توترات بعد عقدين من الهدوء: الصداقة بين إيران وكردستان تكاد تتحول الى عداوة
توترات بعد عقدين من الهدوء: الصداقة بين إيران وكردستان تكاد تتحول الى عداوة


2016-07-22 02:06:00
هونر حمه رشيد

فبعد هدوء دام عقدين بين أالاحزاب الكردية الايرانية والحرس الثوري الايراني (باسداران) تجددت الاشتباكات بينهما من جديد في السادس والعشرين من حزيران (يونيو) الماضي في جبل كوسالان في منطقة شاميان التابعة لمدينة سولاوا في كردستان إيران.

ومع ان الاشتباكات قد وقعت في مناطق شرق كردستان إلا أن أول رد فعل إيراني تمثل في تهديد مباشر من قوات الحرس الثوري ضد اقليم كردستان حين قال سردار حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني خلال خطبة صلاة الجمعة في طهران إن "مجاميع مسلحة تريد المساس بأمن ايران وقد انهينا هذه المجاميع".

ودعا سلامي مسؤولي اقليم كردستان الى الالتزام بتعهداتهم واسكات هؤلاء المسلحين الذي قال انهم سيستهدفونهم داخل اراضي الاقليم اذا لم يكفوا عن احداث البلبلة.

وقد قصفت قوات الحرس الثوري بالفعل قبل يومين مناطق في سيدكان داخل حدود اقليم كردستان.

وتعود ذريعة التهديدات الايرانية لاقليم كردستان الى وجود مقرات لكثير من الاحزاب الكردية الايرانية المعارضة داخل اراضي الاقليم ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني (حدكا) وعصبة كادحي كردستان (كومه له) وحزب الحياة الحرة (بزاك) وحزب كردستان (باك) وتقع مقرات اثنين من تلك الاحزاب في مدينة كويسنجق التابعة لمحافظة اربيل ومنطقة زركويز التابعة لمحافظة السليمانية.

حكومة اقليم كردستان ردت على تهديدات حسين سلامي بعد يوم واحد من صدورها وقالت في بيان انها ترفض تهديدات سلامي وترى ان حسن الجوار اساس للعلاقات مع ايران.

وتفيد معلومات حصلت عليها (نقاش) من مصادر داخل احزاب اقليم كردستان ان وفدا ايرانيا زار الاقليم اثناء تهديدات الحرس الثوري لايصال الاحتجاجات الايرانية وعقد الوفد عدة اجتماعات مع مسؤولي حكومة الاقليم والحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في اربيل والسليمانية.

ودعا الوفد الايراني خلال لقاءاته مع المسؤولين الحكوميين والحزبيين في اقليم كردستان الى بذل الجهود لوقف نشاطات الاحزاب الكردية الايرانية ولاسيما العمليات التي تقوم بها من اراضي اقليم كردستان.

وفي هذا الاطار اكد ناظم الدباغ ممثل حكومة اقليم كردستان في طهران لـ"نقاش" تلك المعلومات وقال: "طلب الجانب الايراني رسميا من مسؤولي الاقليم بذل الجهود لايقاف الاحزاب الكردية الايرانية نشاطاتها في الاقليم".

ولم يخف الدباغ ان مسؤولي الاقليم اخذوا التهديدات الايرانية ضد الاقليم محمل الجد وقد ارسلوا وفدا الى الاحزاب الكردية الايرانية للتباحث معها حول الامر بعد وصول الوفد الايراني.

واكد كل من محمد قادري مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني في الاقليم واشرف بوكاني مسؤول العلاقات في عصبة كادحي كردستان ايران في الاقليم هذه المعلومات لـ"نقاش".

وجاءت الاشتباكات الاخيرة بين قوات البيشمركة التابعة للاحزاب الكردية الايرانية والحرس الثوري على خلفية عودة النشاطات التنظيمية والعسكرية للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني الذي باشر بمزاولتها منذ الشهر الماضي ولا تزال مستمرة.

ومع ان مسؤولي الاقليم اخذوا التهديدات الايرانية على محمل الجد الا ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني واحزاباً كردية ايرانية اخرى تشدد على استمرار نشاطاتها ضد الحرس الثوري في مناطق شرق كردستان.

وحول ذلك قال محمد قادري لـ"نقاش": انه "بعد تجميد نشاطاتنا في مناطق شرق كردستان لعقدين نرى انه من الضروري البدء بها من جديد وذلك لمواجهة السلطة العسكرية التي شكلتها ايران في تلك المناطق".

واضاف قادري: "لقد اوقفنا نشاطاتنا لاسباب داخلية خاصة بنا وباقليم كردستان، لكننا نرى الان انه لا توجد ضرورة للاستمرار في ايقاف نشاطاتنا، لذلك بدأنا نشاطاتنا من جديد وسوف نستمر".

في المقابل دعا ناظم الدباغ ممثل حكومة اقليم كردستان في طهران مسؤولي الاحزاب الكردية الايرانية لوقف نشاطاتهم في الظروف الحالية التي يمر بها الاقليم خصوصا على حدود الاقليم.

وأكد الدباغ على ضرورة ان تبدأ الاحزاب الكردية الايرانية بمطالبة الحقوق المشروعة للشعب الكردي في ايران عبر الحوار لان السلاح والحروب لا تنتج سوى المآسي لجميع الاطراف.

التحول من الدفاع الى الهجوم

ومع ان النشاطات العسكرية للاحزاب الكردية الايرانية تندرج ضمن مرحلة الدفاع كما تقول تلك الاحزاب الا ان هناك احتمالا بان تتحول تكتيكات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني من الدفاع الى الهجوم.

وحول ذلك قال كاوا بهرامي عضو اللجنة المركزية ومجلس الشورى العسكري للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني لـ"نقاش": نحن "لا نزال في موقف الدفاع امام الحرس الثوري الايراني ولكن لدينا خطط لتغيير تكتيكات المعارك من الدفاع الى الهجوم"، دون ان يكشف عن تفاصيل هذا التحول.

واضاف بهرامي حول اخذ حكومة الاقليم التهديدات بجدية وامكانية ان تؤدي محاولات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني الى دخول تلك التهديدات حيز التنفيذ: "لا تستطيع ايران القيام بذلك فقد ولى عهد التسعينات".

وكانت ايران قد نفذت خلال تسعينات القرن الماضي اثناء الحرب الاهلية التي كانت دائرة بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني في الاقليم هجمات ضد مقرات الاحزاب الكردية الايرانية في اقليم كردستان حتى انها ارسلت قوات الى مدينة كويسنجق وهاجمت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني.

وقال المسؤول في الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني ان الاقليم كان خلال تلك الاعوام في وضع مختلف اما الان ومع وجود العديد من قنصليات الدول في الاقليم والحرب ضد تنظيم داعش وكذلك تواجد قوات التحالف داخل مدن الاقليم فان ايران لن تكون قادرة على تنفيذ تهديداتها.

التشرذم.. نقطة ضعف الاحزاب الكردية الايرانية

وتبلغ الاحزاب الكردية الايرانية (18) حزبا اهمها احزاب حدكا وباك وبزاك ولكنها متشرذمة بسبب خلافاتها حول عدة امور بحيث توزع كل منها على عدة اجنحة فمثلا يتألف الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني من جناحين مختلفين وتتألف عصبة الكادحين من ثلاثة اجنحة.

وقد اثر هذا التشرذم داخل الاحزاب الكردية الايرانية سلبا على نشاطاتها كما يقول النشطاء خصوصا وان الجانب الايراني اتخذ اجراءات مشددة ضد تنظيمات ومؤيدي هذه الاحزاب.

وقال ارسلان يار احمدي الناشط والصحفي من شرق كردستان لـ"نقاش": لقد "اثر تشرذم الاحزاب على نشاطاتها... يجب على جميع الاحزاب في شرق كردستان ان تأخذ عودة النشاطات العسكرية للحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني بعين الاعتبار وتزيد من التنسيق فيما بينها لمواجهة النظام الايراني في المناطق الكردية".

وقد علمت "نقاش" من مصادر رسمية داخل الاحزاب الكردية الايرانية ان محاولات قد بدأت لايجاد تنسيق بينها بعد عودة النشاطات في الشهر الماضي بحيث تشكل الاحزاب جميعا جبهة سياسية وعسكرية مشتركة ضد الحكومة الايرانية.

وتفيد المعلومات ان المحادثات جارية لتشكيل هذه الجبهة وان هناك استجابة لها داخل الاحزاب ولكن لم تعلن رسمياً.

ويعتبر محمد صالح قادري مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني دعم حزبه مهما لتشكيل الجبهة ويضيف: "يجب على جميع الاحزاب مواجهة السلطة العسكرية الايرانية التي مارست جميع الاجراءات لقمع الكرد في المنطقة".

من جانبه ذكر اشرف بوكاني مسؤول العلاقات في عصبة كادحي كردستان ايران ان جميع الجهود تنصب في اتجاه وحدة الاحزاب الكردية الايرانية واضاف: "نحن كعصبة كادحي كردستان سنستجيب للجهود التي تعمل بهذا الاتجاه".

ولكن مع ذلك لا تتفق الاحزاب حول بدء العمليات العسكرية من جديد فمثلا يقف الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني مع القيام بعمليات عسكرية ولكن عصبة كادحي كردستان ترى انه من المهم لهذه المرحلة ان يتم تعزيز نشاطات المنظمات المدنية في شرق كردستان.

حرب بالوكالة او حرب لنيل الحقوق؟

ويتهم الجانب الايراني الاحزاب الكردية في شرق كردستان بوقوف ايادٍ خارجية وراءها ولاسيما التحريض السعودي ولكن مسؤولي الاحزاب ينفون تلك الاتهامات.

وكان محسن رضائي الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران قال خلال لقاء مع قناة تلفزيون الشبكة الاولى الاسبوع الماضي: ان "السعودية دعمت الاحزاب الايرانية المعارضة في مدينة اربيل وفعلت حزبين كرديين ايرانيين وقد اقاما مقرات لهما قرب الحدود الايرانية".

فيما نفى مسؤولو الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني وعصبة كادحي كردستان ايران ذلك، مشددين على ان الجانب الايراني يوزع الاتهامات "لاخفاء فشله".

حكومة اقليم كردستان رفضت بدورها في بيان نشر الاثنين الماضي تصريح رضائي وقالت ان "جميع معلومات وتفسيرات السيد محسن رضائي حول الاحداث الحدودية الاخيرة التي تحدث عنها خلال لقائه غير صحيحة ولا اساس لها".

بين تصريحات وردود ايران وحكومة الاقليم ربما ستتطور الخلافات اكثر وقد تخلق الاحزاب الكردية الايرانية توترا بين اقليم كردستان وايران.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google