اقليم كوردستان وغياب الفضائية العربية

اقليم كوردستان وغياب الفضائية العربية

لقد غزت القنوات الفضائية سماء العراق وتبث برامجها على مدار الساعة وتغذي المتلقي ماتريده هي من خلال الاجندات التي تسير عليها اما حزبية او قومية او مذهبية وتمرر ما تريده لشحن المتلقي وادارة دفة الحوار حتى خارج الاستوديوهات التي يمتلكونها وتصبح الحوارات في كل مكان من العراق المتخوم بالمشاكل العالقة والتي لا تستطيع الحكومة تجاوزها او حتى حلها .
هذا السباق من قبل هذه القنوات العراقية لبث الاخبار واللقاءات والحوارات الساخنة وقد تكون احياناً مشحونة بالكراهية والحقد وحتى تشويه الحقائق والضيوف نراهم يحاولون تهويل القضايا بحيث تصبح اكبر من حجمها الطبيعي والمعقول وتنتهي هذه البرامج ويبقى المتلقي المسكين في حيرة من امره ومشحونا وجاهزاً لان يبدي رأياً قد يكون خاطئاً دون ان يقوم بتحليل القضايا من خلال التفكير بأبعادها ومحاولة الوصول الى نتيجة مقنعة ويتخلص من الحالة التي يعاني منها دون علمه بالاضافة الى الافكار التي يحملها مسبقاً تجاه قضية ما وهي جاهزة للشحن والانفجار وتنتهي الحالة بان يكون المتلقي قنبلة متحركة تم اعدادها من قبل هذه القناة او تلك وتنفجر في اي لحظة ممكنة .
ان هذه الحالة يعاني منها المواطن العراقي الان وهو لايعلم مدى خطورتها الان ومستقبلاً لان العراق اليوم فيه ما يكفيه من المشاكل والمعضلات والقتل والتهجير والدمار على يد الدواعش والخونة من العراقيين اللذين يحاولون دائماً تدمير هذا الوطن الجريح الذي ما ان يخرج من معضلة حتى يدخل في اخرى وكذلك الصراع المحتدم بين الاحزاب العراقية عربية كانت ام كورية وسنية كانت ام شيعية متناسين ان العراق بحاجة الى التوصل الى نقطة معينة يلتقوا فيها للحفاظ عليه والمستهدف مسبقاً اقليمياً ودولياً وحتى داخلياً .
ان التصريحات من قبل هذا الحزب او ذاك او من هذا المثقف او ذاك يحسب لها الف حساب لان هناك من سيستفاد منها للاضرار بالجميع وزرع الفتن بين الجميع وخاصة بين الكورد والعرب والتمسك بألغاء الاخر مهما فعل لايصب ابداً في مصلحة العراق لانه من غير الممكن ان لايكون هنالك مجال للحوار بين جميع الاطراف للتوصل الى الحلول وقد تكون بعض المسائل هي التي تحول دون وصول الحقيقة كاملة للمواطن الذي يسمع ويشاهد ويقرأ يومياً ومنها قناة تتحدث بلغة الاخر الذي من حقه ان يسمع اراءهم ويضعوا النقاط على الحروف ولاتبقى المسائل عالقة وناقصة وللمتلقي الحق كل الحق بان تصل اليه الحقائق كاملة ومفهومة بلغته لا ان يسمع ويشاهد القضية كلها من طرف واحد وليس من طرفي النزاع .
ان التقصير هو من اصحاب القرار اللذين لديهم الامكانيات اللازمة لتوفير هكذا ادوات للتواصل ومنها الفضائيات التي تكون اقرب الى المتلقي ويمكن ان يتابعها يومياً ليتعرف على الحقيقة التي يبحث عنها وجميعنا نعلم بالخلافات التي تبرز احياناً بشدة بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان او من بعض الاحزاب العراقية العربية وحكومة الاقليم والمواطن العراقي الناطق باللغة العربية تصله الاخبار والبرامج من القنوات العربية ومنها العراقية ولاتصله الاخبار من القنوات الكوردية الناطقة باللغة العربية ليعرف مايدور حول ولتوصل حكومة اقليم كوردستان المعلومة والراي الاخر في القضية وباللغة العربية وهذا من حق المواطن العراقي الناطق باللغة العربية وليست منة عليه بل على العكس هذا من واجبات حكومة اقليم كوردستان ان توفر له هذه الامكانية في التواصل مع جميع فئات الشعب لا ان تتقوقع فئة ما وتتوقع من الاخرين ان يفهموها بالشكل الذي تريده والعكس هو الصحيح بان تكون هنالك قناة باللغة الكوردية ايضاً ، الا ان الاوان ان تفكر حكومة اقليم كوردستان بان يكون لديها قناة ناطقة باللغة العربية؟؟؟

بقلم
جلال باقر
‎2014-‎12-‎07

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here