نحو حراك سلمي مستمر.. في ذكرى مرور عام على الحراك المدني السلمي
نحو حراك سلمي مستمر.. في ذكرى مرور عام على الحراك المدني السلمي


2016-07-30 04:17:44
بغداد


الزمان: 30 تموز 2015، المكان: بغداد / ساحة التحرير.
عنوانان شاهدان على الجرأة والفتوة، تلك هي رسالة الجماهير انذاك وهي ذاتها التي اشعلت ذاكرة الشعب بوجوب الاستمرار فتضاعفت الجموع الُمسائلة للحكومة، والمتسائلة عن فوضى ثلاثة عشر عاما عانى فيها الشعب اشد معاناة، وتمادى فيها الفاسدون والمتحاصصون ليصل العراق لما هو عليه من دمار وارهاب. اضافة لما تصدر من شعارات رفعها المتظاهرون، على نحو مطالب مشروعة تهم الحياة المدنية للمواطنين، والعملية السياسية برمتها، ناهيك عن التكريس الطائفي والانحدار بالعراق نحو هاوية التخلف وقتل آخر بريق أمل.

إن الحراك الجماهيري السلمي الذي بدأ في واقع الحال، وتصدره المدنيون، منذ العام ٢٠١١، هو سؤال المواطنة الحقيقي الذي انضوى تحت شعاراته، التي اقدحت الأمل، الوف الشباب من مختلف الإتجاهات والطبقات، للتظاهر والإحتجاج السلمي. فرسمت حركتهم خارطة مدنية جديدة تتصدرها المواطنة والوطن وتوحدها الإرادة بالتغيير الشامل من اجل عراق مزدهر يستحق مواطنوه العيش بحرية وأخوة وسلام؛ ورخاء تشهده موارد البلاد المستباحة، بأنها قادرة على اعادة الإعمار وتأمين العيش الرغيد للجميع وضمان مستقبل الأجيال.

وإذ نستذكر اليوم مجد هذا التاريخ البطولي كشاهد حي على ارادة الجماهير الرافضة للإستبداد، يضع الحراك الجماهيري الحالي في سلم أولوياته التصدي للإرهاب، ولا يبالغ في مطلبيته، ذلك ما تجلى بدعمه لقواتنا المسلحة ومتطوعي الحشد المدني والبيشمركة في تصديهم لفلول الإرهاب وقوى الظلام، التي وجدت بتراخي الأمن وإهمال السلطة، بل تواطؤ بعض شخوصها، منفذا لاستيلائها على مدن مهمة في العراق، وعمدت الى قتل المواطنيين العُزل واستباحت اعراضهم وممتلكاتهم، وتفجيرات راح ضحيتها الآف الأبرياء في كل مكان من عراقنا الحبيب.
وكما حمّل التيار الديمقراطي العراقي مسؤولية الإختراقات الأمنية والمجازر المتلاحقة، المدنية والعسكرية، الحكومة العراقية بتفريعاتها وأجهزتها الأمنية، فأننا نؤكد على فشل الأداء الأمني الحكومي، اسوة ببقية مرافق الدولة، وبأنها المسؤول الأول على سلامة المواطن وتأمين البلاد من أية اعتداءات وخروق، ومجازرَ تمثلت بقوى الإرهاب وعملياتها الإجرامية حتى وقت قريب.

ومن دون تكرار لما حصل ويحصل كنتيجة منطقية لتأسيس الفوضى على يد (المحتل)، بالإضافة الى التوافقات السياسية والطائفية، مع الانتماءات والعائدية الخارجية، الاقليمية منها والدولية، وما انتهت اليه البلاد من فوضى ووهم والمواطن الى رقم خارج حدوده الآدمية والإنسانية، وانتهت الأجيال الجديدة الى ثقافة العنف والضياع، ناهيك عن المرأة والإقتصاد والبناء والموارد، فأن على الحراك الجماهيري فتح مرحلة تاريخية جديدة بشجاعة، تُراجع فيها الحركات والقوى المدنية، كافة النتائج على ضوء المسببات، بما فيها مرجعيتها التاريخية، الفكرية والدينية، على وفق مبدأ المواطنة وحاجة البلاد والمؤثرات الكونية وتجارب الشعوب المتحضرة، في الخلاص أولا من ركب التخلف المجتمعي وصورته السوداء، تلك التي توصّفت بها مجتمعات من قبلنا فرفضها التاريخ بسيرته المعرفية الخلاقة، فيما بقيت مجتمعاتنا ترزح تحت وطأة تخلفها ومنتجها الإستبدادي بكل الإتجاهات.
ولا نستثني هنا السياق الديني الذي نطالبه، بكل مسؤولية وشجاعة، بأن على منتجه المعرفي أن يخلع صفة الحداثة والتقدم على كامل الصورة، بشقيها الواقعية والمفترضة. وفي جانبه العلماني، ومن بينها تيارنا الديمقراطي، أن يفرض السياق التاريخي النقلة المجتمعية الواجبة ببيئتها ووحداتها الثقافية، بإنتاج مشاريع سياسية جامعة. ذلك كله من أجل اخراج الأفكار من تشددها ودائرتها المفرغة الى واقع التجربة الملهمة التي يفترض أن يتسم بها مجتمعنا منذ أمد بعيد. فالحق الأول والأخير للمواطنة والتحضر وعليه ينطوي التغيير نحو ما يلهج به الجميع بخصوص المواطنة وبناء الدولة المدنية الحديثة. وهي المهمة التي أوشك الآوان أن يفوتها، ما لم تتصدر الإرادة الوطنية جميع النوايا.

إن مناسبة الذكرى الأولى للحراك الجماهيري تضع الجميع امام مسؤوليات تاريخية هذه المرة، خاصة بانفتاح القوى المساهمة على بعضها البعض مع ضمانات مستقبلية تنبذ الإستفراد بالسلطة، وقمع الرأي المخالف، تستند على خلفية القضاء وبناء المؤسسات الحديثة، واطلاق الحريات وضمان سلامة حرية الرأي والتظاهر السلمي. مع مطالبتنا القوى المساهمة، جميعها، بتقديم عربون وطنيتها بالإفصاح والمحاسبة لكل من استغل اسمهما فأنخرط بالفساد، بل كان أول الفاسدين. مع ملاحقة الفارين منهم وتقديمهم الى القضاء واستعادة ما نهبوه من أموال العراق. أن عملية الكشف هذه هي من اوليات نجاح التفاعل الجماهيري بحركيته المؤثرة التي لابد أن تتجاوز الحد المألوف واختراق قواعده القديمة الزائفة.

نحن في تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، بالرغم من علمنا المسبق بدورنا ودعمنا وتأييدنا، بل أننا جزء من الحراك الكبير ذاته، نقول: إن الظروف الصعبة لا بد لها أن تنتج أسئلة كبيرة لا يقوى عليها غير الناس الأمناء والحركات الوطنية لتقديم البديل الأمثل، وما على الحراك الجماهيري الكبير من سبيل أمامه سوى التقدم، وما على الشعب سوى مساندته بكل جرأة. فجياع الشعب لا تنام ولا يحرسها سوى صوتها المدوي وقوة ارادتها في التغيير.

قوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج
"العراق يستحق الأفضل"
٣٠ تموز ٢٠١٦

هيئة المتابعة لتنسيقيات الخارج للتيار الديمقراطي العراقي
التيار الديمقراطي في المملكة المتحدة
تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ألمانيا
تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك
تنسيقية التيار الديمقراطي العرقي في هولندا 
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم 
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في سودرتاليـا 
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في لينكشوبينك 
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في يوتوبوري 
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في جنوب السويد (مالمو) 
تنسيقية التيار الديمقراطي  في لوند  
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلند
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في النرويج
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في المجر
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في بلغاريا
تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في فرنسا



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google