بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. من منهما سيخسر الآخر بعد أن اختار الشعب الانفصال؟
بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. من منهما سيخسر الآخر بعد أن اختار الشعب الانفصال؟


2016-06-24 21:35:30
أميــرة أحمــد

منذ أكثر من أربعين عام تحديدًا في 1973 انضمت بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، والذي كان يعرف حينها بالجماعة الأوروبية، بهدف تحقيق وحدة أوروبا؛ الآن وبعد كل هذه الأعوام قد يقرر الشعب ذاته مغادرة الاتحاد الأوروبي وللأبد .. فما الذي حدث؟ هذا ما سنعرفه الآن ..

بريطانيا والاتحاد الأوروبي… الإصلاح أو المغادرة!
بريطانيا والاتحاد الأوروبي - قضية بريطانيا والاتحاد الأوروبي والانفصال المحتمل
هل يجب على المملكة المتحدة أن تظل في الاتحاد الأوروبي أم تتركه؟

هذا هو السؤال المصيري الذي خرج الملايين اليوم للإجابة عليه في إستفتاء أقامه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، حول بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، بعد غليان وعراك إستمر لشهور بين مؤيدي الخروج والمعارضين، وكان هذا وعد ديفيد كاميرون منذ أن تولى رئاسة وزراء بريطانيا؛ حيث تعهد للشعب البريطاني بالتفاوض على ‏شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وتعديل كافة صلاحياتها لما يتفق مع مصلحة الشعب البريطاني أولًا وأخيرًا.

كثيرة هى الأسباب التي دفعت الشعب البريطاني للمطالبة بالخروج من الاتحاد الأوروبي؛ أهمها تدفق المهاجرين من كافة أوروبا إليها، ما أثر سلبًا في المجتمع نفسه الذي وجد نفسه غريبًا في وطنه، ففرص العمل تذهب للمهاجرين، وكذلك المناصب الإجتماعية، والنفوذ، كل شيء بدا في غير موضعه، حتى الحكومة البريطانية بدت تفقد سيادتها شيئًا فشيئًا، وأصبح مصيرها في أيدي دول الاتحاد التي تحركها يمينًا وشمالًا وفقًا لأهواءها، كل هذه الأسباب أدت إلى غليان في المجتمع البريطاني؛ كانت نتيجته انقسام ما بين مؤيد للخروج ومعارض، لكن يبقى القول الفصل لنتيجة التصويت في قضية بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

ما هي حجة مؤيدي الخروج؟
بريطانيا والاتحاد الأوروبي - أحد المصوتين على قرار المغادرة في قضية بريطانيا والاتحاد الأوروبي
يرى المؤيدين لقرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ أن الواقع يزداد سوءًا يوم بعد يوم، وأنه من حقهم كشعب لهذا البلد، أن يقرر مصيره بنفسه، وأن يحافظ على سيادة وطنه ولا يقبل أبدًا بالتدخل في شؤونها، من أي طرف كان، وجاءت هذه الأسباب هي الأبرز لدعوى الخروج عن الاتحاد الأوروبي:
•الحد من الهجرة: من أكثر الأمور التي تؤرق المجتمع البريطاني مؤخرًا، والذي يرى أن قوانين الاتحاد الأوروبي هي التي أدت إلي ما وصلوا إليه، فتدفق المهاجرين المبالغ به أثر سلبًا على مستوى المعيشة من كافة النواحي، بدءًا من كونهم عبئاً مادياً على الخدمات العامة كالتعليم والصحة، إلى إستحواذهم على مناصب اجتماعية وفرص عمل، هى من حق البريطانيين وحدهم.
•الحفاظ على السيادة: من أكثر الأمور حساسية بالنسبة لمؤيدي قرار الخروج؛ انهم يرون أن بريطانيا تفقد سلطتها شيئًا فشيئًا، ويرون أن دول الاتحاد الأوروبي هى المتحكم الحقيقي في بريطانيا، وعليه على بريطانيا الخروج فورًا وإلى الأبد وإستعادة سيطرتها، ووقف التدخل الأوروبي والعودة لإدارة شؤونها بنفسها.
•إقتصاديًا: من الأمور المؤرقة والموجعة بالنسبة لمؤيدي قرار الخروج؛ المبالغ الطائلة والهائلة التي تسددها الحكومة للإتحاد الأوروبي، والتي يتصرف فيها آخرون لصالحهم، دون أية فائدة حقيقة عائدة على المجتمع البريطاني.
•سيطرة دول منطقة اليورو على قرارات الاتحاد الأوروبي: يرى المؤيدون أن دول منطقة اليورو هي المتحكم الحقيقي والوحيد في كافة قرارات الاتحاد الأوروبي، وأن الاتحاد النقدي -الذي رفضت بريطانيا الدخول فيه- هو محور اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي، ولا يتم تنفيذ او إعتماد أية قرار دون الرجوع لأعضائه أولًا، فإذا وافقت تم عرض القرار على بقية دول الاتحاد الأوروبي، بإختصار؛ الاتحاد النقدي هو المتحكم الحقيقي في بريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.

وماذا عن الراغبين في البقاء؟
بريطانيا والاتحاد الأوروبي - رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون
أما الراغبين في بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي؛ يرون أن قرار الخروج هو ضربة لإقتصاد بريطانيا ولمكانتها عالميًا، وان الحل يمكن في المفاوضات التي وعد بها كاميرون، والتي يقوم بها بالفعل، لتحسين عضوية بريطانيا في الاتحاد، ووضع شروط تحسن من الواقع الحالي إقتصاديًا وسياسيًا، وتتناسب مع المجتمع البريطاني، أي أن فكرة الإنسلاخ من الاتحاد الأوروبي ستضرب بريطانيا نفسها، وهذا ما دفع البعض لوصف مؤيدي قرار الخروج عن الاتحاد بأنهم غير وطنيين بالمرة.

ما هي النتائج التي ستترتب على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟
بريطانيا والاتحاد الأوروبي - علمي بريطانيا والاتحاد الأوروبي
يرى الخبراء والمحللون السياسيون أن هناك الكثير من الكوارث التي ستترتب على قرار الخروج، أبرزها:
•يرى جوناثان هيل مفوض الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي، أن بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستضطر البنوك إلى نقل أعمالها من لندن إلى فرانكفورت وباريس، فضلًا عن الفوضى والتخبط الذي سيشهده قطاع المال والأعمال.
•ويتوقع بعض السياسيين استقالة كاميرون من منصبه كرئيس للحكومة وللحزب المحافظ، في حالة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
•كما يتوقع البعض الآخر المماطلة واللا موقف، بمعنى: أن بريطانيا ستستغرق حوالي عامين على الأقل في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج، لتقرر في النهاية مصيرها.
•وعن إسكتلندا هناك توقعات بخصوص إعلان رغبتها في الإستقلال مجددًا، بما أن نيكولا ستورغون رئيسة وزراء اسكتلندا تؤيد قرار البقاء في الاتحاد وبشدة، فمن غير المستبعد أن تقوم بتنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال عن بريطانيا، التي اختارت – بجنون وفكر غير مسؤول – أن تنشق عن الاتحاد الأوروبي وتضعف مكانتها.
•تقييد حركة الهجرة: بما أن الهجرة هى أبرز الأسباب القائم عليها فكرة الخروج من الاتحاد، فبلا أدنى شك ستنخفض أعداد المهاجرين القادمين من الاتحاد الأوروبي بشكل حاد، في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد، وسيكون المتأثر الأكبر هنا قطاع الأعمال، بما أن فرص العمل وأصحاب المشاريع الكبر معظمهم من المهاجرين.

سيناريوهات متوقعة
بريطانيا والاتحاد الأوروبي - الحيرة في الخيار في التصويت في قضية بريطانيا والاتحاد الأوروبي
وسط هذا الكم الهائل من التناقضات، ثمة سيناريوهات هى الأبرز على الساحة السياسية حاليًا:
•خروج غير منضبط: يؤكد وزير العدل البريطانى مايكل جوف؛ أبرز مؤيدي قرار الخروج: إنه من المتوقع أن يتم تمديد طلب الخروج لعامين على الأقل، حينها سيبقى الوضع كما هو عليه أي ستظل بريطانيا جزءً من الاتحاد ومتلزمة بكافة قوانينه إلى أن يتم الفصل وتنفيذ القرار.
•هناك سيناريو آخر: وهو أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي، بينما تنضم إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية، للحفاظ على مكانتها الإقتصادية، ويكون لها حق الدخول إلى السوق الأوروبية الموحدة، بينما تتحرر تمامًا من قوانين الاتحاد الأوروبي وفرض سيطرته

متابعة صوت العراق



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google