قوّة أميركية تشارك في عملية الشرقاط إلى جانب قطعات تضمُّ فصيلين من الحشد
قوّة أميركية تشارك في عملية الشرقاط إلى جانب قطعات تضمُّ فصيلين من الحشد


2016-06-18 23:25:00
بغداد

تعتزم القوات الأميركية المشاركة في عمليات بريّة على الأراضي العراقية، للمرة الأولى منذ قرار إرسالها عدداً من المستشارين عقب سقوط الموصل في صيف 2014.

وتشير مصادر مطلعة في صلاح الدين إلى أنّ قوات نخبة أميركية، يقدر عددها بأكثر من مئة عنصر، تتواجد حاليا في قاعدة عسكرية شمال تكريت.

وترجح تلك المصادر بأن مهمة تلك القوات "المحمولة جواً" ستكون السيطرة على مهبط ستراتيجي جنوب الموصل، تعمل القوات العراقية منذ أشهر للوصول إليه، ليكون مركز انطلاق العمليات لاقتحام الموصل.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الاسبوع الماضي، عن تنفيذ طائرات الاباتشي أولى ضرباتها الجوية ضد تنظيم (داعش) في ناحية القيارة.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية كرستوفر شيروود إن "الحكومة العراقية صادقت على استخدام طائرات الاباتشي في دعم عمليات القوات المسلحة العراقية.

وأعلن وزير الدفاع عبد القادر العبيدي، ان المرحلة الثانية لعمليات تحرير نينوى وكبرى مدنها الموصل بدأت فجر السبت.

ويأتي انطلاق العملية بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي استعادة السيطرة على غالبية المناطق داخل الفلوجة من سيطرة داعش الذي لم يعد يسيطر إلا على "بؤر صغيرة" فيها.

عودة الأميركان للموصل

وأكد مصدر مطلع في تكريت ان "قوات نخبة أميركية يرجح انها تابعة للفرقة المعروفة باسم (المجوقلة 101) متواجدة في قاعدة سبياكر شمال تكريت".

المصدر ، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المعلومات،أشار الى ان "القوات الاميركية ستكون مهمتها السيطرة على مطار القيارة الذي سيكون بدوره المرتكز للهجوم على الموصل".

ورجح مسؤولون موصليون، في وقت سابق، ان تنتشر قوة من الفرقة 101 في أطراف الموصل على الشريط الحدودي الفاصل مع سوريا لعزل تنظيمي داعش في البلدين.

ومنذ سقوط الموصل قبل عامين، ترفض واشنطن التورط في حرب برية جديدة، وتلتزم تقديم الدعم اللوجستي والتدريب للقوات العراقية. لكنّ أطرافاً سياسية عراقية أكدت أن الولايات المتحدة تخطط للتدخل بريّاً بطريقة لاتحرج رئيس الحكومة حيدر العبادي، ولاتثير حفيظة الحشد الشعبي المعارض للتواجد الاجنبي.

وقال وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، مطلع العام الحالي، إن على التحالف الدولي الاستعانة "بقوات بريّة" للفصل بين "المسرح العراقي عن المسرح السوري"، في معرض حديثه عن تحرير مدينة الموصل.

ولاتوجد أرقام دقيقة عن حجم القوة الاميركية التي قيل إنها نُشرت في العراق. إلا ان المصدر المطلع قال بان "القوة الموجودة في سبايكر لاتتعدى الـ150 عنصراً مع معدات وأسلحة متطورة".

وكان نحو 18 ألف جندي من الفرقة ذاتها تواجدوا في الموصل قبل انسحابهم منها في حزيران عام 2005، وتسليمها الى "لواء سترايكر".

وشاركت الفرقة المحمولة جوا في اجتياح الموصل خلال حرب 2003، بعد رفض الحكومة التركية السماح للقوات الاميركية بالمرور عبر أراضيها.

وتعرضت القوة الى هجمات عنيفة في الموصل، فقدت اثرها العديد من عناصرها. وتناقلت تقارير اميركية، حينه، انباء عن تفشي حالات الاكتئاب بين عناصرها نظرا لتواجدهم الطويل في تلك المنطقة.

لكن هذه المرة يتوقع بأن الامور ستكون مختلفة ولن تواجه القوات الاميركية اعترضات كما كانت قبل 13 عاما. ويفضل النائب عن نينوى عبد الرحمن اللويزي، ان "تكون القوات الاميركية مَن تقوم بتحرير الموصل".

وأكد اللويزي ان "المشهد في الموصل تعقد بشكل اكبر بعد تدخل القوات التركية"، معتبرا ان "القوات الاميركية ستكون ضامنة لعدم حدوث تصفيات عرقية او تغيير ديمغرافي".

الطريق إلى الشرقاط

وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، أمس، ان "جحافل قواتكم المسلحة باشرت الآن التقدم في هذه الساعات باتجاه شمال صلاح الدين وجنوب الموصل".

وأوضح البيان ان العملية يشنها "جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة وقطعات قيادة عمليات صلاح الدين وقطعات قيادة عمليات تحرير نينوى والحشد العشائري وكتائب الهندسة العسكرية بمشاركة القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي".

وقالت خلية الإعلام الحربي ان القوات المتقدمة تمكنت من تفجير سيارتين مفخختين كانتا معدتين لعرقلة التقدم في قرية عكاب الواقعة شمال بيجي.

بدوره أشار سبهان ملاجياد، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، الى ان القوات المشتركة وصلت الى قرية المسحك التي تبعد نحو 20 كم جنوب الشرقاط.

ملا جياد أكد ان "قطعات صغيرة من لواء علي الأكبر، وكتائب الإمام علي، التابعتين للحشد الشعبي ستشارك في عملية تحرير الشرقاط الى جانب الجيش وقوات النخبة".

يذكر ان الفصيلين كانا ضمن القوات التي ساهمت في إعادة السيطرة على بيجي، التي شهدت أعنف المعارك في صلاح الدين.

ويتوقع عضو مجلس صلاح الدين ان تكون عملية الشرقاط أسهل من الفلوجة، لافتا الى ان "الشرقاط لايتواجد فيها عناصر اجنبية تابعة لداعش"، مبينا ان "معظم مقاتلي داعش هم من ابناء المنطقة الذين سيفرون بالنهاية خوفا على مدنهم، كما حدث في تكريت، والعلم والبو عجيل".

وتعوّل الحكومة المحلية في صلاح الدين على تصاعد استياء اهالي الشرقاط من سلوك داعش الذي أخلى، مؤخرا، قرية الزوية القريبة من الشرقاط، بعدما اكتشف عدم ولاء سكانها له.

ويرجح المسؤول المحلي "اندلاع ثورة في القضاء حين تقترب القوات، خصوصا أن اغلب سكان المدينة من عناصر الاجهزة الامنية".

ويتوقع وجود نحو نصف مليون شخص يعيشون داخل الشرقاط، وهو ضعف عدد السكان الاصليين، بسبب عمليات النزوح، خلال العام الماضي من صلاح الدين.

ويترأس الشيخ هاشم الجبوري، احد سكان المدينة لواء (صلاح الدين) الذي يضم 1500 مقاتل من العشائر، يساندون القوات المشتركة في تحرير القضاء.

على ضفاف دجلة

وفي جنوب مخمور تتقدم القوات العراقية، بعد ان التحقت بها القطعات "المدرعة"، باتجاه القيارة، لكي تلتقي مع القطعات القادمة من الشرقاط عند "مطار القيارة الجوري".

ويقول رشاد كلالي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في قاطع مخمور، ان " هناك 3 قرى، غير مؤثرة تابعة لمخمور، مازالت بيد داعش"، مؤكدا ان "القوات دخلت فعليا في القيارة من الجانب الشرقي لدجلة، عند قريتي الحاج علي وخربة الشمام".

ويؤكد كلالي، ان "القطعات العسكرية، صارت على ضفة دجلة بشكل مباشر، من جهة قرية الشمام"، واشار الى ان الاخيرة "ستكون مستعدة للعبور الى الجهة الاخرى باتجاه قريتي الجوعانة وجدعة، متى ما وصلت القوات الاخرى القادمة من الشرقاط".

وعرضت مواقع تابعة لقيادة عمليات نينوى، الاسبوع الماضي، وصول جسور متحركة الى مخمور، التي يرجح انها ستستخدم لعبور نهر دجلة باتجاه "القيارة".

من وائل نعمة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google