الاوضاع قد تخرج عن سيطرة العبادي وتغير خطة الحرب على داعش
الاوضاع قد تخرج عن سيطرة العبادي وتغير خطة الحرب على داعش


2016-05-02 03:35:04
بغداد

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن ما يحدث في العراق قد يكون خرج عن السيطرة، ويهدد الترتيبات الأميركية هناك.

وكتب جريج جاف، الاحد، مقالا جاء فيه "تقوم خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقتال تنظيم داعش على وجود حليف عراقي يحظى بالمصداقية ويضطلع بدور فعال على الأرض ويتمثل في رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وخلال الأيام القليلة الماضية كانت الإدارة الأمريكية متفائلة إزاء هذه الشراكة المهمة، وذلك على الرغم من الاضطرابات السياسية الآخذة في التنامي في بغداد".

وأضافت الصحيفة، أن "سحبا من الشكوك الخطيرة تخيم الآن على هذا التفاؤل وكذلك على استراتيجية الإدارة الأميركية لقتال تنظيم داعش فى العراق بعد اقتحام المتظاهرين لمبنى البرلمان العراقي يوم السبت والإعلان عن فرض حالة الطوارئ في بغداد".

وأشارت إلى أن السؤال الرئيس الذي يطرح نفسه الآن على المسؤولين الأميركيين، هو ماذا سيحدث إذا فشل العبادى في السيطرة على الاضطرابات التي تجتاح بغداد، وهو محور رئيس في القتال ضد تنظيم الدولة.

وذكرت أن الفوضى التى تعم العاصمة العراقية تأتي بعد زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكى التى كانت ترمى لتهدئة الاضطرابات السياسية ومواصلة المعركة ضد تنظيم داعش.

وتابعت إنه فى الوقت الذي كانت تقترب فيه طائرة “بايدن” من بغداد يوم الخميس الماضي، وصف مسؤول كبير بالإدارة الأميركية زيارة نائب الرئيس الأمريكي التي أحاطت بها السرية قبل وصوله بأنها “رمز لمدى الثقة التى نضعها في رئيس الوزراء العبادى.
وأكدت الصحيفة على أنه بعد الزيارة التي استغرقت عشر ساعات انتاب "بايدن" ومستشاريه شعور بأن السياسات العراقية تسير نحو هدوء أكبر، وأن المعركة ضد تنظيم داعش فى حالة صعود، بل أن بعض المستشارين المتفائلين على متن طائرة "بايدن" عبروا عن رأى مفاده أن العبادي قد يخرج من الأزمة السياسية أكثر قوة بعد النجاة منها.

وذكرت أن أحدا لا يتحدث على هذا النحو الآن، مشيرة إلى ما قاله "دوج أوليفانت"، وهو مخطط عسكري سابق في بغداد وزميل رفيع المستوى في مؤسسة أميركا الجديدة “هناك إدراك مفاده أن السلطة بهيكلها الحالي لا يمكن أن تصمد، ولا يبدو من الواضح كيف سيتمكن العراقيون من الخروج من هذه الأزمة”.

ونوهت إلى أنه من غير الواضح أيضا كيف ستمضي الإدارة الأميركية قدما إذا عجز العبادي عن تقوية قبضته المرتعشة على السلطة، وخلال فترة طويلة من العام الماضي كان يتم النظر إلى بقاء العبادي فى السلطة على أنه أمر مسلم به من قبل كبار المسؤولين في البيت الأبيض الذين كانوا يركزون أكثر على القتال العسكري ضد تنظيم الدولة، مؤكدة على أن الرئيس الأمريكي وكبار مساعديه كانوا يشيرون إلى المعركة ضد تنظيم الدولة فى العراق على أنه دليل على نجاح الاستراتيجية التي تنتهجها الإدارة والتي تتعرض للكثير من الانتقادات، لافتة إلى أنه وفقا لكبار المسؤولين الأمريكيين فإنه خلال الثمانية عشر شهرا الماضية خسر تنظيم داعش ما يزيد على 40% من الأراضي التي كان يسيطر عليها فى العراق، فضلا عن تدمير الهجمات التي استهدفت مصادر تمويل التنظيم النقدية والتي تتراوح ما بين 300 إلى 800 مليون دولار أمريكي، وفقا لتقديرات البنتاغون.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى ما قاله مسؤول كبير بالإدارة الأميركية كان برفقة بايدن والذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه يتحدث عن استراتيجية البيت الأبيض "من الناحية العسكرية فإن الدفعة من الواضح أنها ترجح كفة التحالف على كفة التنظيم ، ومن الواضح تماما أن تنظيم يتكبد الخسائر".

وأضافت أن "أوباما" سعى لتصعيد الحملة من خلال إرسال ما يزيد على 200 مستشار عسكري أمريكي للعراق ومنح القادة سلطة استخدام مروحيات الإباتشي الهجومية الفتاكة لدعم القوات العراقية، وفي مقابلة تم إجراؤها معه مؤخرا ذكر الرئيس أوباما أنه بحلول نهاية العام فإنه من المتوقع أن تهيء الولايات المتحدة الأميركية وشركاؤها العراقيين “الظروف المواتية حيث تسقط الموصل فى نهاية المطاف”.

ولفتت إلى ما صرح به مسؤول كبير آخر بالإدارة بأن الجهود الأميركية فى مجال مكافحة الإرهاب "تنتفع على الدوام من وجود شريك مستقر على الأرض" وبأن حكومة العبادي لا تزال تتمتع بالدعم الأمريكي الكامل، مؤكدا على أنه حتى فى ظل إنعدام الاستقرار الحالي في بغداد فإن الحملة ضد تنظيم الدولة سوف تستمر.

وأضافت الصحيفة أنه حتى الآن ليست هناك أية إشارة إلى أن البيت الأبيض يدرس إدخال تغيير جذري على نهجه حيال العراق فربما كانت الاضطرابات الحالية مجرد حالة طارئة سرعان ما تنتهي، لاسيما أن من فجر التظاهرات هو رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يتعرض حاليا للضغط من قبل إيران ورفاقه الشيعة لكبح جماح المظاهرات، وفقا لما صرح به مسؤول أمريكي كبير رفض نشر اسمه.

واختتم الصحيفة بالإشارة إلى أنه من المحتمل أيضا أن تزداد المظاهرات، التى فجرها فشل الحكومة العراقية في تقديم الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google