تعرض طفل للضرب المبرح من أبيه يتحول الى قضية راي عام

ظاهرة ضرب الاطفال ليست بالغريبة في مجتمعاتنا النامية، فالبعض يعتبرها من ضروريات التربية رغم تأثيراتها السلبية على نشأة الطفل وسلوكياته، ولكن عندما يتحول الضرب الى تعذيب والتربية الى انتقام، يتحول معه الامر الى قضية راي عام، وهذا ما حدث بالفعل مع الطفل علي عباس الذي تعرض لضرب مبرح من ابيه واخيه غير الشقيق .. وها هو لا يقوى من الالم على التحرك او التحدث.

ويقول الطفل المعنف علي عباس : “جاء ابي الى ساحة كرة القدم وضربني هو واخي بخرطوم الماء وامي اخذتني الى المستشفى”.

وتقول جدة الطفل المعنف : تأخر في ساحة كرة القدم ولم يبلغنا بتأخره ولذلك قاموا بضربه تدخلت انا لأ منعهم فضربوني ايضا وعندما تأذى الطفل كثيرا اخذته امه بسيارة اجرة الى المشفى حيث قال انه يشعر بألم في راسه وظهره”.

ادارة حماية المنشآت الحكومية وقفت على الحادث عند وصول الطفل علي الى المستشفى والقت القبض على والديه وابلغت محافظ كركوك بالأمر ليتبنى الاخير متابعة الملف بشكلٍ شخصي، ودعت المنظمات الانسانية والحقوقية الى التدخل لمنع تعنيف الاطفال من ذويهم وعدم تكرار مثل هذه الحالات المروعة.

العميد شيرزاد مارف مدير شرطة حماية المنشآت الحكومية قال :ابلغت من قبل مركز شرطة مستشفى كركوك ان طفلا يبلغ من العمر 9 او 10 سنوات يدعى (علي عباس) من سكنة اهالي كركوك دخل المستشفى وعلى جسمه اثار ضرب مبرح جلبته امه الى الطوارئ فأبلغتهم باستدعاء ابيه لنحقق معه ونتعرف على اسباب هذا الضرب، وكان يبدو ان الام قد تعرضت هي الاخرى الى الضرب والتهديد بعدم التحدث ولكننا رغم ذلك استطعنا بشكل متعقل ان نستدرجها ونأخذ منها كل المعلومات التي تفيد بان ابنها تعرض لهذا الضرب على يد ابيه وابن ضرتها بدفعٍ منها بسبب تأخره بالعودة الى البيت لأنه كان يلعب كرة القدم.

من جانبه قال رئيس فريق الدفاع عن الطفل المعنف لؤي الونداوي لقد “شكلنا فريقا متكاملا من محاميين للدفاع عن هذا الطفل وسوف نوجه كتابا رسميا من نقابة المحاميين الى السلطات التحقيقية في محكمة كركوك لمتابعة سير القضية التحقيقية الخاصة بهذا الطفل خاصة بعد وجود شكوى من والدته.

يبدو ان اهتمام ادارة كركوك وبعض الاجهزة الامنية ونقابة المحاميين بقضية الطفل علي التي سجلت كأول حالة تعذيبٍ اسري في مستشفيات كركوك هذا العام هي ليست للثائر من ابيه بل اهتمامٌ بقضية الاسرة والعمل على تأسيس روادع قانونية للحد من هذه الظاهرةِ في كركوك وجميع المحافظات العراقية.

تقرير: محمد يوسف

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here