تحية طفل عراقي غيور ،،،

تحية طفل عراقي غيور ،،،

في شوارع بغداد الحزينة وطرقاتها وحاراتها وبيوتها التي خربتها رعونة واجرام المخربين والمشعوذين من الغرباء ومن ابناء البلد المفسدين ورعونة الحكام وغياب حب هذا الوطن اصبحت الطفولة مشوهة وغابت ملامحها واصبحت الدموع تملأ العيون ماسكة الوجنات وتحتضن الارض لتحاكيها عن هموم الوطن وهموم اطفاله الابرياء .

من هذه الحارات والبيوت خرج طفلاً عراقياً حزيناً مهموماً يحمل معه ما يمكن بيعه ليرتزق وليبتعد عن المحرمات وان لا يمد يده للاخرين ويعيل نفسه ويعيل عائلته المحتاجة التي لاحول لها ولا قوة سوى ان ترسله الى شوارع المدينة ليبيع مالديه لأصحاب السيارات المارة في الطرقات .

هذا الطفل الذي شاهد بأم عينيه القتل والدمار واجساد الشهداء الملطخة بالدماء وعلقت في ذاكرته واصبحت ترافقه اينما كان ورغم صغر سنه يحمل من الاحزان الهموم في داخله تجعله في اعماقه رجل مسن وهرم قبل ان يشيب .

وعينيه على الطرقات شاهد موكباً جنائزياً يحمل شهيداً عراقياً شريفاً وبطلاً ضحى بحياته من اجل هذا الوطن ولبى النداء وقدم نفسه قرباناً له ليحيا الاخرين بسلام بكى الطفل العراقي وادى التحية ودموعه تغطي وجناته والحزن غطى ملامحه البريئة واقفاً بفخر وعزة وكرامة امامه .

موقف ابهر كل الشرفاء ليقفوا باحترام لتقديم التحية اللائقة للطفل العراقي المفخرة الذي عرف وقتها ان شاباً عراقياً قد رحل الى الملكوت الاعلى مضحياً بنفسه ، وعرف معنى الشهادة ومعنى الوطن والدفاع عنه ولو كان في عمر الشهيد البطل لكان هو ايضاً لبى النداء .

الطفل العراقي البطل يحمل في داخله كنز لايعرفه رجالات السياسة العراقيين ممن الهاهم المال والسرقة والحقد على هذا الوطن الجريح ، كنز من الاحاسيس والمشاعر والحب لهذا الوطن ، كنز من الصدق واالمحبة والامانة ، كنز من المسؤولية ليعيل نفسه وعائلته ، كنز من الشهامة والتضحية .

رجالات السياسة العراقيين لاتخجلهم هذه المواقف ولا تحرك احاسيسهم ومشاعرهم ولا حتى ينظرون الى الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب العراقي ولا تخجلهم براءة الاطفال ، ولايفكرون ولا يفعلون ما يجب ان يفعلوه من اجل ان ينعم الطفل العراقي بالامن والامان وان يعيش طفولته البريئة بعيداً عن التعب والحزن والهموم ويكون حاله كحال بقية الاطفال الذين يراهم من على شاشات التلفاز ويتمنى ان يكون مثلهم .

بقلم
جلال باقر
‎2016-‎02-‎28

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here