الخلافات السياسية تدفع البرلمان العراقي إلى تأجيل التصويت على إقالة وزير الدفاع
الخلافات السياسية تدفع البرلمان العراقي إلى تأجيل التصويت على إقالة وزير الدفاع


2016-08-24 02:11:00
مصطفى العبيدي

أعلن مجلس النواب العراقي تأجيل التصويت على سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي إلى جلسة يوم الخميس المقبل وذلك بعد اختلال النصاب القانوني إثر انسحاب النواب المعترضين على التصويت.

وشهدت جلسة مجلس النواب العراقي أمس حراكا سياسيا مكثفا نتيجة انقسام النواب بين مؤيد ومعارض لسحب الثقة من الوزير. وقد عمدت العديد من الكتل النيابية إلى الانسحاب من قاعة البرلمان مسببة اختلال نصاب النواب أثناء عرض سحب الثقة عن وزير الدفاع بعد انسحاب كتل الاحرار والمواطن والديمقراطي الكردستاني وبعض نواب تحالف القوى الوطنية، بهدف عرقلة تمرير التصويت على سحب الثقة، مما دفع رئيس البرلمان الجبوري لرفع الجلسة لمدة نصف ساعة وليعلن بعدها تأجيل التصويت إلى يوم الخميس المقبل.

واكد النائب علي البديري، من جبهة الاصلاح، ان بعض الكتل استغلت استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي لتحقيق اهداف سياسية وتصفية حسابات مع بعضها، وان رئيس البرلمان سليم الجبوري لم يكن محايدا عندما قدم النواب طلب تأجيل التصويت حيث ادعى ان عدد النواب المطالبين بالتأجيل هم 50 نائبا فقط واصر على التصويت لسحب الثقة بينما كان العدد اكبر والدليل هو اختلال نصاب البرلمان عندما انسحبوا، مؤكدا ان الجبوري يخضع لضغوط سياسية لإقالة العبيدي.

وكشف البديري انه» إذا تمت إقالة العبيدي في هذه الجلسة سنشكل كتلة معارضة في مجلس النواب، واذا اصر رئيس البرلمان والبرلمان على إقالة العبيدي فسيكونوا معاديين للشعب لأن الرأي العام ضد سحب الثقة من العبيدي».

وكان ابرز النواب المطالبين بسحب الثقة من العبيدي هم حنان الفتلاوي وعواطف نعمة ومحمد تميم وهيثم الجبوري واحمد عبد الله الجبوري وآخرون معظمهم من كتل يقودها زعيم حزب الدعوة نوري المالكي او رئيس البرلمان سليم الجبوري.

وقبيل جلسة البرلمان أكد وزير الدفاع خالد العبيدي أنه على قناعة تامة بان اي قرار يتخذه نواب الشعب سيراعي الانجازات التي تحققت في وزارة الدفاع والتطور الكبير في اداء الوزارة خلال فترة توليه المسؤولية فيها عن الفترة السابقة.

وكشف انه علم بوجود سيناريو معد لسحب الثقة منه باي طريقة وباي ثمن، مؤكدا ان ما رافق استجوابه هو ضريبة التصدي للفاسدين.

وقال العبيدي: «انني لم ولن اتطاول على السلطة التشريعية لأنني كنت نائبا في البرلمان، ولا يعقل ان أهين المؤسسة التي كنت عضوا فيها»، منوها إلى علاقته الطيبة باغلب اعضائها، وإنه لم يتطاول إلا على ثلاثة نواب اساءوا إليه بالفاظ نابية.

وتباينت مواقف الكتل السياسية في مجلس النواب حول سحب الثقة من العبيدي، فقد ذكر النائب عن كتلة المواطن حسن خلاطي في لقاء متلفز ان كتلته التي يرأسها عمار الحكيم ليست مع سحب الثقة عن وزير الدفاع لأن الوقت غير ملائم للدخول في ازمة تعيين وزير جديد، مؤكدا ان التحالف الوطني (الشيعي) منقسم بين تجديد الثقة للعبيدي أو تأجيل التصويت إلى ما بعد تحرير الموصل.


وقد ابدى التيار الصدري على لسان زعيمه السيد مقتدى الصدر، تأييده للعبيدي وما طرحه من مواقف لكشف الفاسدين اضافة إلى قيادته الجيش وتحقيق انجازات مهمة في محاربة تنظيم «الدولة». كما اشاد حاكم الزاملي النائب عن التيار الصدري باداء العبيدي واعلن رفض سحب الثقة منه.

وبدوره اشار النائب عن اتحاد القوى الوطنية فارس الفارس في لقاء متلفز، إلى رفضه سحب الثقة من العبيدي، منوها إلى ان افادة العبيدي في البرلمان وكشفه حقائق عن الفساد، ستفتح ملفات اخرى على طريق الاصلاح ويجب دعمها والتعامل معها بشكل صحيح لأنها ستكون لصالح العراق وتصحيح الوضع فيه.

واكد النائب كاظم الشمري عن كتلة ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي توقعه بسحب الثقة من العبيدي في جلسة البرلمان، مشددا على ان حركتهم لا تفرض على النواب التابعين لها اتخاذ قرار محدد للتصويت حول الثقة فهو متروك لقناعتهم.

وذكر إنه في حال سحب الثقة من وزير الدفاع الحالي خالد العبيدي فان حركتهم مستعدة لترشيح شخصية كفوءة لهذا المنصب، وان الامر متروك لرئيس الحكومة حيدر العبادي.

وقد انجر التباين في المواقف إلى التحالف الكردستاني حيث ذكر النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني مثنى امين نادر ان حركته اوصت اعضاءها من النواب ان يصوتوا حسب قناعتهم باجابات العبيدي، وبالتالي اعطاءهم حرية التصويت بسحب الثقة او تجديدها وفقا لقناعاتهم الشخصية وهذه الطريقة افضل بدل فرض الكتل المواقف على نوابها في التصويت على القرارات في مجلس النواب، حسب قوله.

كما اشار النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني ماجد شنكالي ان موقفنا ضد سحب الثقة من وزير الدفاع، وان سحب الثقة هو استهداف سياسي، حيث ان الكثير من النواب يستهدفون رئيس الحكومة حيدر العبادي بسحب الثقة من العبيدي.

واضاف في لقاء متلفز، ان الادعاء بتطاول العبيدي على المجلس ليس صحيحا، فهو لم يتطاول سوى على بعض النواب الذين اتهمهم بالفساد.

ومن الجانب الآخر طالبت سروة عبدالله النائبة عن كتلة التغيير في لقاء متلفز، بضرورة سحب الثقة من العبيدي واقالته بسبب تجاوزاته على مجلس النواب ووجود مخالفات وشبهات فساد في عقود تسليح الجيش، حسب قولها.

وقد تابع العراقيون باهتمام جلسة مجلس النواب يوم أمس ومناقشة قضية سحب الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي على ضوء نتائج استجوابه قبل ايام امام المجلس، حيث ستحدد نتيجة التصويت موقف البرلمان من ادعاء ضرب الفساد او ضياع اعضائه في الصفقات.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google