بقلم محمد الصافي – صوت العراق
قامت قوات الحشد الشعبي , لمقاومة الغزو الداعشي وردعه و كسر شوكته و دحره , بفعل فتوى مرجعية و غيرة وطنية و حماسة بطولية . و فيما صخب المدافع يشتد و صوت الرصاص يلعلع , نجد هناك من يصغي لصوت العقل الهادئ و يتحدث بلغة البحث العلمي المتأنية الدقيقة . هذا هو المهندس الشاب المتفقه علي الحاج داخل السلمي . و قصته الشخصية تضفي صدقاً أكيداً على دعوة البحث . المهندس علي سليل عائلة بصرية عريقة إمتهنت التجارة و التصدير منذ عقود طويلة و ما زالت في عزها الذي يغني أولادها عن المخاطرة بطلب حطام الدنيا . ولكن للنداء الجهادي المفدس حسابات تفوق سعة دفاتر المحاسبة الدنيوية . و هذا الإبن ( المؤلف علي ) هو وحيد والدته و حديث الزواج و قد إستراح للتو من مشقة رحلة نجاحة في نيل شهادة الهندسة الجامعية . ألا إن نزعة التقوى التي نشأ عليها ألزمته الإستجابة لنداء المرجعية للجهاد الكفائي , وجد نفسه أولى بالإستجابة لهذا النداء رغم لجاجة الناهي له إشفاقا على عاطفة والدته كونه وحيدا و صيانة لسعادة حياته الزوجية الرائقة . ألا إنه عند صلادتة الإيمانية تكسرت هذه التوسلات . فخاض غمار القتال الشرس و أكتوى بلسعة لهيبه . ألا إنه وسط غبار المعارك ظل ذهنه صافيا يلقط الحوادث و يحللها و يقيسها على مسطرة الإيمان و يحيلها إلى بواعثها . أصدر بحثا رصيناً وفق أساليب البحث الأكاديمي الذي يبدأ بالموضوع من حيث اللغة حتى يمضي يعزيزه بالآيات القرانية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة و درر الكلم و الحكم من كلام آل البيت ع . ومقاربة حوادث ملحمة الحشد الشعبي بملحمة كربلاء . منتبهاً و منبهاً الى مزالق الشيطان و تلبيسات إبليس بلبوس الحشد الشعبي . المؤلف شديد الحذر من الفتنة . حيث يتربص الطمع و التعصب و الغضب الفردي و الرياء بمقصد الحشد الشريف لتحريفه و هزيمته من الداخل . صدر هذا الكتاب – البحث ب105 صفحات من القطع المتوسط, عن مطبعة شركة ضوء الشمس للطباعة و النشر بالبصرة / 2017 . و تم تقسيمه بفصلين , الفصل الأول تناول مفهوم الظفر و معاييره ( راجع إسم الكتاب : الحشود الظافرة ) و الظفرَ لغةً و إختلاف المفاهيم بين المنهج الإلهي و غيره مع نماذج من تطبيقات الإمام الحسين ع لهذه المفاهيم في ملحمة كربلاء , و صولاً الى السؤال المهم – كيف يتحقق الظفر ؟ . أما الفصل الثاني فهو بعنوان :عوامل التنقية . وقد انطوى على ثلاثة مباحث . الأول هو تنقية النفوس بالبناء و التزكية و المبحث الثاني هو تنقية النفوس بالغربلة . أما المبحث الثالث فهو : تنقية ظاهر الأفعال بالأمر بالمعروف . حتى يصل الى المبحث الرابع و هو : علاج الإستثناءات .و ينطوي الكتاب على قصص و حوادث أتت بمثابة الشاهد مثل قصة طالوت و جنوده و وقائع من حروب الرسول ص الدفاعية و شواهد شتى من ملحمة كربلاء .
مع هذا الكتاب يكون الحد الشعبي الظافر قد أنتج بحوثه الفقهية و المعنوية و لم يقتصر إعلامه على أدب التعبئة و التشجيع .