الى السياسيين العراقيين 

الى السياسيين العراقيين 

ان الصراع الدائر اليوم بين السياسيين العراقيين والاتهامات المتبادلة والاعترافات العلنية بالفساد من قبل البعض منهم دليل على انهم لايمكن الوثوق بهم ولا قبولهم كرجال يديرون الدولة العراقية ،  والتظاهرات والاعتصامات المستمرة واخرها دخول المحسوبين على التيار الصدري الى المنطقة الخضراء ودخولهم البرلمان العراقي والهتافات المختلفة التي خرجت من حناجرهم تدل على ان هناك من يدير هذه الفوضى التي تحدث والغرض منها عرض للعضلات وتقوية جهة على حساب جهة اخرى .

هؤلاء السياسيين لايمكن ان يتفهموا او يفهموا معنى السياسة ومعنى ادارة مفاصل الدولة بالشكل الصحيح ولم يستفيدوا من تجارب الاخرين اللذين سبقوهم في الحكم وكيف وصلوا الى الحضيض وتلقفتهم مزابل التاريخ ، في الوقت الذي كانوا هم ينادون بالحرية والمساواة ونبذ الظلم والاستبداد والدكتاتورية وعدم اهدار المال العام ، ولم يكتسبوا الخبرة الكافية بعد مرور ثلاثة عشر عاماً في السلطة .

السلطة التي جعلتهم يتنعمون بخيرات العراق واصبحوا من الاغنياء في الوقت ذاته اصبح العراقي يتمنى ان يكون لديه عشر ما لديهم ، والمضحك والمبكي ان هؤلاء السياسيين يقولوها علانية انهم يسرقون اموال الشعب والقانون لا يحاسبهم لانهم يعتقدون ان العراق ملكاً لهم ويأخذوا ما يشاؤون منه وكأنهم ورثوها عن اباءهم واجدادهم والشعب المسكين عليه ان يسكت .

 يتصورون انهم سيبقون في السلطة الى الابد ولم يتعظوا من الحكام اللذين سبقوهم ان كان في العراق او بلدان الشرق الاوسط وغيرها من البلدان البعيدة وكيف ان هؤلاء الحكام بكوا وخذلوا واهينوا وخسروا كرامتهم وحياتهم والسلطة التي كانوا يتنعمون بها .

متناسين انهم سيصبحون كأبوعبد الله الصغير آخر ملوك الأندلس المسلمين الملقب بالغالب بالله ، عندما ترك غرناطة حزيناً وصامتاً تتبعه امه توقف عند تلة صغيرة تُشرف على وادي غرناطة قليلاً ليلقي نظرة وداع اخيرة على مدينته الحزينة التي يتوسطها قصره الشهير باكياً محاولاً ان لاتراه امه التي قالت له
 إبك مثل النساء ملكاً مضاعاً         لم تحافظ عليه مثل الرجال

بقلم 
جلال باقر 
‎2016-‎05-‎16 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here