كوردستان …الانتخابات والاستفتاء مهم وأهم

يوسف عبدالباقي
ماجستير في القانون

ما دام كوردستان ضمن العراق الفيدرالي الاتحادي وباقي ضمنه وحتى إجراء الاستفتاء وإعلان الاستقلال يجب إن يشارك في الانتخابات القادمة التي ستجري في 2018 وذلك للدفاع عن حقوق الكورد وضمان كسب مستحقات الشعب الكوردي، حيث لا يمكن قطع العلاقة مع بغداد فوراً و غلق تلك القنوات التي يمكن من خلالها  إجراء الاستفتاء كما صرح السيد مسعود بارزاني رئيس الإقليم على إن إجراء الاستفتاء على استقلال كوردستان سيكون بالحوار مع بغداد ، على الرغم من الاستفتاء على الاستقلال سيجري هذا العام بكل الأحوال  و انه حق مشروع لكل الشعوب إن  تقرر مصيرها بنفسها ، إلا انه سيكون عن طريق القنوات الدبلوماسية ، وعلى هذا الأساس الأحزاب الكوردية  ستشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة .
لكن هناك بعض الأمور التي يجب النظر إليها بعين الاعتبار قبل المشاركة وهي قانون الانتخابات وكذلك استجواب مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات  وإجراء انتخابات برلمان كوردستان .
قانون الانتخابات الذي يؤدي إلى المزيد من التفرد بالسلطة من قبل جهة معينة على حساب جهة أخرى كما إن ما تفرزه الانتخابات وفق هذا القانون وعلى صيغة الحالية يزيد من الاحتقان الطائفي والمذهبي والدليل إن الأحزاب (الشيعية)متمثلاً بالتحالف الوطني هي التي تمسك أركان الدولة و زمام الأمور في إدارتها في حين إن العراق فيه من الطوائف والمكونات الأخرى التي تعاني من التهميش وعدم المساواة ، كل هذا باسم الأغلبية لكنها أغلبية طائفية ، لذا هناك العديد من المأخذ على هذا القانون الذي يجب تأخذ بنظر الاعتبار بحيث  يكون للمكونات الأخرى وخاصة الأقليات دورها في العملية السياسية ، وخاصة السنة لعدم تكرر ما حصل قبل دخول داعش ، وحل جميع المشاكل العالقة مع الإقليم وخاصة ما يتعلق بالاستفتاء و استقلال كوردستان .
إما ما يتعلق باستجواب مجلس المفوضية العليا للانتخابات والتي من أهم مطالب الصدريين في الظاهرات التي جرت مؤخراً ، صحيح إن السيد (سربست مصطفى ئاميدي) هو رئيس مجلس المفوضية لكن لا يخفى على الجميع إن المفوضية و غالبية أعضاء مجلسها مُسيطر عليه من قبل دولة القانون وحنان الفتلاوي وهم الذين يفرضون سياستهم عليها ، ونصب لهم الفخ لكي يقوم المجلس ورئيسها بتقديم استقالتهم ، وان هذا الأمر يحضئ باهتمام كبير من قبل حكومة الإقليم و خاصة رئيس الإقليم ، ودائماً ما يؤكدان على وضع الطرق المناسبة للحفاظ على كرامتهم .
أخيراً انتخابات برلمان كوردستان التي ستجري في شهر نوفمبر القادم والتي يؤكد الجميع وخاصة الحزب الديمقراطي الكوردستاني على عدم تأجيلها وأقامتها في وقتها المحدد ، والذي يؤكد أيضاً عدم اعتراضه على تفعيل البرلمان الحالي ، ولكن يجب إن يكون هناك اتفاق مسبق وجديد وتوافق على هيكلة البرلمان وبالاشتراك مع حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني لعدم تكرر ما جرى في عام 2015 من فوضى وتنفيذ أجندات خارجية  وجعلها أمر واقع .
لكن السؤل هو هل سيجري الاستفتاء على الاستقلال في حال عدم إجراء انتخابات برلمان كوردستان ؟؟؟
على القيادة الكوردية متمثلة برئيس الإقليم لم شمل جميع القوى والأحزاب الكوردية وتذليل العقبات التي توجهه إجراء الاستفتاء وكسب تأييدها لإجراء الاستفتاء ، بمعنى اصح ، إن إجراء الاستفتاء وهذا العام بات امرأ محتوم ولا بد منه حتى وان لو تم تأجيل انتخابات برلمان كوردستان .
لذا أصبح الاستفتاء أمر واقع و التركيز على إجراء وفي الوقت المحدد و دون أي تأخير على إن يشمل جميع المناطق الكوردستانية من ضمنها كركوك وشنكال ومناطق سهل نينوى التي في حقيقتها كوردستانية وعدم المساومة بهذا الصدد،      وعدم السماح لأي ظرف يؤخر هذه العملية وان الحزبان الديمقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني الكوردستاني هما ألان المحور الأساسي للتفاهم والتشاور مع الجميع لتسهيل وتحضير الإجراءات اللازمة للاستفتاء .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here