ما الذي جناه العراقيون ..؟؟

مصطفى غازي فيصل
[email protected]
سؤال مهم  ومحير في الوقت نفسه! فمنذ التغيير الذي هبت رياحه عاتية على العراق والعراقيين إبان اجتياح العراق من قبل قوات التحالف الدولي وعلى رأسهم أمريكا، لإسقاط رأس النظام الدكتاتوري والشمولي ونحن قد استبشرنا خيراً من جراء هذا التغيير، إلا أن  العكس هو ما حصل تماماً، إذ بدأت أمور البلاد والعباد تتدهور من سيء إلى أسوء، وها نحن على وشك إنهاءالنصف الأول من سنة 2017م، وسنطوي صفحة السنة الرابعة عشرة على التغيير دون أن نجني شيئا ملموسا مما كنا نأمل به ونحلم به قبل سنة 2003م. إذ أردناها أعوام خير ورخاء وعزة وكرامة وأمان واستقرار، بعد أن كانت سنوات جور وظلم وحروب وحرمان.
وفي لقاء لي مع أحد الأصدقاء، وهو متابع للأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد، شأنه شأن أغلب العراقيين، فقد جرى حديث بيننا كان محوره سؤالي الوارد في عنوان المقال: ما الذي جناه العراقيون؟ وبعد أن استعرضنا واستذكرنا الحالة الاقتصادية والسياسية للبلاد والعباد، في فترة ما قبل التغيير وما بعده، لم نجد غير أمور بسيطة ومنقوصة، هي ماجناه العراقيون.ولو سعت الحكومات التي توالت على حكم العراق بعد سنة 2003م، لخدمة الشعب إلى وقتنا الحالي لكنا من أفضل الشعوب وأسعدها على وجه المعمورة،ومن هذه الأمور المنقوصة والمتناقضة: أن يملك المواطن سيارة حديثة آخر موديل، لكن دون شوارع نظيفة ومعبدة لتسير فيها، ويلبس ملابس حديثة ونظيفة ويعيش في بيئة ملوثة ومتسخة،وتجد الأسواق وقد غزتها مختلف المحاصيل الزراعية في موسمها وفي غير موسمها، وهي حالة صحية في ظاهرها، غير أنها بالمقابل تؤدي إلى تراجع مستوى الإنتاج المحلي بسبب وفرة المستورد، وهذا بدون شك سوف يكون له تأثير سلبي على الدخل القومي والاقتصاد المحلي للبلاد.كذلك بعض رواتب الموظفين وبما يعادلها من عملة صعبة من الممكن أن توفر لهم حياة رغيدة في أية دولة غير العراق، عكس ما يمكن أن توفره من حياة بسيطة في داخل العراق بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء الأمور المعيشية الأخرى من خدمات صحية وسكن …الخ.
فضلاً عن هذا كله وهو الأمر الأهم انعدام الأمان، فمن منا كان يتصور أن يأتي يوم ليحتاج المواطن العراقي إلى أن ينصب كامرة مراقبة في باب بيته، أو داخل محل عمله، أو في المدارس، أو الدوائر الحكومية، أو الشوارع العامة، تحقيقاً لجزء من الأمان المفقود!!!
وبعد أنْ تسنم الرئيس الأمريكي الجديد (دونالد ترامب) مقاليد السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، اخذت التحليلات والاستقراءات تتضارب وتضج بمواقع التواصل الاجتماعي، حول سياسته الجديدة تجاه العراق، إلى درجة أن أحدهم كتب يقول نقلا ً عن لسان صهر ترامب: بأنه سيجعل (فيزة) زيارة العراق صعبة المنال لمن يرغب بزيارته وذلك لما سيكون عليه من تطوروعمران وازدهار ورقي!! وأنا أقول لهذا المتفائل: (حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له).

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here