قناديل……

قناديل

عبد صبري أبو ربيع

حزينٌ وهل يبكي الشجر

والقناديل تأكلها الحفر

وعشقها في القلب

منقوش منذ الصغر

وقد شاب العود والوتر

اضاحك الحزن ام الصبر

والصبر مر كما الحنظل المر

لا يغرنك الكثير من البشر

فأكثرهم كأنهم البقر

وهل يخفى القمر

والقمر يعلو الثغر

أغتسل بماء النهر

يقولون تطهر

وسحائب المطر لا تمطر

من ذا الذي لا ينكسر

من عيونها

عيون الصقر

يا بقايا الليل

ويا نداء السهر

حلاوتها عسل ٌ وسكر

والاقمار من ليلها

تثملُ وتسكر

أين الذي يجد عقلي

ويمر مرور الليل

والفجر لا يحلو

إلا بطلعة النجم

تتهاوى كلهيب النار

على الأفق كأنها

الحرائق ودمدمة السيل

من يرد السنين

غير رب الأكوان والقبر

ومن يمنح السعادة

غير حلو الثغر

والحياة لا تسير

إلا على المتن والظهر

الله يا رب الاكوان والسر

مغاربها وشروقها

كلمح البصر

وما يديرك وأنت تحيا

بلا سند

تغرق في لجة من البحر

فتذوب كالسكر في الماء

واه ٍ يا سيدتي الحسناء

ما يبقيني وما يسرني

غير حلو النداء

بين الشفوف ورنة العود

تأكلني الأشواق

وتنخر في صدري

والحياة صار لهيبها كالجمر

سعيدٌ من ينام ولا يدري

أي الأحزان تقتل

صاحبة الدار

ويفر منها أجمل البدر

من أعطاك الحكم

وقال لك هيت لك

وأنقلبت وحشاً فما ابغضك

وأكلت اللحم ورميت العظم

والشعب صامت

والكل يموت

فلا صراخاً ولا

قولاً صاخت

ولا سيفاً شاهر

ولا صوتاً يقهر

بربك هل انك الصمت

وانك المقتنع

وانك رفيق المهجع

أفلا تتوجع

أم أراك هكذا تشبع

والباقي يموت ويتسكع

وأنت الدينار وأنت المطمع

وأنت ملاذٌ للغريب

حيث يتمنع

فلا أقسم برب النطق

وشاعر ٌ بلا أفق ِ

ونائحٌ في الدار

بغير رفق ِ

واهٍ على ذات الجديلة والعنق

والفجر ما يدريك إنه بلا طوق

وأنت الذي أبكيتني حتى الطرق

يا صاحب الطريق

أفر من حريقٍ الى حريق

ضاع مني خلتي وصديقي

واهٍ يا زمن

أكلتنا المحن

بين جاهل ومرتهن

يصب الزيت على النار

ويحرق الورد وسقوف الدار

ويقتل الأحرار والأخيار

والصمت يجوب كل مسار

كأن الناس من حجر

بلدٌ من درر وزمرد

عجبٌ أهله فقر ونكد

ألأنَّ طائرهم أوغد

وان جمعهم مبدد

وان عصيهم تتكسر

وان صوتهم يتبدد

فالافاعي لها المنازل

وفي سكون الليل تخاتل

وتحت كل جلد تغازل

لا ترمي روحك للبحر

لا لا تهزأ من البشر

لا لا تترك الصمت للخنجر

وأنت تموت جوعاً

بلا سقف ولا دار

لا ترمي عيونك عن الوطن

وتتركه للذؤبان

الموت واحد لا يتكرر

وكذا الاخو

فهو المعضد

سلاماً أيها الولد

المباح دمك المتوقد

وأنت ترمى على الحد

وغيرك على الكرسي

بين الضحك والسعد

كنا نتقافز كالضفادع

ونهارنا شراع ومواجع

والسعادة بين أعيننا مدامع

ليت الكواكب بيوت

وعليها نحيا ونموت

ويبقى الوحش وحيد

والسماء تمطر عليه الحديد

ومن الاجداث يخرج الشهيد

لا نوراً يرى ولا وليد

يأكلون اللحم والعظم والقدود

بربك هل ترى الجحود

يسرح ويمرح بلا قيود

وكل زمن أنت المقصود

يفتشون عنك

وعن بيتك العتيد

هل تعطرت بعطرها

وقالت لك أنت سرها

وفاحت منها جيفتها

يوماً بلا ورد ولا أزهار

بل عناكب ليل ٍ ودمار

وصوت ليل وشطار

تموء محجلة الكاعب

كل نهار

فإذا الباب أنفتح

كان الانهيار

فلا حبٌ موعود

ولا وصلٌ يدار

بين الباب وطلعة النهار

ألف عين وألف أشرار

فالأثمار لذيذة

محرمة أو مهلكة أو أقذار

لو كنت بجناح

أنت لا تذق الحرية

ولا تعرف المسرة والهوية

أنت طائرٌ كسير الجناح

تلوذ تحت أنينك والجراح

قالوا عنك المتعفف

وهو المنتفخ والأعنف

أراك بين الكأس والمرارة

تشرب من مر وسيكارة

وتنسى حتى تبدو

كصاحب الامارة

فتصحو فلا ترى

غير القذارة

ألتوت بكاحلها

نحو الدعارة

فرجٌ ومرح ودولار

فإذا أعتصرها اللغو

باتت بلا دار

شارعٌ يطويها وشارع

ينهش مآقيها

ورجل ٌ أحمق

يدوس معانيها

وكانت الخطأ الاحمر

والعقل اذا أدبر

مالها مهجع ٌ ولا مقر

تموت الاحلام وتهجر

ينكسر الذي لا يكسر

وهي التي ولدت

بين تمر وعنبر

تداس كما لو أنها بعر

لا تتركني للذئاب

يا حلو المنطق والخطاب

وقد وهبتك كل ثيابي

والنار تقترب من أبوابي

حرامٌ يا خير أصحابي

هو ذا الليل ينشر أسرابه

وتحت أجنحته

لا تعرف خطوبه

فالباكي لا يرى

الفجر وأبوابه

والطريد يلوذ

تحت أطنابه

فمن يشتري صمت الجراح

ومن يبيع عباءات النواح

فالوحش بلا رحمة

ولا سماح

وأنت الفقير

وأنت المسكين

وأنت المباح

هؤلاء رجاءنا الأوحد

وأنت بينهم تتوقد

فلا باباً تجد

وكل الأبواب مغلقة

وكل العيون ضاحكة

وأنت بينهم نقمة

يتركوك حتى

تتعفن كالسمكة

فلا وربك ما أبغضه

لو أنك تكون نجمه

زاهية ً كالفجر

بلا حزنٍ ولا فقر

لا تعرف البرد

ولا لذعات الحر

فأنت في بيتك الذهبي

والملايين من الكتب

والخضراء نعم لم تحجب

وأنت المبتلى بلا سبب

آهٍ لو تبصر

طريق العلياء

لكنت علماً بين الأسماء

وطرائق الحرية

كأنوار السماء

والحياة لا تأتي إلا

من فوهة بندقية ملساء

لم العبودية

وأنت خلقت حراً

بلا رداء

من الغيب قدمت

ومن الظلماء

والنور أفسد عينيك

وصرخة الابتداء

أنت لست عبداً للغير

ولا لأباطرة البقاء

وقد وهبت نفسك

كالذليل للأشقياء

فألقوا عليك أثقالهم

وطرائق الفناء

حتى تنتفخ الجلود

وجيوب السفهاء

لم الحدود ولم السدود

ولم غيداء القلب

تحيا على الوعود

ولم القلب يسرح

بعيداً عن الوجود

والليل ينام بلا قيود

والنهار منهكٌ مشدود

لا وربك حتى

ينام المولود

أراك منهكٌ ومعقود

لم لا تصرخ

وتحطم السدود

وهذه الجدران أكلت

من لحمك المنكود

سلاماً على من

وضع القلب بين القيود

وودع الروح عند رب ودود

الناس تخلق الدكتاتور

والناس صوتٌ من

زجاج وبلور

ينكسر حين

تزدحم الأمور

والناس تأتي بالبدع

تعويضٌ عما في

داخلها من مطمع

والمستحيل صار

هو الاقذع

ويبقى الانسان

بين الفرج والبطن

وتضيع القيم

أيام المحن

ينقلب الى فاهٍ

وثغر من عفن

لم الفرار منك يا وطن

ولم الدموع تمتهن

وصوت الله لا يُسمع

والوحش لا يهجع

ورب الدار يتمنع

أي سرٍ فيك يا حجر

الماء بين شفتيك يتفجر

وقلوب البشر من

جلمود وصخر

أتتركني للضيم والقهر

وأنا من ظهرك أظهر

ودمائي لا ترويك يا بشر

وأنا الطائر الغريب الحائر

عبرت كل البحور

بين موجٍ وسرور

حتى صرت لقمة

للأسماك والطيور

وصرختي يا أمي

وشموع النذور

أكلتها صراخ الموج

والبحور

والتمني صار مكسوراً

ككأسٍ من البلور

هذه حبيبتي كالقرنفل

أحلم بها وأتأمل

يأخذني الطريق والمستقبل

وجدت نفسي جداراً أعزل

ربما القبر

قريباً يتعجل

صحوت على نفسي

وأنا المُثقل

ويحكم هل هو الكوكب

أم حكايا البشر الأعجب

فالسماء زرقاء والحجب

والأرض زاهية

كيف تنسب

وصنعتم السيف الأرعب

وصار كل طريق

للقتل ملعب

وضاع الحلم

وضاع الرأس الأسيب

والسقف بعيد المنال

رقم ٌ أنا على

حجارة من زلزال

أرتمي في كل وادٍ

غير مبال

صنعت من المحال

كل محال

وفي أطراف المدينة

يا حسرة السائل

عقلٌ واحد لن

يكون عادل

وجمهرة منتخبة

حكمها الأمثل

وترٌ يضرب وتر

وقمرٌ يسدل قمر

إذا هاجت الأبحر

لا يمنعها سد

ولا حجر

والأرض اذا تنفطر

الكل في أعماقها يستتر

حسناءٌ تنكسر

مثل زجاج ينكسر

كل الليل مفتحة

عيون السهر

بين الدفوف والعود والوتر

وللسماء دستور

والقول ما قالت السمر

أتعبر كل هذه الانهار

والابحر

كيف لا تصطادك رصاصة

أو عيون بشر

صنعوا لكل أنسان عيون

حتى لا يدور بين الضنون

وتأتي طارقة الليل

بالصوت الهجين

أنت متمردٌ ولعين

حتى لو تصرخ

كل السنين

فمك منخور

وعقلك مهصور

فإذا طلعت تحمل

كل الزهور

الرصاص يأتيك في الصدور

وأنت غاضبٌ

وأنت مهصور

إذا أجتمعت

تتحطم كل القصور

فالسيل لا تمنعه الاحجار

ولا الصخور

وأنت يا صاحب المليار

دولارٌ أو درهم

أو دينار

تموت كما شحاذ الدار

والمسرات تموت إذا

مات الوقار

أنت منتفخٌ كبعوضة أشجار

وهو مسلول لا يجد

حتى ذرة أثمار

الورد تحرسه إبر الأشواك

من لكِ يا سيدتي

غير الأدراك

القيم جميلة أم وأب

وعيون الملاك

لو ركضت بساقيك

لا تجد غير الهلاك

عجباً من حرية

تنهي جمال عينيك

فتنكسرين كدوارق الكونياك

فثمة وقت للحب وللحياة

والتاج خسران إذا

كان بيد الشقاة

والحب لا يشترى

بسلب هذه البنات

أفٍ لمن يأكل لحم أخيه

لا يُسعفه ولا يداويه

يرسل عليه الصواعق

والسموم فيؤذيه

كتاب ٌ لا تطويه

فتنسى الحكمة وما يليه

أتعشق أن تفنى وتبتليه

أيها الصخر المدمى بماضيه

السماء سلامٌ

والأرض تنفيه

أين تذهبون لو

أن الطيور كواسر

والوحوش أسنان وحوافر

والأفاعي تصير خناجر

والعقل عندكم

وأنتم المخاطر

والشر في بطونكم ذخائر

قوانين يكتبها البشر

ويحملها الذي

يأكله الفقر

وكل ضعيفٍ صامت حذر

ورجال الحكم

لا ينالهم إلا الدرر

كراسي من شمع

ومن حجر

يتعفن فيها البعض

كل الدهر

الخوف دائماً بأكمامنا

والليل ستر لأعيننا

ننام على الجمر فيحرقنا

ونصحوا على فجر يحيرنا

والخوف عالقٌ بأذيالنا

والطريق فيه ذئاب

وضباع تنهشنا

ويك أنك المبتلى

وأنك الاشقى والمغنما

وأنك الجسر

الذي تفنى

الكلمة في موضعها ناجحة

تجعل أكثر العقول راجحة

فيها الحياة والموت

والمسامحة

وكل فاهٍ ينبئك ملامحه

والانسان كلمة

والحقيقة فاضحه

سرت في الاوصال أريجها

واشتكت كل الاعضاء فيها

قلت يا نفسي

أين أولها وتاليها

رمتني جانباً

حتى بانت مآقيها

والحب ليس باباً

الى فيها

وهسيس الصوت يحليها

لا أدري أي جانب

فيها مستعر

فإياها كل اوصالي تنحسر

أتخذلني أيها القدر

فإذا أنتفخت

فلا تتبطر

وإذا ملكت فلا

تتمختر وتتهور

فالعظيم من كان

للشعب ماعون

وخير ينثر

والخيانة بابها أخطر

قذرٌ من بيبع نفسه ويتجبر

فالثور لا ينكح أمه

إلا اعمى

وإذا أبصر

فالويل للذي أفتى

وهل يدركها الأشقى

الذي ريوم من

أرضعته يوما

والتاج للفتاة هو الأبهى

وطريقها الأنقى

سعيدٌ من أستبصر العلى

وأفاق ثم أنتهى

عالم يراه بعده موتى

وهل يدرك الانسان ما يرى

لا لا ورب الشعرى

لا ورب موسى

وعيسى وأحمدا

هوذا الكون سره يدور

والأفلاك فيه يوماً تمور

لا تدركه الأبصار

ولا الشعور

متداخلٌ حتى الأعماق

أكثره نارٌ وأحتراق

وحجارة فيه خضراء

وحجارة فيه بيضاء

شموسه أنوار وبهاء

وليله ليلة حسناء

كثيرة هي الغروب والأشراق

وصوت الطلق عملاق

وأنت ذرة رمل

بين الآفاق

فأحترس اذا حل يوماً

الأنفلاق

من الباب الى الباب

عمر ٌ كالسراب

والذكريات تموت

بلا أسباب

كيفما بلغت علو الأسباب

فأنت تصير ذرة

في التراب

واهٍ يا حلو المحيا والخطاب

وحيد والوحدة مرير

والفجر نجمته سرور

والليل اذا انهارت جذوره

وحيد والوحدة قاسيه

فمن يبكيك اذا الليل جاثيه

ومن يلملمك غير تلك الغاليه

والعمر تراه يوما واهيه

من الباب الى الباب انتهائيه

فصحبة الجميل رجائيه

وكل حنين يصير بعدها سرابيه

حل موتاً يحمل سيفاً وبندقيه

يقتل ويحرق ارضاً اجنييه

فيصير اهلها الحاكم والقضيه

والدماء تجري

والموت بحريه

من أعطاك حكماً

بسلب الهويه

وتصير أنت الدار

وانت القضيه

كيف لا تموت القيم

والوطنيه

من كان فيها يقتل بحريه

والأرض تموء

من طغاتها يوميه

والسماء تبكي

دموعاً لؤلؤية

والوحش لا زال

يطرق الأبواب يوميه

والشعار أحيا

لتموت البشريه

من صنع المجرم

والسارق والعاهر ؟

وقال عنها إنها الكبائر

أيولد الأنسان يحمل

على ظهره السرائر

أم أنت يا سيد المقابر

يا سيد الحكم الجائر

جاؤا يحملون المقابر

سفنٌ ومدافع ونظائر

كان السلام طيراً وحمائم

أحترق الطير

وأجنحة المعالم

وصار الموت يركض

خلف الحمائم

وحوشٌ قادها القدر

لأنسان مسالم

لا يعرف الجريمة

ولا يعرف المظالم

والموسيقى من

هسهسة الشجر

والغناء لغة العيون

عيون البشر

كما رقص الطير

رقص البشر

ولدت وقد نطق الحجر

كما الماء ينساب ويتفجر

والدندنة من الخرير

ومن صوت الطائر الحر

فلا أقسم برب الجمال

ورب الكون والمحال

لم يخلق شيئاً إلا بأعتدال

وانت أيها الوحش

مريض العقل والبال

الحزن والدمع

لذة الأنفعال

إذا الحبيب سار الى زوال

أو أكلته وحوش المال

والغناء رفيق الألم

كيف والحزن لا يكظم

وصاحب الصوت الشجي

في عدم

وذات الحسن تنام

تحت ليل مظلم

والأنسان يشقى ويتعذب

كي تعشقه أنثى فيطرب

أو يراه الناس

عملاقاً أرحب

أو يكون مأسوراً

بلا مركب

تشترى بورقٍ ملعون

وتبيعني بمعدنٍ مرهون

وبقاع الأرض

تنتهي بمجنون

كرات من نار ولهب مسنون

تطردني من داري

والدار ملك الديّار

فمن أنت يا أقذر الأشرار

كلنا من نطفة

واحدة الأختيار

من تراب وماء بحار

والموت واحدة

إن كنت فقيراً

أو من أصحاب الدولار

فنفس الرداء نلبسه سوية

أمام العزيز الجبار

أتنفس أو لا أتنفس

وهذا الليل عسعس

وهل أكون كالأمس

أطار أخيلتي والنفس

والملعب ممتلئ بغاة وحرس

يا رب السموات والأنفس

كيف الوصول الى جنانها

وأنا بين أطرش وأخرس

والصامت ملعون ونحس

يا مسافراً عبر البحار

وتاركاً أحبة الدار

تفتش عن ماذا

وعن أي دار

تلاقي فيها أبواباً مفتحه

وسلاماً كصيحة الفجر ؟

والكون ممتلئ بالتماسيح

والأشرار

تعانقا بعد كل الحب

ثم أفترقا في لجة من اللجب

بينهما عناكب من عطب

فينسى كل واحد

حبيبه المنتخب

لأن العيون لا يسرها

حبيب من ذهب

فتموت القلوب من

لذعات العقرب

غيرة أنتِ يا ذات الجدائل

حلوة مائسة كالخمائل

ومن الصغر تعلمت

أنقى الشمائل

فكانت درة ٌ بين

كل عين وسائل

هكذا تحيا النفوس الأوائل

وأهل الشر يعطيك البدائل

فحلاوة الأنسان خلقٌ وفضائل

فأنت المريض وأنت الزائل

وكل الأمراض من الغيب تقاتل

تلك أحكام السماء

وأخطاء المنازل

وكل جُريمْ صغير

في أحشائك ماثل

فإذا ألقيت بجسمك

بين كل طالب

ماذا ترى غير جرثومة

من مذنب

وإن كنت والشريك

بلا مغتصب

سترى كم انتما

على الطريق الأرحب

فإذا رميت بنفسك للشر

ستراها سوداء

من الحزن والغدر

وكلاكما يموت قلقاً

ولا يدري

لبست الأرض أزهى الألوان

والدماء تجري نفسها

في كل أنسان

والأنسان يحب شروق

شموس الأكوان

بيضاء صفراء من كل لون

فالعيون لا يسرها أسود اللون

والليل لا يحب شروق

شمس الديان

خلعت عليه الكواكب والنجوم

والأقمار ثوباً من لجين

وأسود اللون يضيع

بين شراسة الألوان

والصراع قائمٌ من أجل

الفرج والبطن

والسيف أنهتى صراعه

من أجل الدين

تلك أقوام قد حملت أهوائها

بالسر الدفين

وأنقلبت كل الأحلام

الى عملة من ورق ومعدن

يحترق فيها الناس

وكل المدن

وصار الأنسان كالذؤبان

يأكل بعضه البعض بالأسنان

والرحمة ثوبها من بارود

وذرة من أكفان

فصار الأنسان كعصفٍ

مسود البدن

فما أبهى طلعة الغروب

وأنسكاب لذة الطروب

وجمال القمر في

ليلة عاشق عذوب

وسحر الشلال والماء

بين الثقوب

ولذة الأطايب في الأشجار

وخضرة السهوب

والإنسان جحودٌ

يحمل كل العيوب

ضيعتها الأيام

وكثرة الخطوب

فالموت يأتيك بعد

كثرة الشحوب

قساوة الكون موتٌ

وفرار الحبيب

يوما تنفض البحار

أثوابها من اللهيب

وتفور المحيطات من ذرة

أصغر من ذرة الرمل

مجنون يفجرها

بصوت رهيب

فيموت الجمال

وسحر الأطاييب

أشتاق اليها

أشتياق الرضيع للنهد

وأدوس على ضرواة الحقد

وأشم ما أرى على البعد

وهل يموت الليل

والقمر على الحد

نهارها مشاغلٌ

وانسانها يخطط لغد

فالموت ليس نهايتنا

إلا بحكم رب الحمد

وأبتسامة جذلى

تشفيك من السقم

ولذة الملتقى يفوز بها

الحبيب الأسلم

ورجيج الظهر

يسلب قلب كل متيم

وهمسة من ثغرها

تستبيحك حتى الأعظم

والعقول وما أنتجت

سرابٌ في العدم

فالكون أسرارٌ لا يدركها

عباقرة العلم

أعماقها الى نقطة الصفر

غابات من الأسفنج

والمرجان وقناديل البحر

وجيوب متداخلة

مثل كمائن البحر

والكون مركزه

نقطة من النار

لا يصلها إلا رب الشعر

وعيونٌ تترامى

في الفضاء كالقمر

تأتي من كواكبٍ

في أعماقها كل سر

ربما هي أشبه بالبشر

وربما تحمل كل

آيات الكوثر

لا يطالها إلا رب البشر

سليني يا غاربة

من غير ستري

سليني هل أعطيكِ

كل ما في صدري

هو الذي من فرج وبطن

ورب السماء أوحى

بالرحمة والسلم

وبعبادة لم يدركها الانسان

إلا بالألم

يا إله الكون

لو أبصرت فروجها

وومضة كالحلم

أموت وأنا المسرة

تعم كل مفاصلي وأعظمي

وأنت سرك يا ربي

حير الالباب وكل عالم

أممٌ صارت وحدود

وعليها يحكم القوي اللدود

والتابعون أشباه العبيد

صنعوا ممالك وقوانين

وجيوشاً من حديد

والدماء تجري كل عام

بلا وعود

والقابعون خلف الأستار

يصنعون القيود

والسنين تمر ولا تعود

يولد الانسان أنقى

من القطر

ضاحكٌ لا يعرف

دمعة القهر

يراها والصراخ على الثغر

فتطلع من بين الضلوع

ثمرة من المُر

والبراءة وحشٌ

دفاعها عن الدار

والريح لا تستقر

إلا على النهر

الموج يلاعبها

وشفاعة البشر

نم رغداً يا من تكون

خارج السرب

فحلاوة الدنيا أن

تحيا على الكتب

فبين سطورها عجبٌ

يجر كل عجب

وتغو حالماً بلا حزن

ولا عطب

لا زلت كالقمر

وعلى الأطناب

يُهدر حلو العمر

لو كنت المطر

لا تفتقر

فهي ذاتها تموء

كالقطط الحمر

جناح ٌ يلف الكون

كالضباب على البحر

وهم يبتلعون الأقلام

وكل الصور

وأنت تعرف أن الموت

قريب من الثغر

فكن كعين النسر

على الوديان والشجر

تدوسك يوماً العناكب

وحتى نقطة الصفر

أحتمي بنعليك

لو كنت على سفر

فالطريق فيه

أشواكٌ وحفر

أوتعلمين أنكِ الدم

الذي يجري في عروقي

متدفقٌ يدغدغ أوصالي

وقلبي الرقيق

يا مبُحرة في

عيوني وطريقي

تفنى وتحيا

تارة أخرى

قيل مدنية جديدة

فيها لا تجوع

ولا تعرى

بل الموت يأتيك

من كل جانب مرة أخرى

أقسى من تلك التي

فيها السيف يُبرى

وحوشٌ للمال والسلطان

ألعن دهرا

العمر فيه كل لحظة

مرتعبٌ شرا

تجر كالعبيد والقلم

بين يديك سحرا

تراه ينقلب ذئباً أجرداً

وصاحبة الدار تطلب

شيئاً مُرا

فتظل كدائرة السوء

ليس لك منها مفرا

أيها المتغطرس

دع الأمور تجري

كالماء في النهر

وأترك حمائم الدير

بين السعد والسحر

أي غرامٍ يشتريك

من بين الناس ولا تدري

قلت يا سيدتي أتذهبين

الى مدينة الزمرد

ويقولون أن الهوى

في تجدد

وأن ضباع الأرض

تصير كالأسد

هذا طائري من عسجد

وهذا بيتي من الورد

الى الورد

فلا أقسم برب الكون

والمُتعبد

إن السماء أمطرت لجيناً

وأنهاراً من عسجد

فهل يشبع الانسان

وتنتفخ الأوداج

وحمرة الخد

وأمتلاء البطن قذارة

من طعام ينقلب

دوداً في اللحد

وحلم الفقير رغيفٌ

من عجين أسود

قطرٌ وبحيرة وشلال

وأنهر وبحر

ومطرٌ يأتيك من ثغرها

الشجر والأبحر

وتنهض من بين الركام

خضراء وثمرُ

فتأكل منها الديدان

والانسان والطير

وتنتفخ البطون

حتى تنفجر

وإذا حل الطائر المجنون

تموت الخضراء والبشر

وإذا غضبت السماء

فبحارٌ تنفطر

ثم تهدر

فيكون الطوفان لعنة

على الانسان

فلا يومئذٍ مفرُ

وكل الأجرام بنوره تتوضأ

وتجري بلهب منه وتتلئلأ

وهو الذي يمتلكها

لا يفنى ولا يعيأ

وحلوله كل ذاتٍ لها

طريق ومنشأ

كيف لا أزرع لكِ

بستاناً من الورد

والقمر أجعله خالاً

على الخد

وهذه القناديل لا بد

لها يوماً تنير

كل قلب أسود

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here