الرجم بالحروف والكلمات …… قصة قصيرة

1

ما ان صادف انثى جميلة ناعمة فاتنة ودار حوار بينه وبينها تتفتح شهيته الشعرية فيرجمها بكلمات وحروف حمراء فالنساء انواع والساحرات هن ما يلفتن انتباهه جينز ضيق او تنورة متجانسة لانحناءات جسدها الهندسي عطر ذو رائحة مميزة مطابق لما تحمله من كبرياء وقميص شفاف يترجم ما خلف الكواليس صفات كثيرة يجب ان تتوافر في الانثى كي تلفت انتباهه وتغري صهيل رجولته …..
قالت له
هل ما تكتبه من قصائد هي نتاج عشقك وحبك لي
قال لها
بالطبع لا
قالت له
قالوا لي لا ترتبطي به انه زير نساء قلت لهم ما افعل لقلبي فهو ينبض بعشقه
قال لها
الشعر يعطيني حصانة الحرف العاري
 
2
لا يمكن للشاعر ان ينحرف عن العشق ولا يمكن ان يعلن توبته فتوبة الشعراء خدعة ان وجدت حتى وان اوهم الشاعر نفسه بها ففي اول زاوية شارع يصلها سيتغزل وسيصف جمال ونعومة احدى الفاتنات  …..
قالت له
انت تقترب من العقد الرابع الا يكفيك ما التقيته من نساء في حياتك ما بين عشيقة وعاهرة
قال لها
وهل يتوب من ذاق طعم العشق
قالت له
لكل شيء نهاية …..
قال لها
الا العشق فهو بداية كل نهاية
 
3
من يستخدم الرجم ضد الانثى فهو اما جبان او متخاذل يريد اقامة سور كبير فوق كومة من الهزائم ويستحق القتل برصاصة تنطلق من فوهة بندقية ثائر لكن لكل قاعدة استثناء فالشاعر يستخدم الرجم ضد الانثى فحروفه وكلماته ما هي الا ورود وازهار يرجم بها الجميلات والفاتنات لهذا فمهمة الشاعر تقتضي ان يترجم منظر الكبرياء الخلاب الذي يقف امامه الى حروف وكلمات خارجة عن سرب القصيدة العادية ……
قالت له
ماذا تفعل بي اشعر انني فقدت التواصل مع الفضاء الذي اسكنه
قال لها
هذا ما تستحقينه …… الرجم بالحروف والكلمات
 
4
في فوضى يومياتنا كشعراء نقف امام لحظات منها ما يضحكنا منها ما يرهقنا لكن لكل شاعر مواقفه ومشاهده الخاصة به فلا يمضي يوم دون ان اتغزل برفيقة دربي بكلمات وحروف عابرة تقطفها ذاكرتي وهي تعبر فوق فؤادي لذا لايمكن القول انها قصائد كاملة لكنها كافية لكي تؤسس بداية مفعمة بشرارة العشق لمطلع قصيدة حمراء لكن ما يضحكني انه كلما القيت بهذه الورود والازهار امامها اي رجمتها بحروف وكلمات شعرية ارى ضحكتها تزهو امامي في مشهد يحاصر هزائمي الحمراء …….
قلت لها
حبك
كقصيدة حبلى تطفو فوق ملح البحر
ضحكت كعادتها وهي عندما تضحك تجردني من كل شيء الا الكبرياء فهذا ما احتفظ به امامها في لحظات تمرد عيناها الخضراوان لكن لا اقول لها ما اشعر به بل اخفيه لكي احظى بضحكتها في فوضى يومياتي …….
قلت لها
ولما تضحكين يا رفيقة الدرب
قالت لي
شاعر وزير نساء ….. هذا كاف لكي احفر في قصيدتك هزيمة اخرى تضاف لهزائمك مع رفيقات دربك
قال لها
انت الرفيقة الاولى انت الوجه الاخر للنمر الاحمر والاسد الاحمر والوردة الحمراء
قالت له
ما انا الا رفيقة تعود الى صفوف ثورتها عندما تسقط في نهايات الليل
 
 
 
ايفان زيباري
شاعر وكاتب
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here