استقل فؤاد شريف طائرة في رحلة غير مباشرة من العراق إلى الولايات المتحدة مطلع الأسبوع أي بعد ساعات من حكم أصدره قاض في سياتل بوقف العمل بحظر فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من بينها العراق.
كان شريف يعمل متعاقدا من الباطن لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العراق ومنع هو وزوجته وأطفاله الثلاثة من ركوب طائرة كانت في طريقها من القاهرة إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بعدما وقع ترامب حظرا يمنع سفر مواطني العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.
كما فرض ترامب حظرا لسفر كل اللاجئين لمدة 120 يوما.
وقال شريف قبل أن يغادر هو وأسرته مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق “نعم تغيرت حياتي جذريا. كما تعلم هناك نجاحات وإخفاقات وتعلمت درسا هو أنه إذا كنت على حق فلا تستسلم أبدا.” واستقلت الأسرة طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية في طريقها إلى اسطنبول ومنها إلى نيويورك.
وبمجرد وصول أفراد الأسرة للولايات المتحدة فسيتوجهون إلى مدينة ناشفيل بولاية تنيسي إذ يعتزم ائتلاف حقوق المهاجرين واللاجئين في تنيسي الترحيب بهم في المطار.
وقال الائتلاف عبر صفحته على موقع فيسبوك “انضموا إلينا في مطار ناشفيل الدولي للترحيب بفؤاد شريف سليمان وأسرته في وطنهم الجديد في ناشفيل.
“حارب أهل ناشفيل في سبيل إحضارهم إلى هنا والآن يمكننا أن نبدي لهم أفضل أشكال الضيافة بالجنوب.”
وتلقى نائل زينو وهو لاجئ سوري عمل لصالح المنظمة الدولية للهجرة في تركيا مساعدة أيضا من أمريكيين.
واجتمع زينو من جديد بأسرته في بوسطن يوم السبت بعدما حصل على إعفاء من وزارة الخارجية الأمريكية بفضل تدخل مشرعين أمريكيين اتصل بهم أقاربه.
وكان وصول زينو سلسا نوعا ما لكن تم استبعاده من طابور الوصول وخضع “لفحص ثانوي” وخضع لعدد كبير من الأسئلة قبل أن يختم ضابط أمريكي جواز سفره ويودعه بود.
وقال زينو “قال ’اذهب وابدأ حياتك واستمتع بوقتك مع ابنك’ … لم أصدق إلا عندما خرجت من المطار. في تلك اللحظة أدركت أنني لست في حلم.”
وفي 27 يناير كانون الثاني حصل زينو على تأشيرة سفر للانضمام إلى زوجته وابنه الرضيع المولود في الولايات المتحدة في لوس أنجليس لكنه منع من السفر بعدما وقع ترامب أمره التنفيذي في نفس اليوم وفقا لما قالته أخت زوجة زينو.
وأضافت كاتي الحايك وهي طالبة تسعى لنيل شهادة الدكتوراه في ولاية ماساتشوستس وتقدمت بطلب لجوء لم يبت فيه بعد “ضغطنا للحصول على تأييد الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ في الأيام القليلة الماضية.”
وتابعت الحايك التي التقت بزينو في المطار “إنها قصة طويلة ومجهدة لكن أعضاء مجلس الشيوخ… تمكنوا من ضمان حصوله على إعفاء من وزارة الخارجية.”
* صالح للسفر
قال ترامب إن الأمر التنفيذي الذي أصدره – الذي يمنع أيضا دخول اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى – مطلوب لحماية الولايات المتحدة من الإسلاميين المتشددين. لكن الأقليات الدينية التي تعرضت للاضطهاد على يد تنظيم الدولة الإسلامية وعراقيين آخرين فارين من العنف كانوا من بين من شملهم الحظر.
وقالت الأمم المتحدة إن الحظر كان سيمنع إجمالا 20 ألف شخص يعيشون في “ظروف محفوفة بالمخاطر” في الدول السبع التي شملها الحظر من الانتقال إلى الولايات المتحدة طوال فترة الحظر.
والحكم الذي أصدره قاض اتحادي في سياتل بولاية واشنطن يوم الجمعة كان أول خطوة في سلسلة من دعاوى قضائية قد تستغرق شهورا ضد الأمر التنفيذي. كما فتح نافذة لبعض المسافرين.
وقالت امرأة يمنية تزوجت في الآونة الأخيرة من مواطن أمريكي وصعدت على متن طائرة من القاهرة إلى تركيا يوم الأحد قبل أن تستقل طائرة متجهة للولايات المتحدة “هذه هي المرة الأولى التي أحاول فيها السفر إلى أمريكا. حجزنا لنسافر الأسبوع المقبل لكن قررنا الإسراع بالسفر بعد أن سمعنا” بقرار المحكمة. وطلبت المرأة عدم ذكر اسمها خشية من أن يعقد ذلك من إجراءات دخولها للولايات المتحدة.
وفي بيان صدر يوم السبت ونشر على موقع السفارة الأمريكية في بغداد يوم الأحد قالت السفارة إنها استأنفت عمليات إصدار تأشيرات الدخول وإن مواعيد إجراء مقابلات مع المتقدمين للحصول على التأشيرات ستحدد. وأضافت السفارة أن التأشيرات التي رفضت خلال تطبيق الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب “صالحة حاليا للسفر بها إلى الولايات المتحدة”.
* عامان من الانتظار
قضى شريف وعائلته عامين للحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة.
وقال شريف لتلفزيون رويترز قبل أن يصعد هو وأسرته على متن طائرة متجهة إلى نيويورك “نحن متحمسون كثيرا وسعداء جدا. تم قبول أوراقنا أخيرا وسمح لنا بدخول الولايات المتحدة.”
وقال شريف إنه تقدم بطلب الهجرة إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة المصمم لمن عملوا مع الجيش الأمريكي وجهات مدنية في العراق. وأضاف أن جيم كوبر وهو نائب أمريكي عن ولاية تنيسي ساعد في تذليل العقبات أمام أسرته للمحاولة مرة أخرى.
واحتجت بغداد على الحظر الأمريكي ووصفته بأنه ظالم وقالت إن العراقيين لم يتورطوا في أي هجمات على أراض أمريكية.
لكن بغداد أحجمت عن اتخاذ رد فعل انتقامي لسعيها للحفاظ على الدعم الأمريكي للقوات العراقية التي تحارب الدولة الإسلامية في الموصل.
وفي وقت متأخر من مساء السبت رفضت محكمة استئناف أمريكية مقرها سان فرانسيسكو طلبا من الحكومة الأمريكية بنقض فوري للقرار الذي أصدره قاض في سياتل.
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي لرويترز “إنها خطوة بالاتجاه الصحيح للانتهاء من المشاكل التي نتجت عن هذا القرار.”
وقالت وزارتا الخارجية والأمن الداخلي إنهما تتوقعان أن يبدأ وصول العديد من الزائرين يوم الأحد في حين قالت الحكومة إنها تتوقع البدء في السماح بدخول اللاجئين من جديد يوم الاثنين.
وكان من المقرر أن تسافر لاجئة عراقية تعيش في لبنان وتدعى رنا شامشة (32 عاما) إلى الولايات المتحدة مع شقيقتيها ووالدتها في أول فبراير شباط للانضمام إلى أقاربها في مدينة ديترويت لكن ألغيت رحلتهن نتيجة لحظر السفر.
وتنتظر رنا الآن الأنباء من مسؤولي الأمم المتحدة الذين يشرفون على حالتها. وقالت لرويترز عبر الهاتف من بيروت “إذا قالوا لي إن هناك طائرة صباح الغد فسأذهب. وإذا قالوا لي إن هناك طائرة خلال ساعة فسأذهب.” وأضافت أنها لم تفرغ حقائبها وقالت “لم يعد لدي منزل هنا ولا عمل ولا أي شيء.”
وقال ليونارد دويل المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة يوم الأحد إن نحو ألفي لاجئ مستعدون للسفر للولايات المتحدة. وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني “نتوقع وصول عدد صغير من اللاجئين إلى الولايات المتحدة الاثنين السادس من فبراير وهم بالأساس من الأردن ويشملون أفرادا يفرون من الحرب والاضطهاد في سوريا.”
وقال مسؤول بمطار بيروت إن ثلاث أسر سورية غادرت في طريقها للولايات المتحدة عبر أوروبا صباح الأحد.
وقالت مصادر في خطوط الطيران في القاهرة إن 33 شخصا من الدول السبع المعنية بحظر ترامب سمح لهم بالصعود على متن طائرات متجهة للولايات المتحدة منذ يوم السبت.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط