اتفاق على تغيير حكومة ٢٠١٤.. والعبادي يُؤجّل إكمال تعديلاته الوزاريّة إلى السبت
اتفاق على تغيير حكومة ٢٠١٤.. والعبادي يُؤجّل إكمال تعديلاته الوزاريّة إلى السبت


2016-04-27 21:33:01
بغداد

نجح رئيس الحكومة حيدر العبادي، يوم الثلاثاء، بتمرير 5 وزراء من قائمة "الظرف المغلق"، التي وصف مرشحيها بـ"التكنوقراط"، فيما تم التحفظ على مرشحي ثلاث وزارات اخرى من بينهم بديل لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري.

وخسر حزب الدعوة، في التعديل الاخير، إحدى الوزرات، لتعطى الى شخصية "سنيّة"، فيما تحولت حصة المكوّن الأخير في وزارة الكهرباء الى مرشح من الصابئة.

بالمقابل تمكن حسين الشهرستاني، من دفع مرشحه البديل لمنصب وزارة التعليم العالي، فيما اخفق البرلمان في تمرير وزارتين أُخريين.

وهاجم عدد من النواب المحتجين، الثلاثاء، رئيس الوزراء وقاموا برمي قناني المياه باتجاهه، ومنعوه من عرض تشكيلته الوزارية الجديدة وسط أجواء من الهرج والمرج.

وشارك رئيس الوزراء في جلسة دعا إليها رئيس البرلمان سليم الجبوري للتصويت على التغيير الوزاري، الذي تعارضه الكتل السياسية الكبيرة. لكن النواب المعتصمين الذين قاموا بإقالة هيئة رئاسة البرلمان في جلسة مثيرة للجدل قبل أسبوعين، اعتبروا الجلسة غير قانونية، وهتفوا "باطل" و"لا شرعية".

وعلى الرغم من رفض عدد من النواب لشرعية عقد الجلسة، التي قالوا إن النصاب لم يتحقق فيها، حيث بلغ الحضور 140 نائبا، بدأ رئيس الوزراء إلقاء كلمته التي كان من المقرر أن يعلن فيها التغيير الوزاري.

عندها، قام عدد من النواب المعتصمين داخل البرلمان برمي قناني المياه باتجاه المنصّة التي كان يقف خلفها العبادي . وإثر ذلك، اندلعت مشادة بين حماية رئيس الوزراء والنواب الذين هاجموه، وأحاط عناصر الحماية برئيس الوزراء خوفاً من تعرضه للأذى. كما انتشر الجيش بكثافة خارج القاعة في مشهد غير مسبوق.

وقالت النائبة حنان الفتلاوي، أحد أبرز النواب المعتصمين الذين هاجموا العبادي، إن الاخير طالب رئيس البرلمان باعتقالها وعدد من النواب المعترضين.

كواليس "القاعة الدستوريّة"

وتحولت الجلسة بعد الفوضى وتكسير أثاث المجلس من قبل النواب المعتصمين الى "القاعة الدستورية"، وهي قاعة اخرى داخل المجلس.

من جهته قال النائب المعارض، كاظم الصيادي، في فيديو بثه على صفحته في "فيسبوك"، ان "النواب في القاعة الدستورية اغلقوا الغرفة من الداخل ومنعوا زملاءهم المعتصمين من الدخول".

وشهدت جلسة "القاعة الدستورية"، حضور 183 نائباً، الذين صوتوا على 5 وزراء جدد من اصل 10، بحسب رئيس كتلة الحل في مجلس النواب محمد الكربولي.

ووصف الكربولي، في حديث مع (المدى)، ان "النواب الذين دخلوا القاعة الدستورية بأنهم أشد معارضة للعبادي من المعتصمين، وان انقلابهم ضد الاخير أمر سهل جدا اذا لم يلتزم الاخير بحفظ التوازن".

وينفي تحالف القوى، المظلة السياسية لسنّة العراق، ان تكون وفاء مهداوي، وزيرة العمل الجديدة، من مرشحي الكتلة، مؤكدا انها مرشحة مكتب رئيس الوزراء.

ويقول الكربولي ان "مهدي العلاق هو من اختار المهداوي، لوزارة التخطيط ثم تحولت الى وزارة العمل". والعلاق هو رئيس مكتب العبادي وكالة.

ورفضت لجنة الهجرة النيابية، في وقت سابق دمج وزارة الهجرة مع العمل، كما رفضت المهداوي لتولي هذه الحقيبة.

وكانت وزارة العمل من ضمن حصة حزب الدعوة وتولاها محمد شياع السوداني، الذي اسندت اليه، اواخر العام الماضي، مهمة ادارة وزارة التجارة بالوكالة بعد إعفاء وزيرها السابق ملاس عبدالكريم.

بالمقابل صوت البرلمان على عبدالرزاق العيسى، لوزارة التعليم العالي، بدلا من الشهرستاني.

وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ(المدى) ان "العيسى هو مرشح الشهرستاني". كما ظهر اسم الوزير البديل ضمن قائمة الصدر التي تضمنت نحو 90 اسما.

بالمقابل اسندت وزارة الموارد المائية، التي كانت من حصة التيار الصدري، الى حسن الجنابي. سفير العراق الحالي في اليابان. كما صوت البرلمان على علاء دشر، لوزارة الكهرباء. وهو شخصية من الطائفة "الصابئية". فيما كانت الوزارة من حصة تحالف القوى.

الى ذلك ذهبت وزارة الصحة الى علاء مبارك. فيما جاء اسم الاخير ضمن قوائم الصدر التي قدمها لرئيس الوزراء والبرلمان مطلع نيسان.

إخفاق بتمرير 3 وزارات

ويشير الكربولي الى ان البرلمان لم يمرر مرشح وزارة التربية علي الجبوري، لعدم حصول وزير التربية الحالي محمد إقبال، على الاصوات الكافية لإقالته. حيث صوت62 على إقالة الاخير، من اصل 183 نائبا.

كذلك تكرر الامر مع مرشح وزارة العدل محمد نصرالله، حيث اخفق التصويت على اقالة الوزير الحالي حيدر الزاملي، اذ صوت 72 نائبا ضده.

كما يؤكد رئيس كتلة الحل ان "اعتراضات ضد مرشح وزارة الخارجية الشريف علي بن الحسين حالت دون طرح اسم إبراهيم الجعفري للتصويت على إقالته"، لافتا الى ان "نوابا اعترضوا على الشريف علي باعتباره لايؤمن بالعراق الفيدرالي".

بالمقابل رفض البرلمان، دمج الوزارات او وضع وزراء بالوكالة. واتفق البرلمان مع العبادي على إبقاء الكابينة الوزارية على 22 حقيبة.

وعلى إثر ذلك رفض التصويت على ترشيح عقيل مهدي، لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالوكالة. كما نفى، امس، وزير الشباب و الرياضة الحالي عبدالحسين عبطان، العضو في المجلس الاعلى، خبر إقالته. وظهر اسم مهدي ضمن مرشحي الصدر.

وكانت اللجان البرلمانية قد رفضت بعد ان قدم رئيس الحكومة "الظرف المغلق" مطلع نيسان الحالي الى البرلمان، دمج وزارة الثقافة بالرياضة، كما رفضت ترشيح نصر الله لوزارة العدل، والجبوري لوزارة التربية.

سيناريو جلسة السبت

ومن المتوقع ان يقدم رئيس الحكومة بقية الوزراء العشرة، الذين أخفق 5 منهم بالحصول على ثقة البرلمان، مرة اخرى يوم السبت المقبل، بعد ان تم تمديد مهلة إكمال الكابينة ليومين بدلا من اليوم الخميس. ولم يتضمن جدول اعمال جلسة البرلمان ليوم الخميس استكمال عرض التعديل الوزاري رغم تعهد العبادي، في جلسة الثلاثاء، بإكماله خلال يومين.

كما يرجح نواب ان يقدم رئيس الوزراء مرشحين لوزارتي النفط والتخطيط في جلسة السبت.

وتقول هدى سجاد، النائبة عن حزب الدعوة في اتصال هاتفي مع (المدى) ان "رئيس الحكومة سوف يغير كل حكومته، ولن يكتفي بالتعديل".

وتطالب سجاد، المحسوبة على فريق العبادي، الاخير بالابتعاد عن "سطوة الاحزاب" في اختيار ما تبقى من اعضاء كابينته، ودعته الى ان "يمضي بطرح التكنوقراط كما فعل الثلاثاء".

لكنّ الكربولي يشدد على ضرورة ان يحترم العبادي المكونات ويراعي التوازن في بقية الاسماء التي سيقدمها بشكل تدريجي أمام البرلمان.

ويؤكد عضو اتحاد القوى ان "الكتل ستقوم بسحب الثقة عن رئيس الحكومة إذا تجاهل التوازن". كما يشير الى أن الكتل اتفقت الى عدم بقاء اي وزير من حكومة 2014، بمن فيهم وزيرا الداخلية والدفاع.

وائل نعمة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google