هل يريد العبادي تحرير الفلوجة لكسب "الودّ الشيعي"؟
هل يريد العبادي تحرير الفلوجة لكسب "الودّ الشيعي"؟


2016-05-27 23:26:00
بغداد

القوات الامنية تسير ببطء حتى الآن في عملية تحرير مدينة الفلوجة، التي طال انتظاروها، فالبطء يأتي لكثرة المدنيين الموجودين فيها الذين منعهم مسلحو داعش من المغادرة، فيما تقدر الامم المتحدة اعداد المدنيين في الفلوجة بنحو ٥٠ الف مدني.

المدينة السنية التي يصل اعداد سكانها الى ٣٠٠ الف مدني قبل استيلاء مسلحي داعش عليها في كانون الثاني من العام ٢٠١٣، تعد الاكثر ألماً للقوات الامريكية حينما شنت أول حرب لها في عام ٢٠٠٤ وقدمت خسائر كبيرة، ففي تلك السنة وتحديداً في شهر كانون الاول من ذلك العام، كان الاكثر دموية للجنود الامريكان منذ حربهم على فيتنام، حيث دُمرت المنازل والمدارس والمستشفيات وعانى المدنيون من امراضٍ نادرة نتيجة الذخائر الامريكية.

أهالي مدينة الفلوجة اليوم، لديهم سبب وجيه لكراهية القوات الامريكية الذين دخلوا بغداد، كما لديهم امتعاض واسع من السياسيين الداخلين للعراق على ظهور الدبابات الامريكية ولاسيما من السياسيين الشيعة.

في العام ٢٠١٤، عانى اهل الفلوجة من التمييز والاضطهاد والتهميش، حسبما يعتقدون من حكومة نوري المالكي التي استمرت لثمان سنوات في دورتين تشريعيتين.

وحتى الآن، مايزال مزاج اهل الفلوجة لتنظيم القاعدة والخضوع لها عنوةً من بعض الاحيان، هو نتيجة الفشل الحكومي في استرضائهم واعادة دمجهم في مؤسسات امنية ومدنية، وهذا ما فشلت به ايضاً حكومة حيدر العبادي رغم وعوده المتكررة

المعركة مكلفة

في الفلوجة، تجد غالبية اهلها مصصمون في الدفاع عن ارضهم ومنازلهم وأسرهم، هذا بطبيعة الحال يجعل المعركة طويلة ومكلفة لكلا الجانبين، فضلاً عن ان قرب مدينة الفلوجة من بغداد دعا الحكومة الى الاسراع في تحريرها، لان بغداد لا يمكنها المماطلة اكثر من ذلك، لقرب المدينة من العاصمة ولاهميتها الاستراتيجية.

بعد التفجيرات التي استهدفت احياءً شيعية في بغداد بالسيارات المفخخة والانتحاريين، قال البعض أن ما يقوم به الجهاديون في الفلوجة هو استهداف للشيعة، لذلك شعروا ان بغداد في وضع خطر، وليس امام العبادي سوى تأمين الفلوجة واستعادتها ليعيد الودّ الشيعي له بسبب، متجاهلاً بالوقت نفسه الفشل في تشكيل حكومة عابرة للطوائف وتلكؤه في القضاء على الفساد وتوفير المياه والكهرباء في صيفٍ لاهب لا يرحم، فأصبحت الفلوجة الهدف الرئيسي للحكومة التي تسعى بالوقت نفسه، تقديم شيء يحظى بمقبولية لدى الاطراف المنتقدة لها.

وتعتبر تحرير مدينة الفلوجة، اكثر صعوبة من عملية تحرير الموصل، ثاني اكبر مدن التي استولت عليها الجماعة الارهابية في حزيران من العام ٢٠١٤ بعد أن انسحب الجيش العراقي منها.

وبشأن معركة الفلوجة وغياب توضيحاتها التي قد تُعقد المعركة، يوّضح فيصل استرابادي، النائب السابق لممثل العراق الدائم في الامم المتحدة، إن الجميع يقوم بالتركيز على العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية في الفلوجة، دون الالتفات إلى ما سيكون بعد استعادة المدينة.

واضاف استرابادي، وهو بروفيسور حالي بجامعة إنديانا الأمريكية، "لا أحد منا يعير انتباها كافيا لما سيحل بعد، أو اليوم الثاني من تحقيق ذلك (تحرير الفلوجة) وكيف سيكون النظام السياسي هناك بعد ذلك؟. فهذا الموضوع المهم والخطير لم يلقى اهتماما كافيا، وفي حال غياب أي توضيح بهذا الشأن ما نقوم به هو أننا نعقد المعركة ضد داعش."

وتابع استرابادي قائلا: "في اللحظة التي تقوم بها الحكومة الفيدرالية في بغداد بفرض سيطرتها - وتمكنت من ذلك في بعض المناطق لنكن صريحين مثل الرطبة غربا التي استعادتها من داعش، وهي تحقق نجاحات- إلا أن الأوضاع في العاصمة وصلت لطريق مسدود وعجز سياسي كامل، حيث لم يتمكن رئيس الوزراء أو البرلمان أو حتى التكتلات السياسية من تشكيل رؤية سياسية مشتركة.”

وتبقى مسألة مشاركة وحدات الحشد الشعبي من اكثر الامور اثارة للقلق بنظر الاعلام الامريكي، اذ يقول بيتر كوك، السكرتير الإعلامي بوزارة الدفاع الأمريكية أو ما يُعرف بـ"البنتاغون،" إن الجماعات المسلحة الشيعية التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية في معركة استعادة الفلوجة، ستبقى خارج المدينة”.

و أوضح: “الجماعات المسلحة الشيعية تقوم بما قالت إنها ستفعله، وهو البقاء على مشارف مدينة اللفلوجة، حيث سيسمح لقوات الأمن العراقية بدخول المدينة وحدهم، وعليه نعتقد أنه لن يكون هناك مشكلة كبيرة في الفلوجة.”

وتابع كوك قائلا: "بالطبع هدف العبادي، رئيس الوزراء العراقي، لا ينحصر فقط على استعادة الأراضي بل أيضا على كيفية الحفاظ عليها، ولهذا تتم تدريب قوات الأمن العراقية على كيفية الحفاظ على المناطق من قبل حلفائنا، وعلى سبيل المثال إيطاليا التي تلعب دورا مهما في تدريب الأمن على ذلك.”

وأضاف السكرتير الإعلامي بالبنتاغون: "تدريبات الأمن للحفاظ على الرمادي، هو مثال يمكن تطبيقه في الفلوجة، وأعتقد أن المهم بالنسبة لغالبية العراقيين هو خروج داعش من مناطقهم.”

المصدر: The Irish Times

ترجمة: احمد علاء



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google