التتويج بلقب أمم آسيا 2007.. قصة الكأس الصغيرة التي حققت ماعجز عنه الكثير
التتويج بلقب أمم آسيا 2007.. قصة الكأس الصغيرة التي حققت ماعجز عنه الكثير


2016-07-29 16:14:00
بغداد

شهد عام 2007، تتويج العراق بلقب بطولة آسيا للمرة الأولى في تأريخ الكرة العراقية، وقد يكون الأمر معقولا ومنطقيا، إلا أن من يسترجع على شريط ذاكرة السنوات ويتذكر ما مر به البلد من انقسامات مذهبية يعد ذلك إعجازا، حيث وحدت الكأس الصغيرة صفوف الشعب العراقي.

شوارع العنف

لم يخف على أحد الأحداث التي مر بها العراق في عام 2006 وجزء من عام 2007، عبر الانقسامات المذهبية التي رسختها الفوضى السياسية والاستقرار الذي دب في أركان الدولة العراقية، ومدى حالة العنف التي شهدتها شوارع بغداد وبعض المحافظات، وفي خضم هذا جاء فوز المنتخب الوطني بكأس آسيا للمرة الأولى في تأريخ الكرة العراقية لتخرج الجماهير وتطوف شوارع البلد دون أن يعرف أحدهم الآخر من أي مذهب أو توجه أو قومية.

خارج الحسابات

على الورق كان الجميع يؤكد أن المنتخب العراقي ليس مقدوره التتويج باللقب، بفعل الأزمات التي يشهدها العراق فضلا عن الإعداد المتواضع، الذي اقتصر على شهرين فقط، ودخل المنتخب البطولة ولم يكن في نيته إلا تسجيل الحضور الطيب وليس المنافسة على لقب آسيوي كبير بوجود منتخبات لها خبرتها وقوتها وتحضيرها الملائم.

البداية المتواضعة

أولى المباريات التي خاضها المنتخب الوطني في البطولة كانت أمام منتخب تايلاند وهو أحد مضيفي البطولة، وخرج المنتخب متعادلا بهدف واحد لكل من الفريقين في مباراتهما التي جرت على ملعب راجامنغالا في أجواء ماطرة، ليجد المنتخب الوطني نفسه في مواجهة المنتخب الأسترالي الضيف الجديد على القارة الصفراء، وهنا حدثت الانعطافة الكبيرة عندما تفوق الأسد العراقي على الكنغر الاسترالي بثلاثة أهداف لهدف واحد ليمنح الفوز لاعبي المنتخب عاملا معنويا ونفسيا للمواصلة بنجاح، إلا أن المنتخب لم يظهر بذات المستوى في مباراته الثالثة أمام سلطنة عمان وتعادل معها بدون أهداف لكنه تصدر المجموعة بخمس نقاط.

انتقالة نوعية

في دور ثمن النهائي واجه المنتخب العراقي نظيره الفيتنامي وأقصاه بهدفين نظيفين وضعهما في الشباك قائد المنتخب يونس محمود، لينتقل المنتخب للدور نصف النهائي ويلاعب الشمشون الكوري، في مباراة ماراثونية شهدت خطورة على المرميين من قبل الفريقين، لتنتهي بالتعادل السلبي ويحتكم الفريقان لوقت إضافي لم يتغير به الحال رغم أن المنتخب أضاع فرصا مؤكدة للتسجيل.

ركلات الترجيح

الركلات الترجيحية كانت هي الفيصل في حسم المباراة وتحديد المتأهل لمقابلة المنتخب السعودي الذي أقصى اليابان، ونفذ لاعبو المنتخب العراقي الركلات بنجاح فيما أخفق الكوريون بثبات الحارس نور صبري الذي ذرف دموع الفرح في هذه المباراة ويفوز المنتخب العراقي ويتأهل للمباراة النهائية.

يقول رئيس الاتحاد العراقي وقتذاك حسين سعيد إن "المنتخب الوطني حقق الفوز باللقب الآسيوي من ظروف ومعاناة لم تخفى على الجميع"، معتبرا أن "الانجاز العراقي جاء في ظل ضروف غير طبيعية عاشها العراق وهذا هو ديدن العراقي معروف بالصعاب".

بدوره أكد قائد المنتخب الوطني يونس محمود إن "الفوز باللقب الآسيوي لا يمكن أن يمحى من الذاكرة"، مشيرا إلى أن "اللاعبين كانوا مقاتلين في الملعب رغم أن البطولة أقيمت في أربع دول".

من جانبه اعتبر لاعب المنتخب الوطني نشأت أكرم أن "الفوز بلقب آسيا كان صدفة، ولم يخطط له لا من ناحية الظروف العامة للبلد ولا من ناحية الإعداد"، كاشفا أن "كل اللاعبين كانوا قد حجزوا مقاعد في طائرة العودة وأنهم يعتقدون عدم القدرة حتى على اجتياز الدور الأول من البطولة".

المباراة النهائية

في المباراة النهائية التقى المنتخب الوطني نظيره السعودي على ستاد غيلورا بونغ كارنو في جاكرتا، حيث فرض المنتخب العراقي حضوره بقوة وخطف هدف الفوز الثمين في الدقيقة 72 عن طريق يونس محمود أفضل لاعب في البطولة، ليخطف هذا الإنجاز عناوين الصفحات الرئيسة في وسائل الإعلام الرياضية بكافة أرجاء العالم.

صناع الإنجاز

مثل المنتخب الوطني في البطولة اللاعبون نور صبري ومحمد كاصد واحمد علي وحيدر عبد الرزاق وحيدر عبد الأمير ونبيل عباس وخلدون إبراهيم وباسم عباس وجاسم غلام وعلي رحيمة وسلام شاكر ونشأت أكرم وهيثم كاظم وعلي عباس وكرار جاسم وقصي منير وصالح سدير ولؤي صلاح ومهدي كريم هوار ملا محمد ومحمد ناصر واحمد مناجد ويونس محمود فيما أشرف على المنتخب البرازيلي جورفان فييرا ويساعده رحيم حمدي واحمد جاسم مدربا لحراس المرمى.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google