إحراق صور السيستاني والمالكي يثير أزمة دبلوماسية بين العراق والأردن

استدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس، القائم بالأعمال الأردني في بغداد على خلفية قيام مجموعة أردنيين بـ”الإساءة” إلى صور ورموز دينية وسياسية شيعية في شوارع بلدة المفرق شمال شرقي الأردن، فيما استنكر التحالف الوطني، تلك “التجاوزات”.

وتظاهر العشرات من أهالي بلدة المفرق، بعد صلاة الجمعة الماضية، احتجاجاً على ما أسموه بـ”التوغل الايراني في المنطقة”، واحرقوا صوراً لشخصيات سياسية ودينية شيعية بينها صور للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، بالاضافة الى صور زعيم الثورة الايراني الخميني والمرشد الايراني الحالي علي خامنئي الى جانب امين عام حزب الله حسن نصرالله وقائد انصار الله اليمني عبدالملك الحوثي.

وأعلنت الخارجية العراقية،أمس، استدعاء القائم بالأعمال الأردني لدى بغداد. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، في بيان إن الوزارة “قررت استدعاء القائم بالأعمال الأردني لدى بغداد على خلفية التجاوزات التي حصلت بحق الرموز والشخصيات الدينية والوطنية العراقية”.

بدوره، استنكر التحالف الوطني، قيام جماعة أردنية تطلق على نفسها اسم “حراك أهل المفرق”، بحرق صور لرموز دينية وسياسية شيعية.

وقال بيان لرئاسة التحالف، إن “الهيئة القيادية للتحالف الوطني عقدت اجتماعاً، واستنكرت الإهانة لرموز دينية وسياسية عراقية في الأردن”، مبيناً أن “التحالف ناقش الجولة الإقليمية القادمة لوفد التحالف الوطني للتعريف بواقع العراق بعد الانتصار على داعش الإرهابي”.

وفي سياق متصل، استهجن نواب عن التحالف الوطني، ما قامت به تلك الجماعة، واصفين تصرفهم بـ “اللاأخلاقي”.

وقالت النائبة عن التحالف عالية نصيف، إن “بعض الجهلة ممن يطلقون على أنفسهم اسم (حراك أهل المفرق) في الأردن قاموا بالإساءة إلى المرجعية الدينية ورموز وطنية عراقية”، مشيرة إلى أن هذا السلوك “لاأخلاقي ولا يعبر عن أخلاق الشعب الأردني الذي تربطنا به علاقات حسن الجوار “.

واعتبرت نصيف، في بيان لها، أن “الإساءة لهذه الشخصيات هو إساءة للعراقيين لأن السيستاني هو الذي أصدر فتوى الجهاد الكفائي لإنقاذ أهل السنّة وتحرير مناطقهم من قبضة داعش وحافظ على وحدة العراق ، بالإضافة الى كونه مرجعاً أعلى يتبعه ملايين المسلمين داخل وخارج العراق”.

من جهتها، طالبت النائبة عواطف نعمة الحكومة العراقية بقطع علاقاتها مع الأردن إن لم تعتذر الاخيرة عن “الاساءة” التي وجهها مجموعة أردنيين لرموز العراق الدينية والسياسية.

وقالت نعمة، في بيان إن “حفنة من المروجين للفكر التكفيري في الأردن والمطبلين للنظام البعثي البائد والسائرين على خطى الإرهابي المقبور أبي مصعب الزرقاوي، تطاولوا على المرجع السيستاني، وأساءوا الى صور قادة محور المقاومة ورموز وطنية عراقية”، مبينة أن “هذه التصرفات تعكس ما تحمله نفوسهم المريضة من حقد وكراهية وتعصب وتطرف”.

وتابعت النائبة عن التحالف الوطني، قولها أن “هذا العمل المخزي كشف عن الوجه القبيح لأصحاب الفكر الظلامي الذين ترعرعوا في أحضان أسيادهم الصهاينة وباعوا أنفسهم لإسرائيل ودأبوا على معاداة محور المقاومة والنيل من صموده بشتى الوسائل”، مبينة أن “المرجع الأعلى، هو أطهر وأشرف وأنقى من أن ينال من مقامه هؤلاء الأقزام”.

إلى ذلك، أبلغ وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، نظيره العراقي إبراهيم الجعفري باعتقال الأشخاص الذين تسببوا بـ”الإساءة” للعراق، متعهدا بتقديمهم للمحاكمة.

وقالت بيان لوزارة الخارجية العراقية، إن “الجعفري تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأردني أيمن الصفدي”، مبينة أن الأخير “أكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع العراق ورفض وإدانة حكومتها لأي إساءة له”.

وأضافت الخارجية، في بيانها،أن “الوزير الصفدي أكد اعتقال المتسببين بالإساءة التي صدرت تجاه العراق تمهيداً لمحاكمتهم”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here