أستحالة اليأس مع ارادة النفس

 الكاتب حسام عبد الحسين

اليأس والتشاؤم كما يعرفه علماء النفس سمة وليست حالة،اي عبارة عن توقع أسوء النتائج من أي عمل يقدم عليه الإنسان، وهو شعور يصيب الاٍنسان كدليل على فقدان الأمل في تحقيق أمر ما،وهو إحباط يصيب الروح والعقل معاً،فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال والأوضاع والأمور من حوله،وقد يؤدي اليأس أو التشاؤم اٍلى تحريك مشاعر وعواطف أخرى مثل الاٍكتئاب والإحباط.

ففي دراسة أجرتها المجلة التربوية عدد (91 )حيث قام مجموعة من الباحثين بدراسة عينة من الشباب عن التشاؤم والتفائل فوجدوا أن 70% منهم في شخصية متشائمة،وهذا يدل على أن التشاؤم واليأس سمة دائمية وليست حالة مؤقتة.

تنشأ هذه السمة نتيجة ثقافة المحيط الذي يعيشه الإنسان،كأسرة يائسة تربي على اليأس،أو مجتمع متشائم يغذي بثقافة اليأس والفشل،أو تفكير خاطىء في تقدير المواقف،فبعض النماذج من البشر متخم بطموحات هائلة، وإرادة عاجزة مترهلة، ونفوس ساخطة غير راضية،والبعض الآخر يقدم في إنجاز منهج حياته،لكنه يخطأ في موقف فيعممه على جميع المواقف،فينتابه التشاؤم،وهذا خطير جدا.

وعليه،ان الإنسان لابد من معرفة نفسه،وماله من طاقات،وأن يعيش الواقع بالمتاح من الإمكانيات،وأن يستمتع بالحياة فى حدود: (هنا والآن) كما يقول مبدأ مدرسة “الجشطلت” الألمانية فى العلاج النفسي.

يجب على الإنسان ان يعتمد على الاستشارة،وعلى دراسات المتخصصين في أي مجال يريد الدخول فيه،ويجب ان يوفر الاجواء الروحية التي تبعث فيه اليقين والثقة في النفس،وان يختار الصديق الناجح المتفائل لانه سوف يساعده في انبعاث روح الامل نحو بناء الحياة،مع توفر الثقافة الاجتماعية والدينية والأخلاقية لتجسيد روح الاقدام والمحبة في ذاته.

كربلاء توضح لنا ماهية وفلسفة الحياة المتفائلة،وكيف يمكن للانسان ان يعرف قوة ارادة النفس،ويغذيها،وينتصر بها،حيث كان سيد الشهداء (ع) يقدس الحياة،ويبعث في اصحابه واهله روح الامل،وهو في آخر لحظات حياته،حيث كان ولده الاكبر،مصرا على الحق، لايهاب الموت،متأملا في النصر الابدي،لايعيقه ضرب السيوف،ولاطعن الرماح،فبهذا الأقدام،وإرادة النفس العالية، اثبتوا للبشرية أستحالة اليأس بوجودة الارادة المخلصة للهدف.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here