حول جدارية الفنان جواد سليم

جرى اخيرا نقاش حول مصير الجدارية , بعد ان اصابها ضرر كبير’نتيجة مرورفترة زمنية’لم يتم خلالها الاشراف على عملية الحفاظ عليها من التلف الذي اصابها’وخصوصا’بعد التوافد البشري الكبير نتيجة التجمعات والمظاهرات التي حدث تحت جناحها , وضرر أخر هو قيام بعض المشرفين عليها بتوجيه خراطيم المياه عليها لتنظيف ما علق عليها من اوساخ, وهذا خطأ كبير لأنه بعمله هذا يضربالجدارية لكونه يزيل الإضافات الفنية التي وضعت عليها لزيادة التأثير الفني الذي طليا خلال التنفيذ ,حيث توجد طريقة مدروسة للحفاض على الأعمال الفنية تدعى ( برافتيزيشن) أي الإصلاح الفني لها , وهو اختصاص يدرس في جامعات فنية تخرج منها اختصاصيون يحملون شهادة تخولهم العمل بهذا المضمار.

اما رأيي الخاص حولها’فيدورأولاحول ا لجهد الكبيرالذي بذله الفنان جواد سليم , والذي كلفه حياته نتيجة الارهاق والإسراع بتنفيذها’بعد ضغط عبد الكريم قاسم ليكون الافتتاح بمناسبة حلول ذكرى 14 تموز .
وارى’بوصفي فنان متخصص بالرسوم الجدارية , وكما سمعته من استاذي في اكاديمية الفنون الجميلة في بلغاريا البروفيسور (كوجو بوكدانوف ), ان طريقة العمل والمكان’كان غيرمناسب , لكونها لوحة جدارية كان الواجب نصبها على جدران احد المؤسسات العلمية او الثقافية لتكون في مكانها الصحيح , وكما جرى للفنانين المكسيكيين الكبار ( دياكو رفيرا وسيكورس ) الذين اقاموا جداريات كبيرة على واجهة مؤسسات ومعاهد بقت خالدة يفخر بها فن الجداريات في بلادهم المكسيك , وينهل من ابداعها فنانون الجداريات ( الفريسكو ) في العالم .اما رأيي حول الجانب السياسي ولكون الجدارية عمل موجه لحدث مرعلى العراق,فأرى ان ذلك الحدث تسبب بنتائج سلبية بقت اثارها على الأحداث

المصيرية للعراق , وهو انقلاب 14 تموز الذي سجلت اللوحة تلك الواقعة الأليمة وكانت حجتها ثورة جماهرية ,لكن واقعة الأمر تعلن وتؤكد انها لم تكن ثورة , بل انقلاب عسكري أطاح بحكم وطني كان يبني ويعمر , ليحدث ذاك الانقلاب الذي عصف وحطم جدار العراق الذي حصنه الواقي, بصورة العسكري وسط الجدارية وهو يحطم بكل شراسة وفضاضة ذلك الصرح الذي كان عليه الحماية والرعاية بعد ان اقسم على الحفاظ والدفاع على قوامه , فبدل من الرعاية والحماية قام بقسوة وعدوان على هدمه ودماره , ليأتي الأشرار من الحكام الديكتاتوريين لإكمال الخراب والتدمير ليدخل العراق في دوامة من الحكم الديكتاتوري الذي جلب كل الوبال والشقاء للشعب العراقي , لتكون النهاية بحكم الدواعش الذي دمروا ما تبقى للعراق من اثر للتمدن الحضاري .
وبالمناسبة ’فان المرحوم جواد سليم كان استاذي في معهد الفنون الجميلة في بغداد’وعرفته شخصية خلوقة من عائلة عريقة

من الفنانين والأدباء , لم تشغله السياسة كزملائه الأخرين في المعهد , في فترة الخمسينات من القرن الماضي عندما كانت حمى السياسة تطغى على الأوساط الفنية والأدبية في العراق, وخيرمثل ’كان قيام الفنان محمود صبري بحملة شعواء ضد الفنان جواد كونه أقام معرضه الفني بداره في منطقة حي الوزيرية متهما اياه بالبرجوازية , وذلك على صفحات مجلة الثقافة الجديدة.هذاالانجاز الرائع’بعد الجهد الكبيرالذي بذله’يعتبربرهانا على ان جواد سليم كان فنان مبدع لكنه ارتكب خطأ ةحيث وثق بذلك العمل الجبار’حادث جلل’لم يحسب نتائجه الكارثية من حدث دمرواسقط العراق في دوامة من المآسي والشقاء للشعب العراقي

لقمان الشيخ, صوفيا

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here