الشعب والمظاهرات والمواطن حيدر العبادي ،،،،،،

الشعب والمظاهرات والمواطن حيدر العبادي ،،،،،،
لقد ابتلي العراق بشتى انواع الظلم والاستبداد والقهر وعدم احترام الرأي وقبول الاخر وابتعاد السياسيين عن مفهوم حرية الرأي والعدالة ونشر الامن والامان في البلاد والابتعاد بشدة عن مفهوم الديمقراطية ولو بابسط الامور .
أن يكون للمواطن رأي في موضوع ما هو حق يكفله الدستور له وليس هي منة من هذا السياسي او ذاك وهو حق طبيعي يعيشه اي مواطن في الدول المتحضرة والتي تستمع وتقبل جميع الاراء لتستفاد هي منها في النهاية لتطوير البلد والوصول الى الحلول الكفيلة بتحسين الاوضاع ، وليشعر المواطن بمواطنته ومشاركته في ادارة البلاد .
ان ابداء الرأي وقبول الاخر تعطي للمواطن حالة من التنفيس عن ما يجول في خاطره خاصة اذا كانت تخص المسائل المهمة والعالقة كغياب الخدمات وسوء الاوضاع وحالة الفوضى والتي يعاني منها هو وغيره في البلاد ، والتي يعيشها مكررة دون ان يجد من يستمع اليه ودون ان يجد الحلول ، ويجب ان يرافق هذا القبول من قبل السياسيين بوضع الحلول السريعة وليس بالخطابات او التوصيات ليتم امتصاص الغضب الذي سيعقبه عدم قبول راي هذا المواطن او ذاك وبالنهاية راي الشعب الذي سيخرج للشارع رافعاً لافتات بالمطالب المشروعة وسترى الحكومة المظاهرات كل يوم .
هذا الاعلان عن الرأي وفي صورة جماعية يعني الكثير ولايمكن ان تكون الحكومة غافلة عن مدى قوتها واستمراريتها وكيف سيكون حال الدولة عندما لايجد هؤلاء من يستمع اليهم او يتماطل لتحقيق مطالبهم المشروعة من اجل كسب الوقت لصالحه بقرارات واصلاحات وقتية لامتصاص غضبهم ومحاولة اظهار هذه الاصلاحات على انها هي العصا السحرية التي ستفي بالغرض متناسين ان المواطنين ليسوا بالمستوى الذي تظنه الحكومة بل انهم عاشوا عقود من الظلم والاستبداد والقهر ويدركون مايدور حولهم .
ان استمرار السياسيين العراقيين بعد سقوط ابن ابيه في السلطة لايعني انهم بالكفاءة والقدرة في ادارة دفة الحكم بل هي وليدة ما عاشه الشعب العراقي بكافة اطيافه وقومياته ومذاهبه خلال عقود من الزمن ادت الى ان يلتجأ هذا المواطن الى مذهبه او قوميته وعشيرته وقبيلته ، وهذه الحالة هي طبيعية لان الظلم والاستبداد المستمر يجعله يلجأ تلقائياً لمن سيحميه ومن يدافع عنه ويصبح مفهوم الوطن والمواطنة مبنياً على هذا الاساس ، وهذا ما يحصل في العراق اليوم .
لقد تم انتخابهم على هذا الاساس حتى وان لم يكونوا بالكفاءة المطلوبة لادارة البلاد وتم تقسيم العراق واصبح لدينا القائمة السنية والشيعية والكوردية والمسيحية وغيرها من القوائم ، والمواطن اصبح هو ايضاً مقصراً وسبباً في استمرار هؤلاء في الحكم من دون قصد للدفاع عن نفسه ، والحصيلة النهائية عراق مقسم .
والان يرى الشعب ان هذا المفهوم الخاطيء هو السبب الرئيسي لتردي الاوضاع في البلاد وبدأ يرى الامور بصورة صحيحة بعيداً عن المفاهيم التي كان يؤمن بها ويريد ان يخرج منها محاولاً تصحيح الامور ولو ببطأ وبصورة حضارية بعيدة عن التهريج والتخريب والمساس بالمرافق الحيوية للدولة محافظاً عليها بكل هدوء لأنه يطالب بحقوقه المسلوبة وبشكل حضاري .
ان الاستماع لمطالب الشعب دون تنفيذها والمماطلة ليست كافية لتحقيقها بل على الحكومة العراقية ان تقوم بتعديل الدستور وابعاد الفاسدين والسراق والمنتفعين ومحاسبتهم على اساس من اين لك هذا اولاً ومحاكمتهم واسترجاع اموال الشعب اينما كانت والاستعانة بالكفاءات من العراقيين لادارة البلاد وارساء مفهوم الوطن وحب العراق بالدرجة الاولى والابتعاد عن مفهوم ان العراق ملكية خاصة لهذا الحاكم او ذاك .
الى المواطن حيدر العبادي ، عليك الاسراع بتنفيذ مطالب الشعب قبل فوات الاوان وقلتها لكم سابقاً ان الشعب والمرجعية معكم وعليك ان تختار اما دخول التاريخ بوجه ساطع او ستلعنكم الاجيال القادمة .
بقلم
جلال باقر
‎2015-‎08-‎22

تنويه !
نظراً للخلل الذي حصل في صحيفة صوت العراق واختفاء اكثر من 120 مقال لي تمت اعادة نشر هذا المقال وسيتم نشر المقالات الاخرى تباعاً .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here