للحياة وجوه بشوشة و مشرقة أحيانا كثيرة ..
وباسمة ذات ملامح محببة تجعل القلب دافئا و مشرقا ببهجة و غبطة دون أن نعرف لماذا . …
كما للحياة طعم حلو و نكهة طيبة تثير شهية لعيش عريض …
و للحياة ثمة معنى ومحتوى يجعلنها معتبرة ومهيبة وزاخرة ..
فتلك هي الأعمدة الراسخة لحياة عريضة و ذات حيوية وعنفوان باهرين بأعمال مجيدة ..
ولكن فجأة يشعر أحدهم ..
بأن هذا المزاج للحياة يفقد رونقه و نضارته و عنفوانه نحو البهوت والشحوب :
فما من شيء يصبح مثيرا أو محفزا لا الشعر و لا الموسيقى و لا الجمال الفاتن ولا تجليات الروح في هزيع الليل ، و لا مرور الغيوم كأحصنة بيضاء تشق احمرار غروب نحو ساحل بحر يحتضن عشاقا ساهين عن الوقت ..
فثمة خمود وهمود في كل شيء حينا آخر ..
حتى يشعر المرء وكأنه يقف غائصا في وسط مستنقع موحل
حيث يتجمد كل شيء حواليه :
الهواء والوقت و المكان و الأشياء الأخرى المحيطة والزحمة البشرية التي تجعل الشعور أكثر اغترابا ومرارة ووحشة ..
يعني الاحتضار البطيء والموت اليومي في بقايا حياة منطفئة ..
و لكن فجأة …..
تأتي إشراقة جديدة .. كمعجزة خارقة .. ترعد الروح الخامدة و تهزها لنهضة وانتفاضة عارمتين ..كصهيل جياد منطلقة في سهوب مترامية نحو أفاق بعيدة ..
لتكتسب الحياة رونقها الجديد و البهي على حين غرة ! ..
ليصبح لكل شيء طعمه الحلو ونكهته المثيرة لعيش جميل ..
فمن رحم كل يأس يولد أمل جديد ، وهو السر الذي يجعلنا أن نتشبث بأذيال الحياة و نحن في قمة يأسنا ..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط