لافتة إلى أن "مراسليها كشفوا عن قيام الجراح باستقدام مسؤولين حكوميين عراقيين بنحو دوري، لمقابلة زبائن شركة اونا اويل متعددي الجنسية، من الشركات النفطية العالمية وغيرها، منهم رولز رويس، بتروفاك، كلايد بامبس البريطانية، وشركات ويذرفورك وكاميرون ناتكو وFMC للخدمات التكنولوجية الأميركية العملاقة، فضلاً عن أخرى أوربية مثل سيبيم Saipem و SBM وMAN Turbo".

ودلت رسائل البريد الالكتروني الخاصة بمدير شركة يونا اويل في العراق، باسل الجراح، وفقاً للصحيفة، على أن "كبار مسؤولي صناعة النفط العراقيين، ومنهم نائب رئيس الوزراء، حسين الشهرستاني، كانوا ضمن دائرة الفساد من دون محاسبة تحت نظر السلطات العراقية والبريطانية والأوربية والأميركية وبعلمها"، إذ "كشفت التحقيقات أن الهدف الرئيس وراء سفر الجراح عبر أوربا والشرق الأوسط في أوائل عام 2011، كان محاولة استمالة أكثر شخصين نفوذا في العراق والتأثير عليهما بالنيابة عن شركة وافقت على دفع رشاوى تصل إلى 40 مليون دولار".

وقالت هفنغتون بوست، إن "أعمال السرقة والنهب انتشرت في العراق خلال سنة 2003 عندما دخلت القوات الأميركية بغداد، وأحاطت دبابات وقوات التحالف الدولي مبنى وزارة النفط وسط العاصمة العراقية"، مبينة أن "اونا اويل، التي كان لها خبرة بصفقات الرشاوى في قطاع النفط العراقي منذ عهد صدام حسين، قبل ثلاث سنوات من غزو بوش البلد، مع وجود الجراح مديراً لها، حيث فضلت الشركة أن تمارس اللعبة نفسها لرشوة المسؤولين الجدد في بغداد".

وكشفت رسائل البريد الالكتروني الخاصة بالجراح عام 2005، دائماً بحسب الصحيفة الأميركية، عن "قيامه بالكتابة لزبائن اونا اويل عن لقاء في مطار شارل ديغول، في العاصمة الفرنسية باريس، مع مدير كبير في FMC الأميركية للخدمات التكنولوجية، للاتفاق على الحصول على نسبة تتراوح بين خمسة إلى عشرة بالمئة من أي عقد تفوز به الشركة في العراق أو الكويت"، مبينة أن "الجراح فاتح حينها مسؤولاً رفيع المستوى في وزارة النفط العراقية، يدعى كفاح نعمان، لمساعدة الشركة الأميركية للفوز بالعقود التي كانت شركات أخرى مناسفة لها قد وعدت بها سابقاً".

وتابعت الصحيفة، أن "الجراح تعهد لشركة FMC بمحاولة استمالة كفاح نعمان، بالوسائل كافة ليغير مجرى العقود لصالحها"، مستطردة أن "نعمان أصبح في عام 2008 يشغل منصب المدير العام لشركة نفط الجنوب، المسؤولة عن معظم مشاريع الحقول ذات القيمة العالية مع بناها التحتية".

ومضت صحيفة هفنغتون بوست الأميركية قائلة، إن "الجراح كان حينها يفاتح نعمان في دبي بالنيابة عن شركة رولس رويز البريطانية، إحدى زبائن شركة اونا اويل، التي كانت تسعى للحصول على عقود تجهيز العراق بمولدات تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات"، مضيفة أن "الجراح أبلغ شركة رولس رويز أن السيطرة على نعمان تساعد في الحصول على العقود التي تتنافس عليها بقية الشركات، وأن انفاق مليونين و684 دولاراً كهدايا لشخص متنفذ تعادل مئة مرة قيمة ذلك المبلغ، إذ بدونه لم يكن بالإمكان الحصول على العقد".

وفي رسالة لاحقة، ذكرت الصحيفة، أن "الجراح كتب أن نعمان ينصح أن تدخل رولس رويز الصفقة، لأن قيمة تكلفة العقد لن تشكل أي عائق"، مؤكداً أنه "يفضل أن يكون الربح الصافي لكل مولد كهرباء مليوني دولار باستثناء التكاليف الأخرى".

وقالت هفنغتون بوست، إن "شركة اونا اويل، هي شركة أهلية لعائلة، أسسها رجل الأعمال الإيراني السبعيني، عطا احساني، الذي غادر طهران عند اندلاع الثورة الإسلامية، وفي العام 1991 أسس شركة استشارات نفطية في لندن، ومن ثم موناكو، وهناك نصب ولديه سايروس وسامان مديرين في الشركة لمساعدته، وبعدها توسعت شركة اونا اويل لتضم 200 منتسب"، مشيرة إلى أن "الشركة قامت بأعمال دنيئة تمثلت بدفع رشاوى للمسؤولين في أنحاء العالم".

وفي إحدى رسائله الالكترونية، كتب الجراح، لمسؤول شركة اونا اويل، سايروس احساني، بحسب ما أوردته الصحيفة، بأنه "وعد بدفع رشاوى بعشرات الآلاف من الدولارات لأصدقاء جدد داخل وزارة النفط العراقية"، مبيناً أن تلك "الأموال تساعد الشركة في تأمين عقد لصالح شركة ويذيرفورد العملاقة لتجهيز العراق بمواد كيمياوية تستخدم في عمليات تكرير النفط".

وأكد الجراح، أنه "بموجب العقد فأن أي برميل من المواد الكيمياوية تتسلمه وزارة النفط العراقية من شركة ويذيرفورد، تكون اونا اويل قد دفعت رشاوى لمجموعة من كبار المسؤولين العراقيين، بضمنهم ضياء جعفر الموسوي، المسؤول في شركة نفط الجنوب، الذي كان الجراح يشير إليه في خطاباته بالرمز لايتهاوس Lighthouse، أي بمعنى منار".

وواصلت الصحيفة، أن "الجراح كتب لشركته قائلاً، إنه منذ استمالتنا لأصدقاء جدد في وزارة النفط هذا العام، حولت خمسة ملايين دولار من حصة جاسم وأعطيتها لأشخاص في الوزارة، وبذلك يكون المبلغ الكلي المدفوع هو 13 مليون دولار برغم أنني أود زيادة حصة منار (جعفر الموسوي) من مليون إلى مليوني دولار، كونه الشخص الأكثر فائدة بالنسبة لنا".

وقالت هفنغتون بوست، إنه مع "صعود نجم ضياء جعفر الموسوي، زادت شركة اونا اويل من دفع الرشاوى، وكان أولها رحلة إلى موناكو، وبالنهاية دفع رشاوى بملايين الدولارات للحصول على استثمارات، وفي العام 2009، عين ضياء جعفر مديراً عاما لشركة نفط الجنوب، وفي العام 2015 أصبح نائباً لوزير النفط العراقي".

وكشفت الصحيفة، عن "استمالة شركة اونا اويل مسؤولاً آخر في شركة نفط الجنوب، هو عدي القريشي، الذي كان الجراح يرمز له بخطاباته بالرمز (ايفان)، إذ كتب لشركته إن عدي سيكون ذا فائدة بالنسبة لنا في شركة نفط الجنوب، لأنه عين من قبل الوزارة كمدير مشروع للتفاوض بينها وشركة GDP الأميركية".

وذكرت الصحيفة، أن "اونا اويل دفعت لعدي القريشي، راتباً شهرياً ونسبة من كل عقد بقيمة عدة ملايين من الدولارات، يحسمه لصالح زبائن شركة اونا اويل".

وفي مناسبة أخرى كتب الجراح لمديره قائلاً، لقد "التقيت بايفان (عدي القريشي) أمس وينبغي أن نقدم له عربونا بحسب ما تمت المناقشة به، وهو راتب شهري قدره ستة آلاف دولار، منها خمسة آلاف دولار له، وألف أخرى يحتاجها لتقديم هدايا لأشخاص يعملون معه، لاسيما أنه يعرف حصته من الأموال التي ستدفعها الشركات إذا حصلنا على تأكيد بالفوز بعقود مشاريع معينة في حقول النفط".

وقالت الصحيفة الأميركية، أن "اونا اويل جعلت من ضياء جعفر وعدي القريشي رجلين غنيين، إذ جاء في رسالة بريد الكتروني بعثها الجراح، من شركة اونا اويل في عام 2010، أن عدي طلب مني مرافقته هذا الصباح لرؤية شقة في مدينة جيلسي البريطانية، يريد شراءها".

وأكدت الصحيفة، أن "حجم الفساد الذي كشفته رسائل البريد الالكتروني المكتوبة بالرموز، التي تتحدث عن الرشاوى التي يرمز لها هوليداي Holiday، المدفوعة لضياء جعفر، يساوي مليون دولار"، لافتة إلى أن "سايرس احساني كتب في اقترح في إحدى رسائله الالكترونية أن يعطي لضياء جعفر والقريشي نصف هوليداي (رشوة)، بعد مطالبتهما بهوليداي كاملة لتأمين أحد العقود".

وفي رسالة الكترونية أخرى، قالت الصحيفة، إن "الجراح ذكر أن عدي القريشي طلب عدة ملايين من الدولارات لتأمين فوز شركة سايبم Saipem الايطالية بأحد العقود"، مبينة أن "أضخم رشاوى شركة اونا اويل دفعت لرجلين يشغلان منصبا في مجلس الوزراء العراقي، كانا يشرفان على مستقبل صناعة النفط في البلد ويحضران اجتماعات منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك".

وأكدت هفنغتون بوست، أن "الجراح يراعي الحذر الشديد في الكشف عن هوية هذين الشخصين في خطاباته، إذ رمز لهما بالرمز M"، مضيفة أنه "اتضح لاحقاً بأنه الرمز يعود لوزير النفط السابق عبد الكريم لعيبي، في حين كان الرمز Teacher (المدرس) يعود لنائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، حيث كان الاتصال بهما يتم بهما في العاصمة الأردنية عمان، عبر وسيط يدعى أحمد الجبوري، كان رمزه Doctor (الدكتور)".

ووصف الجراح في سلسلة رسائله الالكترونية، وفقاً للصحيفة، "كيفية تمرير عقد بقيمة مئة مليون دولار لصالح شركة هوينداي، من قبل المدرس، إذ كتب الجراح لهوينداي بأنها ستضمن الحصول على العقد إذا ما دفعت لشركة اونا اويل عمولة تتراوح بين خمسة إلى سبعة ملايين دولار، وأن جزءاً من المبلغ سيدفع من قبل اونا اويل للجبوري، الذي سيقدمه بدوره للرمز M (لعيبي) والمدرس (الشهرستاني)".

واسترسلت الصحيفة الأميركية، أن "الجراح وافق في عام 2010 على دفع أكثر من مليون دولار للجبوري، قبل أن يعدل المبلغ إلى نصف مليون دولار، لدفعه لأصدقائه في بغداد لتسوية عقود في حقل الغراف النفطي، لصالح شركتي بتروفاك البريطانية وSBM الهولندية".

وزادت هفنغتون بوست، أن "الجراح وافق في العامين 2010 و2011 على دفع رشاوى تزيد عن 20 مليون دولار إلى الجبوري للتأثير على الشهرستاني ولعيبي، إذ كانت اونا اويل تريد مساعدتهما لتأمين حصول شركة لايتون اوفشور Leighton Offshore للفوز بمناقصة مشروع مد انبوب نفط بقيمة ملياري دولار".

يذكر أن الفساد مستشر في مختلف مفاصل الحكومة العراقية، وأن منظمات وجهات دولية عديدة طالما صنفت العراق كواحدة من الدول الأكثر فساداً في العالم.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google