عملية نظيفة وخاطفة تُحرِّر الشرقاط خلال 3 أيام.. وداعش محاصر في مساحة 30%
عملية نظيفة وخاطفة تُحرِّر الشرقاط خلال 3 أيام.. وداعش محاصر في مساحة 30%


2016-09-24 00:01:00
بغداد

قد تكون عملية تحرير الشرقاط، وإعادة النازحين إليها، واحدة من أسرع عمليات إعادة الاستقرار وتحرير البلدات التي كانت تحت سيطرة داعش منذ حزيران 2014.

ولم تمض 48 ساعة على انطلاق عملية تحرير الشرقاط، حتى فقد التنظيم السيطرة على 70% من مساحة المدينة، فيما منع الانهيار السريع المسلحين من تفخيخ المنازل وتدمير البنى التحتية كما حصل في مدن أخرى.

وخلال الساعات الاولى من المعارك، التي بدأت فجر الثلاثاء الماضي، حررت القوات المشتركة شريطا بطول 13 كم من الجانب الغربي للمدينة من اصل 15 كم. بعد ذلك اقتحمت القوات المشتركة، مساء الاربعاء، المجمع الحكومي، واستكملت سيطرتها التامة صباح الخميس.

وبدأ السكان، الذين سارعوا الى رفع الرايات البيضاء على أسطح منازلهم، بإرشاد القوات المحررة الى أمكان اختباء المسلحين، الذين يعتبر اغلبهم من ابناء المدينة.

وأوضح بيان نشرته خلية الإعلام الحربي بان القوات المشتركة قد تمكنت الخميس من تحرير مدينة الشرقاط بمحافظة صلاح الدين من قبضة تنظيم داعش.

وجاء في البيان، الذي نشر الخميس، "هاهو انتصار عراقي جديد يتحقق في الشرقاط بإشراف القائد العام للقوات المسلحة وبتخطيط وتنسيق قيادة العمليات المشتركة".

وأضاف البيان "انطلقت عمليات تحرير الشرقاط بقيادة الفريق الركن جمعة عناد قائد عمليات صلاح الدين واشتركت قطعات الجيش العراقي من الفرقة ٩ والفرقة ١٦ والفرقة ١٥ ولواء ٥١ من الحشد الشعبي، وبإسناد نوعي من القوة الجوية وطيران الجيش وطيران التحالف الدولي."

ومضى البيان للقول "خلال 72 ساعة خاضت قواتكم المسلحة البطلة فيها معركة نوعية خاطفة تكللت بتحرير قضاء الشرقاط بالكامل ورفع العلم العراقي على المقرات الحكومية فيه وسط تهليل واستبشار الأهالي وتأييدهم بعد هزيمة عصابات داعش الإرهابية وتكبيدها خسائر فادحة."

ويعد قضاء الشرقاط، الذي يبعد نحو 90 كم عن جنوب الموصل، أحد أهم المنافذ نحو تحرير نينوى، بحسب المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول.

تحرير 70% من الشرقاط

وتعليقاً على التطورات الميدانية، يقول أحمد ناظم العزاوي، نائب رئيس مجلس صلاح الدين، في حديث امس ان "القوات المشتركة سيطرت بشكل كامل على الساحل الايمن للشرقاط، الذي يضم الدوائر الحكومية، ويمثل 70% من مساحة القضاء".

ويؤكد العزاوي ان "أغلب عناصر داعش استخدموا الزوارق للعبور الى الضفة الاخرى من نهر دجلة"، مشيرا الى ان "القوات العراقية مدت جسوراً عائمة لملاحقتهم".

وبحسب المسؤول المحلي فإن "90% من المسلحين كانوا من العراقيين وسكان الشرقاط، ممن خدعهم التنظيم الارهابي"، مؤكدا ان الانهيار السريع لداعش في القضاء كان متوقعاً.

واستمر الحصار، الذي فرضته القوات المشتركة على الشرقاط، اكثر من شهرين. واعتبر مسؤولون امنيون، وقتها، ان ذلك سيساعد على انهيار داعش سريعا، بعد ان يصبح معزولا.

واعتبر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم تحرير الشرقاط بانه "خطوة حاسمة نحو الانتصار النهائي القريب على الارهاب"، مشيداً بتلاحم القوات المسلحة بكل تشكيلاتها.

كذلك قال رئيس البرلمان سليم الجبوري ان "تحرير الشرقاط، يمثل نهاية مأساة إنسانية استمرت لأكثر من عامين لأبناء القضاء الذين تعرضوا لممارسات وحشية من الإرهابيين".

وتوقع الجبوري أن يسهم تحرير الشرقاط في الإسراع بإنهاء مأساة الأبرياء بتحرير الحويجة بكركوك والموصل بنينوى.

ومن جانبه، هنأ رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم العراقيين بتحرير قضاء الشرقاط، واصفاً العمليات العسكرية بأنها "معارك العز والكرامة".

وكانت القوات العراقية، التي يساندها مجموعة من عشائر صلاح الدين، توغلت الى الشرقاط من ثلاثة محاور: شمالاً من قاعدة القيارة، وغرباً، ومن الجنوب الغربي.

وواجهت القوات اثناء تقدمها - بحسب قيادات ميدانية - حقول ألغام وعبوات ناسفة، كما دمر طيران التحالف الدولي 7 عجلات مفخخة كانت تعتزم استهدافهم.

أسرع عودة للنازحين

وكانت القوات قد تعاملت بـ"حذر شديد" في الشرقاط خوفا على المدنيين، الذي يقدر عددهم بأكثر من 350 ألف نسمة. لكن مسؤولين محليين أكدوا عدم تسجيل إصابات بين صفوف المدنيين.

ويقول العزاوي ان "سكان الشرقاط كانوا يحملون الرايات البيضاء، وأرشدوا القوات المشتركة على إمكان اختباء المسلحين".

ويؤكد المسؤول المحلي ان "القضاء لم يسجل حالة نزوح للسكان في فترة العمليات العسكرية التي استمرت لأقل من 3 أيام"، فيما يشير الى ان عملية إعادة السكان النازحين ستبدأ من اليوم السبت.

وكان نحو 100 ألف شخص نزحوا خلال الشهرين الماضيين من الشرقاط الى شمال بيجي وتكريت.

ويقول العزاوي ان "القضاء لم يخرب او يدمر بسبب العمليات العسكرية"، ولفت الى ان "داعش لم يستطع تفخيخ البيوت، بسبب بقاء عدد كبير من السكان في منازلهم".

لكن المسؤول المحلي توقع عكس ذلك في المعارك التي سيشدها الجانب الايسر للشرقاط. مبينا ان "الجانب الشرقي من الشرقاط، فيه مجموعة من القرى المتناثرة، ويمكن ان يستغل ذلك لتفخيخ الطرق لإعاقة تقدم القوات".

وكان قد توقع ونس الجبارة، المسؤول عن قوة "الشهيدة أُمية الجبارة"، أحد فصائل الحشد الشعبي في صلاح الدين، ان تكون معارك الساحل الايسر "أكثر سهولة"، مع وجود نحو 1000 مقاتل من ابناء تلك المناطق في حالة استعداد لدخول الجانب الشرقي من الشرقاط.

وكان هؤلاء قد شاركوا في وقت سابق، بعملية تحرير مناطق جنوب الموصل قرب القيارة.

من وائل نعمة



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google