الجيش العراقي يسيطر على طرق الخروج الرئيسية من الموصل

دخان يتصاعد أثناء معركة للقوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل يوم الثلاثاء. تصوير: علاء المارجني – رويترز

 

قال قائد عسكري عراقي وسكان بالموصل يوم الأربعاء إن وحدات الجيش التي تدعمها الولايات المتحدة سيطرت على آخر طريق رئيسي للخروج من المدينة كان تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية مما جعلها تحاصر المتشددين في وسط الموصل.

وقال عميد ركن بالفرقة المدرعة التاسعة بالجيش لرويترز هاتفيا إن الفرقة أصبحت على بعد كيلومتر واحد من “بوابة الشام” في الموصل وهي المدخل الشمالي الغربي للمدينة.

وتابع “نحن نسيطر الآن على الطريق والآن بوابة الشام في مدى الرؤية الفعلية لقواتنا.”

وقال سكان الموصل إنهم لم يتمكنوا من التحرك على الطريق السريع الذي يبدأ عند “بوابة الشام” منذ الثلاثاء.

ويربط الطريق الموصل بتلعفر وهي معقل آخر للدولة الإسلامية على بعد 60 كيلومترا إلى الغرب ثم إلى الحدود السورية.

وسيطرت القوات العراقية على الجانب الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني بعد قتال استمر 100 يوم وبدأت هجومها على مناطق تقع غربي نهر دجلة يوم 19 فبراير شباط.

وإذا هزمت القوات العراقية تنظيم الدولة الإسلامية فستكون النهاية قد كتبت للجناح العراقي من الخلافة التي كان أعلنها قائد التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2014 من على منبر مسجد النوري العتيق.

وقال الميجر جنرال البريطاني روبرت جونز وهو نائب قائد قوة المهام المشتركة للتحالف إن هجوم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية يودي بحياة مقاتلي التنظيم بوتيرة أسرع من إمكانية استبدالهم.

ومع مقتل أكثر من 45 ألفا في غارات جوية للتحالف حتى أغسطس آب من العام الماضي قال جونز يوم الثلاثاء في لندن إن “دمارهم بات فعليا مسألة وقت.”

وقال قائد القوات الأمريكية في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند إنه يعتقد أن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على الموصل والرقة -معقل التنظيم في سوريا- في غضون ستة أشهر.

وقال اللواء عبد الوهاب الساعدي نائب قائد جهاز مكافحة الإرهاب الذي تنتشر قواته في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة إن إغلاق الطريق السريع المتجه غربا يعني أن الدولة الإسلامية باتت محاصرة في وسط المدينة.

وكافحت وحدات من فرقة القوات الخاصة التي دربتها الولايات المتحدة نيران القناصة والقذائف المضادة للدبابات لدى تحركها شرقا عبر حي وادي الحجر وشمالا عبر حيي المنصور والشهداء حيث أمكن سماع دوي إطلاق النار والانفجارات.

ومن شأن هذه التحركات أن تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من الالتحام بقوات الرد السريع ووحدات الشرطة الاتحادية المنتشرة قرب ضفة النهر وبالفرقة التاسعة المدرعة القادمة من الغرب مما يضيق الخناق على المتشددين.

وقال الساعدي “العديد منهم قتلوا والبعض منهم لازال متمركزا في داخل الأحياء السكنية وعندما تتقدم القطعات فهؤلاء إما أن يقتلوا أو ينسحبوا للخلف.”

وتتمدد جثتا متشدديْن قرب القيادة الميدانية لجهاز مكافحة الإرهاب في حي المأمون الذي يبدو كمدينة أشباح. وعلى بعد بضعة مئات من الأمتار استهدفت غارة جوية سيارة ملغومة.

الهجوم من أعلى

قالت العائلات القليلة التي بقيت في حي المأمون إنها خائفة لدرجة أنها لم تستطع المغادرة مع نشر المتشددين سيارات ملغومة.

وخبزت النساء الخبز في مواقد في الهواء الطلق في حين تجمع الرجال في الشارع بينما حلقت الطائرات الهليكوبتر على ارتفاع منخفض مهاجمة ما يشتبه بأنها مواقع للمتشددين على مسافة أبعد نحو الشمال.

ودُمر سقف إحدى حافلتين متوقفتين قريبا. ودفن سكان امرأة عمرها 60 عاما كانت قد قتلت يوم الثلاثاء لدى سيرها على عبوة ناسفة أثناء محاولتها الفرار.

ويُعتقد أن بضعة آلاف من المتشددين وبينهم كثيرون قدموا من دول غربية للانضمام للتنظيم موجودون في الموصل بين سكان مدنيين متبقين أشارت تقديرات عند بداية الهجوم أن عددهم 750 ألفا.

وهم يستخدمون قذائف المورتر ونيران القناصة والسيارات الملغومة لصد الهجوم الذي تشنه قوة قوامها 100 ألف من القوات المسلحة العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية وفصائل شيعية مسلحة دربتها إيران.

وتشير الأرقام الحكومية إلى أن نحو 14 ألف شخص نزحوا من غرب الموصل وكثيرا ما كان ذلك تحت نيران المتشددين. وتقول الأمم المتحدة إن العدد الإجمالي للنازحين من الموصل منذ بدء الهجوم في أكتوبر تشرين الأول تجاوز 176 ألفا.

وفر آلاف آخرون وساروا في الصحراء صوب خطوط الحكومة أثناء النهار وعبروا خندقا عميقا استخدمته الدولة الإسلامية كتحصين دفاعي فيما يبدو ولوح بعضهم بالأعلام.

ومن بينهم طفل تعرض لإطلاق نار في الساق كان يعرج إلى جانب عربة من التي تجرها الدواب تحمل امرأة مسنة في حين كانت أخرى تُدفع على مقعد متحرك. وتساءل المسنون عن عدم وجود سيارات أو حافلات لحملهم ونقلت إلى مراكز النازحين.

وقضى رجل 11 يوما مختبئا في منزله من دون طعام أو ماء دون أن يدري ماذا يحدث في الخارج.

وأصاف “ملك الموت كان سيأتينا لو بقينا لمدة أطول.”

وتقول وكالات الإغاثة أن عدد القتلى والمصابين بلغ بضعة آلاف من العسكريين والمدنيين.

ويهاجم الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب ووحدات الرد السريع الدولة الإسلامية في غرب الموصل بدعم جوي وبري من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بما في ذلك أفراد أمريكيون يعملون قريبا من الخطوط الأمامية لتوجيه الغارات الجوية.

وتبعد الشرطة الاتحادية ووحدات الرد السريع بضع مئات من الأمتار فقط عن المباني الحكومية في المدينة.

وتحمل السيطرة على هذه المباني أهمية رمزية فيما يتعلق باستعادة سلطة الدولة على المدينة ومساعدة القوات العراقية على مهاجمة المتشددين في وسط المدينة القريب حيث يوجد مسجد النوري.

وبدأ المهندسون العسكريون إعداد جسر عائم يعتزمون وضعه بجانب الجسر الواقع في أقصى جنوب المدينة والذي تم الاستيلاء عليه يوم الاثنين. ودمرت الغارات الجوية جميع جسور المدينة الخمس.

(إعداد علي خفاجي  – تحرير أحمد حسن)

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here