الازدواجية وتمزيق العراق ،،،

الازدواجية وتمزيق العراق ،،،
 
عندما يكون الوضع في العراق بهذا الشكل الذي نراه وكيفية التعامل مع مايحدث من تأخير ومماطلة وتأجيل جلسات البرلمان العراقي والتصريحات الغير مسؤولة من هذا السياسي او ذاك والعمليات التخريبة القذرة التي تقوم بها عصابات داعش الإرهابية في العراق والاتهامات اليومية التي تنال حكومة إقليم كوردستان واتهام  السيد مسعود البارزاني بالخيانة وان حكومة الإقليم لها دور كبير في المؤامرة التي تحاك ضد العراق وترك من عبث ويعبث بمقدرات العراق منذ اكثر من عشرة سنوات والخيانات العلنية ممن كانوا ولايزال البعض منهم في الحكومة المركزية والحواضن المعروفة للجميع نرى تمسك البعض من السياسيين العراقيين باتهام الاخرين وخاصة الكورد والعيش على مبدأ ( اني واخوية على ابن عمي واني وأبن عمي على الغريب ) متناسين ان أولاد العم هم من خرب ويخرب وسيخرب العراق وكل ما هو يصب في مصلحة هذا الوطن الجريح .
 
ان العلاقة المتأزمة دائماً بين العرب وألكورد ( الحكومة والشعب الكوردي )  لم تكن وليدة اللحظة ، وهذه الطريقة في التعامل مع الاخر لها جذورها في العراق وصلت اوجها في ظل حكومة البعث وابن ابيه ( وللأسف مستمراً الى الان ) في حين لم يكن للكورد المشاركة في الحكم في ظل النظام الفاشي السابق بل على العكس كانت المعادلة السياسية عكس الحاضر ، ومشاركة الكورد في الحكومة المركزية بعد سنة 2003 كان فاعلاً ويصب في مصلحة العراق بالرغم من المنغصات التي تعرقل العملية برمتها الى ان وصلت الحالة الى تناسي الدور الكوردي بأيواء المعارضة العراقية في ظل النظام المجرم البعثي والعلاقة الجيدة بين الكورد والبيت الشيعي من خلال الأحزاب الشيعية المعارضة آنذاك ، وتناسوا الدور الكوردي في المشاركة في بناء عراق ديمقراطي فدرالي ابتداءاً بالدستور وبناء جيش يمكنه حماية الشعب العراقي الى المشاركة في العملية السياسية .
 
عندما يكون الجيش العراقي غير قادر بالدفاع عن المدن العراقية وبالتالي المحافظة على العراق والخيانات اليومية العلنية من قبل أولاد العم والقتل والدمار الذي تركته هذه الخيانة القذرة ممن يحسبون على القومية العربية وهذا الحماس المتزايد في الصاق التهم بالكورد من خلال التصريحات الرنانة من هذا السياسي او ذاك يعكس مدى قوة الكره للكورد والتعصب القومي المتجذر في العقليات المريضة التي لاتريد الخير للعراق وللعراقيين ومنها الدم بالدم !!!!!!.
 
فلم نسمع يوما وبعد سقوط نظام البعث الصدامي والعمليات الإرهابية القذرة من أولاد العم ومن يتبعهم والتفجيرات اليومية وتأخير العملية السياسية من خلال وضع العراقيل الكفيلة بأفشال العملية برمتها والغدر والخيانة لم نسمع سياسي عراقي يقول الدم بالدم ، فهل إرهاب وقتل ودمار ابن العم مقبول ولا غبار عليه وهل التصدي لأولاد العم هو بجمع الملفات التي لا نعلم متى سيتم فتحها امام الرأي العام العراقي ؟ ام سيقولون ان الملفات تخص الكورد ؟؟؟؟!!!!.
 
على السياسي العراقي ان يعي ان هذه السياسات الغير مسؤولة والتي تحمل في طياتها الحقد والكره للاخر الذي يعيش معه على نفس الأرض لايمكن ان يكون مقبولاً ومنطقياً لا الان ولا مستقبلاً ، والغريب يتوقع من الاخر ان يقبل بكل ما يمليه عليه دون اعتراض او حتى الدفاع عن نفسه وتبقى التهم غير قابلة للنقاش وتصل احياناً الى حالة من الاستهتار والغباء وحالة من التعالي الفارغ ، دون الاخذ بالاعتبار مصلحة الوطن العليا والحفاظ عليه.
 
بقلم
جلال باقر
2014-07-07

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here