الكورد الفيلية ومتلازمة ستوكهولم ،،،
ان الانتخابات الاخيرة التي جرت في العراق والتي اعلنت نتائجها المفوضية العليا للانتخابات مؤخراً تشير الى ان هنالك حالة تبعث الى التمعن والبحث لدى الناخب العراقي عامة والناخب الكوردي الفيلي خاصة حيث اظهرت النتائج ان هنالك ناخبين من حيث لايشعرون او بغضاً وحقداً على هذه الفئة او تلك او هذا المكون او ذاك او انهم حصلوا على ماكانوا يحلمون به طوال سنين حياتهم والبعض منهم قد اصيبوا بمرض غير عضوي ، قاموا باعطاء اصواتهم للكتل المشاركة في الانتخابات دون الاخذ بعين الاعتبار مدى اهلية وخبرة وعقلانية هذه الكتل وما قدمته في الدورات الانتخابية السابقة للشعب العراقي .
لو نظرنا سريعاً للماضي القريب وكيف كانت الكتل السياسية تدير العراق لعرفنا مدى فشلها وبامتياز وكيف كان الوضع في البلاد والحالة التي وصل اليها المواطن العراقي والذي اصبح ينظر الى الامور بحالة من الضبابية وعدم الارتياح ووقع تحت ضغط نفسي كبير بحیث اصبح لايميز بين الحقيقة والخيال ويعاني الخدر المتواصل ، والادمان على قبول من يحكمهم مرة واحدة وتستمر الحالة معهم بحيث يكررون نفس الخطأ الذي وقعوا به عدة مرات ويكون لديهم التعاطف مع الحاكم والاطمئنان والوثوق به ، ويظهرون الولاء له بل يتعاونون معه ليصل الى ما يبتغيه هذا الحاكم ، هؤلاء ينطبق عليهم مصطلح متلازمة ستوكهولم .
متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف .
أطلق على هذه الحالة اسم “متلازمة ستوكهولم” نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم ، وان اسباب هذه الحالة هي عندما تكون الضحية تحت ضغط نفسي كبير، فأن نفسه تبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس، وذلك من خلال الاطمئنان للجاني، خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها وتبدو له كالشيء الكبير جداً. و في بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه، وأنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه، لذا يتعلق بالجاني فهذه الحالة هي تنطبق على الشعب العراقي عامة والكورد الفيليين خاصة فانهم خرجوا لانتخاب من لايقدم لهم الخدمات ومن لايعير اليهم اي اهتمام بالاضافة الى فقدان الخدمات بصورة عامة وغياب الاسس السليمة والصحيحة لبناء البلد الذي يعاني من غياب الكثير من الاحتياجات والوسائل التي تجعل المواطن العراقي يشعر انه يعيش في وطنه معززاً مكرماً .
ان هذه الحالة النفسية والتعاطف اللاشعوري الذي يبديه المواطن العراقي عامة والكوردي الفيلي خاصة جعلت الحاكم يتصور انه اهم من الشعب ويستطيع ان يفعل ما يشاء دون رادع او صوت متذمر وتستمر معاناة هذا الشعب مادام يعاني من هذه الحالة النفسية والتي يجب ان يفهمها ليخرج الى الواقع الملموس ليضع الحد لمعاناته اليومية ويختار من هو مناسباً ليكون حاكماً والاستفادة من التجربة الديمقراطية التي اتيحت له بالشكل الصحيح لا ان يكون مخدراً ومتعاطفاً مع الجاني ، الذي هو الحاكم الذي اساء الى هذا الشعب بعدم تقديم ابسط الخدمات وغياب الامن والامان وعدم الاستقرار والفوضى .
ان المواطن الكوردي الفيلي عانى ولا يزال يعاني من الاهمال والنسيان وعدم حصوله على حقوقه التي سلبت منه وعدم رد الاعتبار واوراقه الثبويتة في شعبة الاجانب وكأنه مواطن غريب عن هذا البلد الذي عاش فيه وقدم خيرة شبابه اكثر من عشرين الفاً شهيد والعراقيل التي توضع امامه لاجل الحصول على جنسيته التي صودرت منه دون وجه حق او الاملاك المصادرة والاموال المنقولة وغير المنقولة وينظر اليه وكأنه ليس عراقياً مخلصاً ووطنياً ، ويعد كل هذا الظلم وجدنا ونجد من يتعاون مع الحاكم ويعطيه صوته وينتخبه بكل سرور ويتفاخر بذلك امام الجميع وكأنه يعيش حالة الانتصار ، ونتائج الانتخابات ابسط دليل .
بقلم
جلال باقر
2014-06-13