14 صحفياً تعرضوا للاعتداء في ساعتين: الاقتحام الثاني للخضراء يوم أسود للصحافة العراقية
14 صحفياً تعرضوا للاعتداء في ساعتين: الاقتحام الثاني للخضراء يوم أسود للصحافة العراقية


2016-05-27 04:42:03
مصطفى حبيب

في الرابعة عصراً من الجمعة الماضية تجمع آلاف من المتظاهرين كالعادة مثل كل أسبوع في ساحة التحرير وسط بغداد مطالبين بالإصلاحات السياسية، وهم يرفعون شعارات مناهضة للحكومة العراقية.

بعد ساعة من ذلك قرر المتظاهرون وغالبيتهم من أنصار الزعيم الديني مقتدى الصدر عبور جسر الجمهورية لاقتحام المنطقة الخضراء مثلما حصل قبل أسبوعين، ولكنهم فوجئوا هذه المرة بأن قوات الجيش كانت لهم بالمرصاد.

قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وحتى الرصاص الحي كانت أدوات الجيش لتفريق المتظاهرين، عمت الفوضى خلال دقائق وسقط العشرات منهم، وأبرز الضحايا هذه المرة هم صحفيون رافقوا المتظاهرين لتغطية الأحداث.

انتهت التظاهرات بعد ساعتين والحصيلة 14 صحفياً وإعلامياً عراقياً تعرضوا لاعتداءات مباشرة من قبل الجيش، واختنق آخرون بسبب الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته قوات الأمن لتفريق المحتجين، ولم يفرقوا بين الصحفيين والمتظاهرين.

مركز "ميترو" للدفاع عن حقوق الصحفيين في العراق قال في بيان له ان اكثر من 13 صحفيا تعرضوا للاعتداء، أثناء تغطيتهم لتظاهرات الجمعة بعد قيام المتظاهرين الغاضبين باقتحام المنطقة الخضراء.

أما "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة" في العراق أكدت أن 14 صحفياً من مؤسسات وقنوات إعلامية عراقية وعربية وأجنبية تعرضوا للاعتداء في ذلك اليوم في حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابات في أنحاء مختلفة من الجسد بإطلاقات نارية مطاطية، وأصيب مراسل قناة "هنا بغداد" محمد سرمد بطلق ناري.

منير الجبوري مراسل قناة "المدى" كان احد الصحفيين القلائل الذين دخلوا مع المتظاهرين الى المنطقة الخضراء ووصل الى مبنى الحكومة وقام بالتصوير بواسطة هاتفه النقال بعد أن افترق عن المصور المرافق له بسبب الفوضى.

يقول الجبوري لـ "نقاش" "مثل كل جمعة نقوم بتغطية التظاهرات، ولكن المفاجأة هذه المرة هو إقدام قوات الجيش التي تحمي المنطقة الخضراء بمنع المتظاهرين بالقوة من الوصول إلى المنطقة".

لم تمض دقائق حتى تمكنت مجموعة من المتظاهرين من اقتحام الباب الرئيسية للمنطقة الخضراء حتى وصلوا الى مقر الحكومة وتبعهم آلاف المحتجين إذ فوجئوا بوجود قوة عسكرية كانت بانتظارهم، كما يقول الجبوري.

اطلقت قوات الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع في البداية ومن ثم استخدمت الرصاص المطاطي وبعد الفوضى قام بعض الجنود بإطلاق الرصاص الحي، ويقول الجبوري "كنت احمل لوغو القناة بيدي ولكن قوات الأمن ضربت إحدى القنابل باتجاهي.. قلت لهم توقفوا أنا صحفي ولكنهم تجاهلوا ذلك".

لم يتوقع احد أن الحكومة سترد بهذه الطريقة في ضرب المتظاهرين بقنابل الغاز المسيل للدموع، أغمي على الجبوري وسقط على الأرض قبل أن يسحبه احد المتظاهرين إلى منطقة بعيدة عن القوات الأمنية ليجد نفسه في مستشفى قريب.

الجبوري يقول إن "ثقافة عناصر القوات الأمنية هي نفسها منذ سنوات، هم يعتبرون الصحفيين والإعلاميين أعداء وخونة وربما جواسيس"، ويحذر الجبوري من تراجع حرية التعبير في العراق بسبب إجراءات حكومية سابقة بإغلاق وسائل إعلام والسكوت عن ضرب الصحفيين.

وفقا للمنظمات والجمعيات المعنية بشؤون الصحفيين في العراق، تعرض مراسلو قنوات NRT" عربية" ومقرها السليمانية، وقنوات "المدى" و"هنا بغداد" و"البغدادية" و"anb" ومقرها بغداد، وقناة "النهار" وعدد من مراسلي صحف محلية وأجنبية، إلى الاعتداءات في اكبر هجوم يطال صحفيي البلاد منذ سنوات.

مجيد عبد الرضا ويعمل صحفياً حراً لعدد من وسائل الإعلام العربية والأجنبية قام بتصوير مقاطع فيديو عن الأحداث العراقية، أقدم احد الجنود على ضربه وكسر كاميرته.

يقول عبد الرضا لـ "نقاش": "كنت اصور احد المتظاهرين الذين سقطوا على الأرض بعد اختناقه ولكن احد الجنود ضربني من الخلف وسقطت على الأرض مع الكاميرا وقام الجندي بكسرها، حاولت إيقافه لكنه وجه بندقيته باتجاهي".

وأضاف "من سيعوضني عن خسارة الكاميرا التي يبلغ سعرها آلاف الدولارات"، متهما الحكومة والقوات الأمنية باستهداف الصحفيين الذين يغطون الأحداث على غير مزاجها.

مواقع التواصل الاجتماعي سارعت الى نقل صور بعض الصحفيين الذين أصروا على التغطية رغم تعرضهم للاعتداء ومنهم مصور ومراسل قناة (NRT) الذي ظهر امام الكاميرا ممدا على الارض بعدما فقد قميصه وأصر على إكمال التغطية وهو يختبئ خلف احد الحواجز وسط الفوضى، فيما ظهر مصورون آخرون وهم يمسكون بالكاميرات رغم اطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع.

ومنذ بداية هذا العام يشكو صحافيون ومنظمات معنية بحقوق الصحافيين وحرية التعبير عن تزايد حالات تقييد حرية الصحافة، بعد قرارات عدة اتخذتها السلطات العراقية في هذا الخصوص.

في آذار (مارس) الماضي أغلقت الحكومة مكتب قناة "البغدادية" المعروفة بانتقادها الحكومة والسياسيين، وفي نيسان (ابريل) الماضي أغلقت الحكومة أيضاً مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، وفي الشهر نفسه اوقفت "هيئة الاعلام والاتصالات" الحكومية بث البرنامج الكوميدي الشهير "البشير شو" على قناة السومرية المحلية، ولكن البرنامج واصل عمله على قناة DW الألمانية.

اما الاعتداءات على الصحفيين ازدادت خلال العام الحالي، اذ قتل مراسل ومصور قناة الشرقية في محافظة ديالى على يد مسلحين مجهولين في كانون الثاني (يناير)، اضافة الى حالات اعتداء من قبل حماية المسؤولين، وتهديدات بقتل صحفيين كشفوا ملفات فساد اداري ومالي، كما تزايدت حالات الطرد التعسفي من العمل.

وكشف التقرير السنوي لـ"مراسلون بلا حدود" أن العالم العربي لا يزال منطقة تضييق على حرية الصحافة، وبخصوص العراق، قالت المنظمة انه تراجع بمرتبتين سلبيا من المركز 156 سنة 2015 إلى المركز 158 هذا العام.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google