عيون الامل

حسام عبد الحسين

مادام في قلوبنا أمل سنحقق الحلم، سنمضي إلى الأمام ولن تقف في دروبنا الصعاب، لندخل في سباق الحياة ونحقق الفوز بعزمنا، فاليأس والاستسلام ليس من شيمنا،الأمل والتفائل هما زهرة الحياة، فبهما تزداد رونقا وجمالا، ويبعثان نورا يضيئ طريقنا، ويمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار، ويمنحاننا نظرة ايجابية تبعث في النفس الطمأنينة والراحة، ويشعراننا أن كلّ شيء ممكن.
فلا يجب ان نسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة، فلن نجد في الصحراء غير الوحشة، بل ان ننظر إلى مئات الأشجار التي تحوينا بظلها، وتسعدنا بثمارها وتشجينا بأغانيها،فلولا حلاوة الامل لن يعيش المظلوم إلى يومنا هذا، ولاننظر إلى الأوراق التي تغير لونها وبهتت حروفها وتاهت سطورها بين الألم والوحشة،لانه سوف نكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبنا،وأن هذه الأوراق ليست آخر ما سطرنا،ويجب أن نفرق بين من وضع سطورنا في عينيه، وبين من ألقى بها للرياح، لم تكن هذه السطور مجرد كلام جميل عابر، ولكنها مشاعر قلب عاشها حرفا حرفا،ونبض إنسان حملها حلما واكتوى بنارها ألماً، فنحن لا نكن مثل مالك الحزين هذا الطائر العجيب الّذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف، فلا شيء في الدنيا يستحق من دمائنا نقطة واحدة،الا عراقنا الحبيب.
فالعراق بحاجة إلى عيون متأملة، لاكتساب الحقوق والحريات بشكلها الحضاري،بحاجة لخريطة طريق واضحة ومتماسكة،بحاجة إلى رؤية تخطيط وتحديد الأهداف بوضوح،بحاجة إلى جهد او نوع من أنواع الفكر السياسي،لنقل الظواهر المختلفة التي تقع فعلا في عالم السياسة إلى نطاق العلم الواقعي المتفق مع العقل،بحاجة إلى شخصية متفائلة تقول إنّ كأسي مملوءة إلى نصفها، وليس الى شخصية متشائمة تقول إن نصف كأسي فارغ،فالآمال العظيمة تصنع الأشخاص العظماء، والعقول القوية دائمة الأمل،والقلوب النقية مخلصة في العمل، ففي الجهد والتفكير والمثابرة نجد الحلول،ورغم الصعاب والاهات ندرك الصواب،وفي العلم والعمل نحقق المراد،فنحن نراجع ولانتراجع،نحن نغيير ولانتغير.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here