واشنطن بوست: فساد القوات العراقية يسهل هروب قادة داعش

ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن “عناصر تنظيم داعش وقادته يفرون إلى الصحراء ومناطق بعيدة عن أرض المعركة، مستغلين الفساد المستشري داخل القوات العراقية”.

وأوضحت الصحيفة أنه “إلى الغرب من مدينة الرمادي التي إستعادت القوات العراقية السيطرة عليها قبل عام، فإن 20 دولاراً يمكن أن تكون كافية لمرور عنصر من عناصر التنظيم؛ بل مبلغ من المال يمكن أن يؤدي إلى رفع اسم أحد المطلوبين من ملفات الشرطة” حسب تعبيرها.

واضافت الصحيفة أنه “في محافظة صلاح الدين يتحدث الناس عن عودة عناصر من التنظيم إلى مناطق معينة، في وقت تطلب عناصر الشرطة مبالغ كبيرة من الأهالي للإفراج عن سجين تهمته مساعدة عناصر في التنظيم”.

وتابعت الصحيفة أنه “وبعد ثلاث سنوات من القتال ضد تنظيم داعش، فإن القوات العراقية على أعتاب تطهير البلدات والمدن التي سبق للتنظيم أن سيطر عليها؛ إذ بدأت الأحد الماضي (19 شباط) هجوما على الجانب الغربي من الموصل لاستعادتها من قبضة التنظيم، إلا أن التنظيم يسعى لتأسيس مناطق جديدة له”.

وأشارت الصحيفة الى أنه “على الرغم من التقدم السريع للقوات العراقية المدعومة من قِبل التحالف الدولي في المعارك ضد تنظيم داعش، فأن مشاهدة المناطق التي تُسترجع من قبضة التنظيم تجعلك تدرك أن هذه القوات ما زالت بحاجة إلى تدريب وتجهيز أفضل، رغم أنها تنفق يومياً ما يقارب 12.5 ملايين دولار في معاركها ضد التنظيم؛ فأغلب تلك البلدات والمدن التي دخلتها القوات العراقية تحولت إلى أثر بعد عين؛ بفعل التدمير الذي تعرضت له، الأمر الذي يمنع عودة الآلاف من العوائل”.

ونقلت واشنطن بوست عن عيد الكربولي، المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار، قوله إن “عناصر التنظيم يتسربون، نشعر بالقلق من أن نجد أنفسنا في نهاية المطاف وقد عدنا إلى المربع الأول”.

وأضاف الكربولي للصحيفة أن “هناك سرطانا ينخر جسد المؤسسة الأمنية في العراق، يجب أن نعالجه أولاً، وإلا فإن التنظيم سيعود من جديد ويقتلنا جميعاً”، وربما الأمور ما زالت كحريق صغير، ولكن يجب إخماده قبل أن ينتشر ويحرق المحافظة”.

وتوضح الصحيفة الأميركية أنه “قبل ثلاث سنوات، نجح تنظيم داعش في السيطرة على مدن محافظة الأنبار والفلوجة؛ مستفيداً من حالة الإحباط التي كان يشعر بها أهل السُّنة جراء سياسات الحكومة التي يقودها الشيعة بحقهم”حسب تعبيرها.

وتلفت الانتباه إلى أن “الحملة الأميركية ضد التنظيم ، ركزت حتى الآن على الجانب العسكري بدلاً من معالجة الأسباب التي دفعت إلى ظهور هذا التنظيم في المناطق السنية بالعراق”.

وأضافت أن” الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دعا إلى وضع خطة شاملة لهزيمة تنظيم داعش، “لكن إلى الآن، لا يبدو أنه سيترتب عليها الكثير”.

وواصلت القول بأن القادة العراقيين الذين يقودون معركة الموصل يشكون من نقص القوات لديهم في السيطرة على المناطق التي يستعيدونها من التنظيم، كما أن أفراد الشرطة يعانون ضعفاً كبيراً، فضلاً عن الفساد الذي ينخر تلك المؤسسات.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here