تزايد عدد الغربيين المتطوعين لقتال داعش في العراق
تزايد عدد الغربيين المتطوعين لقتال داعش في العراق


2016-08-22 03:28:00
بغداد

يتزايد عدد المتطوعين الغربيين الذين يريدون التوجه إلى العراق للقتال ضد تنظيم «داعش»، وبعضهم كان حتى وقت قريب يخدم في جيش نظامي في الغرب.

المعطيات الدقيقة في هذا الصدد نادرة، لكن الشهادات التي جمعت من رفاق لهم في الجبهة تدل على ما يبدو على أن هؤلاء المتطوعين يبغون الإسراع في الذهاب مقتنعين بأن «داعش» يمكن أن يُهزم قريباً في العراق وسورية.

وفي الواقع، خسر هذا التنظيم مواقع على الأرض وحوالى 45 الفاً من عناصره منذ سنتين وفق الولايات المتحدة التي تقدر عديد هؤلاء بما بين 15 و30 الف رجل وتعتبر أن «داعش» يلقى صعوبة متزايدة في التجنيد والتعويض عن قتلاه.

في المقابل، يبدو المتطوعون على عجلة من أمرهم للانضمام الى القوات المعادية لـ «داعش» حتى وإن كانت السلطات في بلدانهم تثنيهم بقوة أو حتى تمنع تجنيدهم.
لويس بارك البالغ 26 عاماً والمتحدر من تكساس انخرط للمرة الثانية في حزيران (يونيو) في صفوف ميليشيا مسيحية في العراق. وقال لوكالة «فرانس برس» إنه لاحظ ارتفاعاً كبيراً للطلبات من جانب متطوعين غربيين محتملين. وأكد بارك الذي خدم سابقاً في قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) وقاتل في افغانستان «إن الناس يعلمون أن النهاية باتت قريبة ويحاولون الانضمام الى المعركة طالما انه لم يفت الأوان».
وقد انخرط بارك وهو مسيحي في صفوف «دويخ ناوشا» (أي التضحية بالنفس) وهي ميليشيا لمسيحيين آشوريين تتعاون مع المقاتلين الاكراد البيشمركة المدعومين من الأميركيين. وتتولى هذه الميليشيا مهمة حماية القرى الى نحو ثلاثين كيلومتراً الى الشمال من الموصل.

وأوضح لوكالة «فرانس برس» في مقابلة عبر الهاتف في مكان غير بعيد عن خط الجبهة: «أتلقى طلبات للاستعلام من العالم أجمع -60 أو 70 (طلباً) منذ أن عدت».
وتفيد دراسة أخيرة نشرها معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز دراسات مقره في لندن، بأن أكثر من ثلث الـ 300 مقاتل أجنبي ضد «داعش» الذين تابعهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي هم من الأميركيين. أما دوافعهم للانضمام الى جبهة القتال فهي مختلفة، لكن غالباً ما تكون مرتبطة بالحاجة الى فعل شيء ما وأيضاً بالخيبة لما يعتبرونه رداً غير كاف من قبل المجتمع الدولي على الفظاعات التي يرتكبها «داعش».
ولفت تقرير معهد الحوار الاستراتيجي إلى «أن المأخذ الوحيد يتعلق بالفظائع المرتكبة بحق المدنيين، ويتهم عدد كبير منهم (أي المتطوعين) قادة العالم بصم آذانهم حيال معاناة ضحايا النزاع».

وقد ذهب الجندي السابق في المارينز إلى العراق، لأنه يشتاق إلى حماسة القتال وأيضاً لأنه يريد «خدمة القضية».

وقال متطوع آخر ملقب بـ «مايك» انه يتلقى نحو اثنتي عشرة رسالة يومياً من أناس يريدون الانضمام الى صفوف المقاتلين المعادين لـ «داعش». وقبل سنة كان يتوجب انتظار أسبوع لتلقي هذا الكم من الرسائل، وفق قوله.
لكن تزايد عدد المتطوعين الأجانب الذين يتوجهون الى كردستان العراق يطرح مشكلة أمام السلطات التي تنظر بقلق الى هؤلاء الرجال وعتادهم.

وأضاف «مايك» وهو جندي نروجي سابق من أصل كردي لوكالة «فرانس برس» في بريد الكتروني «إن نصيحتي الى هؤلاء المتطوعين هي عدم المجيء الى هنا». وقال هذا المتطوع البالغ من العمر 31 عاماً: «من المرجح جداً أن لا يسمح لهم بالقتال وسيعودون محبطين ومفلسين». وقال ايضاً أن الحكومة الكردية تواجه ضغطاً هائلاً لمنع المتطوعين الغربيين من الالتحاق بالجبهة. وأوضح «إنهم يضعونهم غالباً على خطوط جبهة حيث لا يحدث شيء أو في مخيمات حيث يكونون في آمان ويستطيعون التقاط صور لأنفسهم مع معداتهم وأسلحتهم لنشرها على صفحاتهم على فايسبوك».

وتعج شبكات التواصل الاجتماعي - بخاصة فايسبوك وانستاغرام - بصور مقاتلين متطوعين يظهرون أحياناً جثث متشددين أو يروون عن رتابة الحياة على الجبهة.
ولبارك و «مايك» عشرات آلاف المتتبعين لحسابيهما على انستاغرام.

وتأتي معظم طلبات الاستعلام من أميركيين وفق «مايك»، لكن أتت ايضاً طلبات من جانب أوروبيين وأستراليين وحتى من إيراني.

وقال «مايك»: «أتصور ما يقوله الناس بأن تنظيم داعش بات منهكاً ويودون القول لأولئك الذين بقوا في البلاد انهم حاربوه في ساحة المعركة».



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google