الفلّوجة "مرتاحة" لامتناع الحشد عن دخولها وتحضّر 4 آلاف عنصر لمسك الأرض بعد التحرير
الفلّوجة "مرتاحة" لامتناع الحشد عن دخولها وتحضّر 4 آلاف عنصر لمسك الأرض بعد التحرير


2016-05-29 23:37:00
بغداد

لم يعد أمام عناصر داعش في الفلوجة، التي تطوقها القوات المشتركة بشكل تام، متسعاً من الوقت لإجراء مناورة سياسية أو عقد صفقة لتجنب اقتحام المدينة، فالهجوم العسكري بات أمراً حتمياً.

وحاول تنظيم "داعش" خلال الايام الاخيرة البحث عن منفذ للخروج من المدينة، عبر إجراء مفاوضات مع اطراف عراقية لتسليم المدينة مقابل السماح له بالهروب، بحسب انباء تناقلتها وسائل إعلام مؤخرا. لكن جهات مقربة من العمليات العسكرية هناك نفت تلك الانباء، واكدت أن القوات لاتحتاج للتفاوض بعد سيطرتها على الفلوجة.

كما يبدو ان محاولة "داعش"، امس، بالعودة الى "هيت"، وجزيرة الخالدية، عبر سلسلة هجمات تم صدها لاحقا، تؤشر أن التنظيم استنفد كل الخيارات للحيلولة دون اقتحام الفلوجة، بحسب مراقبين.

الحشد أكثر انضابطاً

واغلقت القوات المشتركة، امس، كل منافذ الفلوجة. في حين بدأ جهاز مكافحة الارهاب، الذي لم يشارك بانطلاق العمليات، بالاستعداد لاقتحام المدينة الى جانب قوات نظامية اخرى، بعد اعلان "الحشد الشعبي" عدم نيته دخول البلدة.

وأعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الاسبوع الماضي، انطلاق عملية تحرير الفلوجة. وأحاطت تشكيلات عسكرية متعددة، تقدر بأكثر من 30 ألف عنصر بينهم بضعة آلاف من مقاتلي عشائر الانبار، المدينة من 4 محاور.

وبدأ تنظيم داعش، بحسب مسؤولين محليين، مرتبكاً وقام بطلب الدعم من السكان عبر نداءات متواصلة في جوامع الفلوجة من دون إجابة.

ولقي قرار الحشد الاخير بالامتناع عن دخول المدينة ردود فعل ايجابية لدى المسؤولين في الفلوجة. واعتبره قائممقام القضاء سعدون الشعلان بانه "رسالة اطمئنان الى سكان الفلوجة".

وانتقد الشعلان، في وقت سابق، مما وصفها بـ"تصرفات طائفية" لبعض الفصائل التابعة للحشد الشعبي، محذرا من ان ذلك السلوك سيفقد القوات العراقية ثقة مصادرها داخل الفلوجة.

كذلك قال تحالف القوى العراقية، امس، بان لديه معلومات من مدينة الكرمة، التي حررت مؤخرا، تفيد بتفجير جامع الكرمة الكبير ومسجدين آخرين، وانتهاكات بدور المواطنين وممتلكاتهم.

واعتبر التحالف في بيانه، أن هذه الأعمال "تسيء للانتصارات المتحققة ولعمليات التحرير". كما رفض التحالف إشراك جهة غير الجيش العراقي والقوات الأمنية والحشد العشائري في عمليات تحرير الفلوجة.

لكن قائممقام الفلوجة يقول: "لن يحدث هذا في الفلوجة. هناك ضمانات من الحكومة هذه المرة، كما ان الحشد الآن اكثر انضباطا".

وكشف نائب رئيس هيئة الحشد أبو مهدي المهندس، في لقاء تلفزيوني السبت، عن وجود معتقلين من الحشد تم توقيفهم بسبب مخالفات ارتكبوها، وهم مودعون داخل سجن خاص مرتبط بمحكمة الجنايات المركزية في بغداد. وقال المهندس ان "تجربتنا السابقة تؤكد أننا لم نظلم العوائل في الأماكن التي دخلنا إليها، وإذا كانت هناك حادثة أو اثنتين فيتم تسجيلها".

وكان زعيم منظمة بدر هادي العامري قال الأسبوع الماضي، إن قوات الحشد الشعبي ستشارك فقط في عمليات التطويق وستترك للجيش مهمة اقتحام المدينة، مشيرا إلى أن "الحشد الشعبي لن يدخل المدينة إلا إذا فشل هجوم الجيش".

توزيع أدوار عسكرية

بدوره يعتبر القيادي في بدر معين الكاظمي قرار عدم دخول الحشد الى الفلوجة بانه "توزيع ادوار بين التشكيلات العسكرية واعطاء فرصة لأبناء عشائر الانبار لتحرير المدينة".

وأشار الكاظمي، الى ان "الحشد الشعبي قد انهى تحرير المفاصل الأهم والأخطر المحيطة بالفلوجة، مثل الكرمة، والسجر، والبوشجل، ونعمل حاليا على تحرير الصقلاوية".

واوضح القيادي في منظمة بدر ان "المهام الآن متروكة لقوات مكافحة الارهاب، وهم قوات نخبة مجهزة بإمكانات ومعدات متطورة". ويلفت الى ان "الحشد الشعبي قد قدم تضحيات كبيرة خلال عامين في عمليات التحرير، قدرها بخمسة آلاف قتيل، وحان الوقت لأن يقدم ابناء العشائر التضحيات ايضا".

وينفي الكاظمي وجود ضغوط دولية لإبعاد الحشد عن الفلوجة، مؤكدا "لسنا مصرين على دخول المدن، اذا كان هناك من يرفض وجودنا داخل المدن، فنحن نتشرف بأننا حررنا تكريت، والعلم، وجرف الصخر".

ويقترب الحشد الشعبي مع بقية القطعات العسكرية من تحرير مركز ناحية الصقلاوية، التي يعدها الحشد بمثابة "الرئة الثانية" للفلوجة بعد الكرمة.

أعداد "داعش" والمدنيين

في هذه الاثناء، يقول مسؤولون على مقربة من قيادة العمليات، ان "اعداد داعش في الفلوجة تقلصت من 2000 الى نصف العدد، بعد الضغط الشديد على اطراف المدينة".

ويرى المسؤولون المحليون ان تراجع أعداد مسلحي الفلوجة سيفتح المجال أمام المدنيين بشكل اوسع للخروج من المدينة. وكانت مصادر اكدت مؤخرا، ان داعش قام باغلاق المنافذ، التي يتوقع ان يسلكها السكان الى خارج الفلوجة، بالجدران الكونكريتية.

ويكشف الشعلان، قائممقام الفلوجة، عن "إخلاء نحو 400 عائلة من المدينة واطرافها، عن طريق المنفذ الشمالي للمدينة". مبينا ان "الرجال يذهبون الى معسكر طارق للتحقيق معهم، ويتم توجيه النساء الى مخيمات النازحين".

الى ذلك قامت قوات مكافحة الارهاب، والفرقة التكتيكية التابعة للشرطة الاتحادية، بالاضافة الى افواج الطوارئ في الانبار باغلاق الفلوجة بشكل تام.

ومن المتوقع ان يتحمل نحو 4 آلاف مقاتل منخرط ضمن "حشد الفلوجة"، مهمة مسك الارض، لحين إعادة فتح مراكز الشرطة مرة اخرى.

وعلى المستوى الاجتماعي، يقول الشعلان ان "العشائر في الفلوجة، اتفقت على تسليم المتهمين الى القضاء بعد تحرير المدينة والابتعاد عن الثارات القبلية".

واعلن رئيس قبيلة الجميلة مشحن عباس الجسام، احد اكبر القبائل في الفلوجة، براءته من ابنه رافع، معلنا إهدار دمه على خلفية توليه قيادة مسلحي تنظيم داعش في المدينة.

وقال الجسام، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع عدد من شيوخ ووجهاء القبيلة في اربيل، منتصف أيار الحالي، "إننا براء من الارهاب والارهابيين من ابناء القبيلة ومن سار معهم"،مضيفا "لقد هدرنا دم هؤلاء جميعا".

ودعا الجسام الشباب من ابناء القبيلة الى "الاسراع للتطوع في صفوف الحشد العشائري لتحرير مناطقهم واعادة النازحين الى مناطقهم".

ويشارك في عمليات تحرير الفلوجة 3 آلاف مقاتل من ابزر 4 قبائل في الفلوجة، وهم: جميلة، العيساويين، المحامدة، والحلابسة، بالاضافة الى عشائر اخرى.

وائل نعمة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google