رحلة الرعب إلى الفلوجة.. تركت الصحافيين ينتظرون لحظاتهم الأخيرة لساعتين
رحلة الرعب إلى الفلوجة.. تركت الصحافيين ينتظرون لحظاتهم الأخيرة لساعتين


2016-06-19 21:01:00
بغداد

في رحلة "شاقة وخطرة" توجه نحو 30 إعلامياً من بينهم مراسل (المدى برس)، برفقة قيادة عمليات بغداد إلى مدينة الفلوجة التي لا تزال بعض أحيائها غير محررة بالكامل، وصولاً إلى منطقة الهياكل شرقي الفلوجة، (62 كم غرب بغداد).

رحلة (المدى برس) وباقي وسائل الاعلام إلى الفلوجة، انطلقت بشكل غير منظم، بعد أن لم تتمكن قيادة عمليات بغداد من توفير العجلات المناسبة لنقل الإعلاميين إلى الخطوط الأمامية، لتستخدم سيارات لا تصلح لـ"نزهة إلى مول المنصور"، بحسب تعبير أحد الجنود، وليس لرحلة محفوفة بالمخاطر.

الرحلة غير المؤمّنة استمرت لأكثر من ساعتين بحثاً عن مقر جوال لقيادة عمليات بغداد، بعد أن أضاع مسؤول اعلامها "الطريق لعدم معرفته الجيدة به على ما يبدو، إلا أنه تذرع بـ"البحث عن مكان تواجد قائد العمليات" لياخذ وسائل الاعلام إلى الخطوط الأمامية.

مناطق أشباح وأصوات المدافع

القرى والمدن المهجورة والمنازل المهدمة، والأراضي الزراعية التي أصابها الجفاف، ورؤوس المئات من النخيل التي "قطعتها" آلة الحرب، رافقت الرحلة على طول الطريق السريع الواصل الى مدينة الفلوجة، حيث لا يوجد ما يصلح للعيش في تلك القرى، في حين تتواجد النقاط الأمنية للقوات المشتركة من الجيش والحشد الشعبي بشكل مكثف.

ومع الاقتراب من مدخل مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) بدأت أصوات القصف المدفعي والصاروخي تتصاعد، حيث تستهدف "كتيبة المدافع والصواريخ على الجانب الآخر من الطريق مقار ومواقع عناصر تنظيم داعش وفق معلومات استخبارية، على مدار الساعة"، بحسب أحد الجنود.

نقل الإعلاميين إلى الخطوط الأولى بعجلات غير مؤمّنة

بعد عناء كبير وصلت الرحلة إلى مقر جوّال قيادة عمليات غرب بغداد، لتبدأ رحلة انتظار قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير الشمري، الذي ما أن وصل حتى أوعز بنقلنا إلى نقطة تواجد اللواء سعد حربية قائد عمليات غرب بغداد، والتي تمثل خطوط التماس الأولى مع داعش، وهو ما تم بالفعل باستخدام ذات السيارات غير المؤمنة على الرغم من اعتراض وتحذير الجنود.

تحذيرات الجنود أكدت أن تلك العجلات لن تتمكن من عبور الطريق الترابي الواجب اتخاذه كمسار لبلوغ موقع "حربية"، والذي لم يطهّر بالكامل من العبوات الناسفة، وسط إصرار المسؤولين على استخدامها، لتبدأ بالتحرك وما أن وصلنا منتصف الطريق حتى علقت في رمال الطريق الصحراوية وتعطل بعضها وسط منطقة مكشوفة، حيث أصوات الرصاص والمدافع لا تسكن ولو للحظة.

وبعد نداءات استغاثة عدة وصلت خمس عجلات عسكرية من نوع "همر" لنقل الإعلاميين، والتي لم تتسع لنقل نصف الإعلاميين فكان من بين من بقي عالقاً، مراسل (المدى برس).

14 إعلامياً بين نيران قناص "وهمي" وعبوات ناسفة

مراسل (المدى برس) من بين 14 إعلامياً تركوا في موقع لا يعرف اسمه حتى الجنود، فأحدهم يقول أنها الشهداء الأولى والآخر يؤكد أنها دور الضباط فيما رجح ثالث أن تكون منطقة الهياكل! والأخيرة هي الأصح بحسب ما اخبرنا به أحد القادة.

ساعة من الرعب لازمت الجميع بعد أن تساقط رصاص عشوائي بالقرب منهم، مصدره قناص بحسب أحد الجنود، ما دفع الجميع لمحاولة التوجه لأحد المنازل القريبة للاحتماء بها، قبل أن يتجمد الجميع في مكانه بعد تحذير من الجندي ذاته باحتمال وجود عبوات ناسفة، خاصة وأن المنطقة لم تطهر بشكل كامل، ليتم مواجهة مطرقة قناص اتضح فيما بعد أنه "وهمي" وسندان العبوات، التي قد تفترس أطرافنا في أية لحظة.

وما أن انقضت الساعة حتى قرر الجميع العودة سيراً على الأقدام إلى نقطة الانطلاق، مع تحذيرات من عدم السير خارج أثار إطارات العجلات لوجود عبوات ناسفة شاهدنا بعضها داخل خندق صغير، وفي منتصف الطريق لاحت عجلة من نوع همر تابعة لقوات الرد السريع تكفلت بإعادة الفريق الاعلامي الى نقطة الانطلاق على الرغم من انشغال عناصرها بمهام كلفوا بها.

تحرير أكثر من 40 منطقة وموقعاً في الفلوجة والداخلية تتولى مسك الأرض

وبعد وصول جميع الإعلاميين إلى مقر عمليات غرب بغداد، عقد المتحدث بإسم العمليات العميد سعد معن، مؤتمراً صحفياً أكد فيه، أن "مدينة الفلوجة من الناحية العسكرية تعد محررة، وما تبقى من الجيوب الإرهابية فيها سيتم القضاء عليها خلال أيام قليلة"، مبيناً أن "الوضع داخل المدينة مسيطر عليه بعد أن تم تحرير مبنى قائممقامية الفلوجة والمباني الحكومية".

وقال معن، إن "المناطق التي تم تحريرها هي الشهداء الأولى والثانية، ناظم تقسيم الفلوجة، سدة الفلوجة، أحياء جبيل، الخضراء الرسالة، التأميم، نزال، الأندلس، معمل غاز الفلوجة، الشقق السكنية، شارع 60، محطة الصرف الصحي، جسر الفلوجة الجديد، محطة الإسالة، مناطق السراي، المقبرة، الهيتاويين، العرسان، السكراب، الطالعة، ريكان فليح، الحي الصناعي، قائممقامية الفلوجة، المجمع الحكومي، مستشفى الفلوجة العام، مركز شرطة الفلوجة، الملعب الأولمبي، الخضر والخضير والسالم، السعدان".

وكشف معن، أن "عدد الذين قتلوا في عملية تحرير الفلوجة حتى يوم أمس السبت، بلغ 500 عنصر من داعش، بينهم ما يزيد عن 35 قناصاً"، مشيراً إلى "تدمير 346 عجلة مفخخة أغلبها يقودها أنتحاريون وصهريجين مفخخين و45 عجلة تحمل أحادية".

وتابع المتحدث بإسم قيادة العمليات، أن "ممرات آمنة وفرت لخروج العوائل التي لا تزال محاصرة في المناطق التي يسيطر عليها داعش، واتخذت جميع التدابير اللازمة للمحافظة على أرواحهم"، موضحاً أن "وزارة الداخلية هي من ستتولى مهمة مسك الأرض في مدينة الفلوجة بعد فتح مراكز الشرطة والدفاع المدني والإسعاف عقب انتهاء عمليات التحرير، فيما ستكون مهمة الجيش الحفاظ على عملية التحرير من خلال تطويق المدن من الخارج".

من مهند جواد



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google