تحرير تلعفر ينتظر صفقة تركية – اميركية بعد استعادة الموصل

سيتعين على رئيس الوزراء حيدر العبادي اقناع التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، بشن عملية عسكرية لتحرير تلعفر. وعلى اقل تقدير لن تنطلق هذه العملية قبل استكمال تحرير كل مدينة الموصل، التي تبعد عن القضاء نحو 60 كم.

ومايزال تنظيم داعش يسيطر على الاحياء الشمالية، ووسط المدينة القديمة في الساحل الأيمن. وتواجه القوات المشتركة عقبات في اخلاء المدنيين، مما قد يطيل زمن المعارك.

ويقول نواب تركمان ان عدم الرغبة بالتصعيد مع تركيا دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تأجيل تحرير قضاء تلعفر الذي أحكمت قوات الحشد محاصرته منذ اشهر.

وكانت تركيا هددت، قبل عدة اشهر، بالتدخل عسكرياً اذا ما قررت بغداد اشراك الحشد بتحرير المدينة ذات الغالبية التركمانية.

وفشلت كل المحاولات العراقية لإجبار تركيا على سحب قواتها المتواجدة قرب بعشيقة منذ اكثر من عام.

قرار اميركي
وتقول النائبة التركمانية نهلة الهبابي، التي تنحدر من تلعفر، “اذا وافقت اميركا على العملية العسكرية فتركيا لن تعترض”.

وتؤكد الهبابي، امس، ان “على رئيس الوزراء حيدر العبادي اقناع التحالف الدولي بعملية تحرير تلعفر. ولايمكن خوض معارك بدون غطاء جوي غربي”.

وتعتقد النائبة عن نينوى ان واشنطن وأنقرة، حليفتان قويتان في المنطقة.

وتوضح “اميركا هي من تشجع تركيا على البقاء في بعشيقة، والا لكانت قد سحبت قواتها فوراً من تركيا”.

واضافت الهبابي ان تركيا هي من أبرز الجهات التي تعرقل تحرير المدينة ذات الاغلبية التركمانية، مشيرة الى ان “العبادي أجل الصدام مع تركيا الآن من اجل تلعفر لحين تحرير الموصل”.

ويصف التركمان مزاعم تركيا بحمايتهم بانها “غير حقيقية”، مشيرين الى تفرجها على المجازر التي نفذها داعش في تلعفر بعد 10 أيام من سقوط الموصل في حزيران 2014.

وتشير النائبة التركمانية الى ان “تركيا اغلقت الابواب امام النازحين، وادخلت بعض السُنة منهم بوساطات دبلوماسية”.

وفر من تلعفر نحو 200 ألف شخص اغلبهم يعيشون في مخيمات للنازحين في النجف وكربلاء.

بالمقابل تشير النائبة التركمانية الى ان تحرير المدينة يزداد تعقيدا، اذ تؤكد ان “المدينة ستكون ضمن التسويات الاميركية – الروسية مقابل آخر معارك سوريا في الرقة”.

لذا تطالب الهبابي العبادي بالبحث عن مصلحة البلاد “والاتفاق مع التحالف الدولي لاعادة السيطرة على تلعفر”.

مخاوف من الثأر
ولاتنحصر مشكلة تحرير تلعفر، بالتدخلات الدولية فقط. اذ تقول الهبابي ان “اغلب قيادات داعش هم تركمان سُنة من تلعفر، وقد نفذوا عمليات إعدام وقتل ضد السكان الشيعة، لذا فهناك مخاوف من حدوث عمليات ثأر بعمليات
التحرير”.

وتحرك خلال الاشهر الماضية عدد من القيادات السُنية في الداخل، لاصدار قرار بمنع مشاركة الحشد في معركة تحرير تلعفر. وأعلن العبادي بعد ايام من تنفيذ الحشد الشعبي لعمليات عسكرية قرب تلعفر، أن “قوات الجيش العراقي والشرطة ستتولى مهام تحرير قضاء تلعفر”.

وكان النائب عز الدين الدولة قال، بعد لقاء جمع وجهاء تلعفر مع رئيس الوزراء في تشرين الثاني الماضي، إن “العبادي وافق على طلبنا، وقرر إرسال الجيش، والشرطة الاتحادية، وجهاز مكافحة الإرهاب لتحرير القضاء”.

مشيرا الى ان “العبادي طلب منا بعد التحرير تشكيل قوة مشتركة في القضاء”.

وبالتزامن مع بداية معركة تحرير شرقي الموصل في تشرين الثاني، بدأ الحشد بسلسلة عمليات لتحرير جنوب الموصل وصولا الى تلعفر.

وقال الحشد الشعبي بانه حرر 4400 كم متر، من جنوب الموصل الى تلعفر، وبانه قطع الطريق الرابط مع سوريا.

وانضمت الفرقة 15 التابعة للجيش العراقي الى الحشد في معارك غربي الموصل، بالتزامن مع حديث العبادي، عن الجهات التي ستشترك في عملية تحرير الموصل.

ساعة الصفر
وأعلن قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري أن قوات الجيش العراقي في الفرقة 15 تستعد لاقتحام قضاء تلعفر. وقال الجبوري، في شباط الماضي، إن “الفرقة تنتظر الأمر من القائد العام للقوات المسلحة لانطلاق العملية العسكرية”.

لكن العملية العسكرية لم تنطلق حتى الآن. ويعتقد محمد البياتي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس نينوى، ان “العملية العسكرية لن تحدث قبل تحرير الموصل”.

ولايملك البياتي تفسيراً لسبب انتظار استعادة السيطرة على كامل الموصل، قبل استعادة المدينة ذات الاغلبية التركمانية.

لكنه يقول “سمعنا من القيادات العسكرية ان تحرير تلعفر، سيكون بعد الانتهاء من السيطرة على ساحل الموصل الأيمن”.

بالمقابل لاتوجد هناك مشكلة في عدد القوات، بحسب المسؤول المحلي. اذ يؤكد ان “الحشد الشعبي، وقوات شرطة تلعفر، ولواء 92 التابع للجيش، وغالبيته من ابناء المدينة، سيشاركون بعملية تحرير تلعفر”.

وشكل الحشد (لواء الحسين) الذي يضم 6 آلاف عنصر من ابناء تلعفر، سيكون الفصيل الوحيد الذي سيشارك بالمعارك.

بالمقابل يقول البياتي ان “اكثر من فوج من التركمان السُنة في تلعفر قد شُكل في المرحلة المقبلة، سيشارك في عملية التحرير”.

بغداد / وائل نعمة

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here