2000 متسلل مع نازحي الفلوجة يخضعون لاستجواب.. وبقاء الأهالي منع تفخيخ المدينة
2000 متسلل مع نازحي الفلوجة يخضعون لاستجواب.. وبقاء الأهالي منع تفخيخ المدينة


2016-06-26 23:42:00
بغداد

بعد 5 أسابيع من انطلاق عمليات تحرير الفلوجة، أعلنت القوات المشتركة، يوم أمس، انتهاء العمليات في المدينة بعد السيطرة على آخر معاقل التنظيم في حي الجولان. وأعلنت القوات أمس أنها اعتقلت 2000 مشتبه بانتمائهم الى التنظيم، تسللوا بين النازحين الذين فروا من المدينة.

كما عثرت القوات المحرِّرة، خلال المعارك، على نحو 10 ورش ومعامل للتفخيخ في المدينة تستخدم مواد محلية ومستوردة لإعداد المتفجرات والصورايخ.

وظهر أمس، وصل القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء حيدر العبادي الى مركز الفلوجة، بالتزامن مع إعلان الفريق عبد الوهاب الساعدي، قائد العمليات، انتهاء العمليات العسكرية في المدينة بالكامل.

وقال الساعدي في تصريحات صحفية، إن العمليات العسكرية انتهت بتحرير حي الجولان شمالي مدينة الفلوجة، مؤكدا "مقتل 1800 إرهابي خلال عملية التحرير".

وكانت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة في وقت سابق أعلنت أن قطعات قيادة عمليات بغداد سيطرت على جسر العمارات السكنية ب‍الفلوجة وشمالي الجولان بالكامل، فيما تم تحرير مدينة ألعاب وسوق الفلوجة.

سرّ انهيار داعش

وأثار التحرير السريع للفلوجة تساؤلات عن حقيقة التنظيم الذي سيطر على المدينة قبل أشهر من سيطرته على الموصل في 2014. وكانت معلومات كشفت عنها (المدى) قبل انطلاق المعارك، عن صفقة لعشائر الفلوجة عرضت على الحكومة العراقية، لدخول المدنية دون قتال مقابل عدم ملاحقة عناصر التنظيم من أبناء المدينة.

وتعليقاً على الانهيار السريع لداعش ، يقول غانم العيفان، عضو خلية الأزمة في محافظة الأنبار إن "محاصرة المدينة لفترة طويلة تسببت بشلّ قدرات المسلحين واستنزفت عناصره في معارك جنوبي المدينة".

واضاف العيفان: "كنت أقدّر عدد عناصر داعش في الفلوجة بنحو 1500 شخص"، لافتاً الى ان "القوات العراقية كانت شجاعة جدا واستطاعت بسرعة تدمير قدرة المسلحين وبفضل الى الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت تجمعات التنظيم ومراكز تسليحه".

وتضاربت التقديرات، خلال فترة المعارك وما سبقها، بشأن عدد المسلحين المتواجدين داخل الفلوجة. وتوقع التحالف الدولي وجود بين 700 - 800 مسلح، بينما كانت تقديرات قائد عمليات الفلوجة تشير الى وجود 3500 مقاتل.

بالمقابل كانت الرمادي، مركز محافظة الانبار، التي استغرق تحريرها نحو 4 أشهر، تضم نحو 3 آلاف مقاتل أغلبهم من الانتحاريين الأجانب.

وبخلاف الأمر في الفلوجة، فقد واجهت القوات أثناء تقدمها نحو مركز الرمادي حقولاً كبيرة من الألغام والمنازل المفخّخة تسببت بتعطيل العمليات العسكرية لأسابيع في مناطق الحوز، والملعب، وشارع 60، وحي البكر.

وما ان تجاوزت قوات تحرير الفلوجة خطوط الصد الاولى لداعش على المشارف الجنوبية للمدينة، حتى انهار التنظيم بشكل كامل، ولم تواجه القوات المشتركة عوائق مهمة في طريقها الى المجمع الحكومي الواقع في قلب المدينة.

ويعزو العيفان ذلك الى "كثافة وجود المدنيين في الفلوجة"، مشيرا الى ان "داعش بدأ بتفخيخ الرمادي بعد مغادرة السكان إلا أن تأخر خروج المدنيين من الفلوجة منع تفخيخ المنازل".

وفرَّ نحو نصف مليون شخص من الرمادي باتجاه هيت او الى مخيمات النازحين في عامرية الفلوجة. فيما بقي سكان الفلوجة، الذين يقدر تعدادهم بـ100 الف نسمة، داخل المدينة حتى الاسبوع الاخير من المعارك.

14 ورشة للتفخيخ

ويقول راجع بركات، رئيس اللجنة الأمنية في الانبار ان "اتساع التفخيخ في الرمادي بدأ خلال فترة المعارك التي استمرت لنحو 4 اشهر، حيث شهدت ايضا نزوحاً كبيراً للأهالي".

ويكشف العيساوي عن "عثور القوات الأمنية على 10 ورش لتصنيع العبوات والصواريخ داخل الفلوجة". مبيناً ان "الألغام صنعت من مواد أولية بسيطة، واستخدمت أنابيب الماء لصناعة الصواريخ، باستثناء بعض العبوات البلاستيكية التي تحمل مواد متفجرة وكتب عليها بلغة أجنبية".

وعثرت القوات المشتركة داخل حيّي النزّال وجبيل، الواقعين جنوبي الفلوجة، على 4 ورش لتصنيع المفخّخات، كما عثرت ايضا في الحي الصناعي، الواقع وسط الفلوجة، على مكائن خراطة عملاقة (تورنات) لتنصيع الصواريخ.

وتراجع مسلحو داعش، في الأسابيع الأخيرة، من وسط الفلوجة الى حي الجولان، الواقع شمال غربي المدينة، مستغلين ضيق الأزقّة وكثافة تواجد المنازل التي تصعّب حركة الآليات الكبيرة داخلها.

التحقيق مع النازحين

الى ذلك ، نفى مسؤولون في الأنبار قيام عناصر داعش بتسليم أنفسهم الى القوات المشتركة.

وقال فيصل العيساوي، مدير ناحية عامرية الفلوجة بأن "كل الرجال الذين خرجوا من الفلوجة تم احتجازهم بشكل مؤقت للتحقيق الابتدائي"، واستدرك بالقول "لكننا أسرنا عنصرا في داعش عراقي الجنسية من عشيرة البو خليفة". والبو خليفة هي احدى ابرز عشائر الفلوجة، التي يعيش ابناؤها في منطقة سن الذبان غربي المدينة.

واكد العيساوي ان "القوات الأمنية احتجزت 23 ألف رجل ممن خرجوا من الفلوجة، وأفرجت عن الجميع، فيما بقى 4 آلاف فقط ينتظرون دورهم في التحقيق من العدد الكلي للمحتجزين".

لكن المسؤول المحلي كشف عن "اعتقال 2000 شخص فقط، من بين 23 الف محتجز، وتم ترحيلهم الى مكافحة الإجرام للاشتباه بارتكابهم جرائم او الانتماء الى داعش".

وتحقق مع السكان الفارّين من الفلوجة لجنة مكونة من 6 جهات تمثل: مكافحة الارهاب، وكالة الاستخبارات، المخابرات، وكالة الأمن الوطني، استخبارات الجيش، واستخبارات الداخلية.

ويشير العيساوي الى ان "تلك الجهات لديها مصادرها التي تتعرف بواسطتها على المعروضين أمامها بالشكل، بالإضافة الى تدقيق أسمائهم في قاعدة المعلومات". وأكد أن "التحقيق الرئيسي لم يبدأ بعد مع الـ 2000 معتقل".

من وائل نعمة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google