الوضع يحتاج إلى وقفة وقرار

سالم سمسم مهدي

في الوقت الذي يتراشق فيه الساسة الذين آل اليهم مصير العراق بالكلمات السوقية والتهم المتبادلة والتسقيط المُبتذل ويذهبون بالمواطن البسيط نحو التهلكة بلا رادع أو وازع أو يقظة ضمير واستهتار أمتد لفترة هي الأطول على صعيد الاستغلال السياسي على مستوى العالم …

إلا أنه رغم كل هذا فأن هؤلاء لم يتركوا فسحة جادة رصينة قد يتحقق من خلالها نزراً قليلا من الانصاف لهذا الشعب المظلوم بل العكس هو الذي حصل حيث هيأ التناقض ظروفا نموذجية لكل من يتربص بالعراق وتركته يعمل بحرية ويخطط وينفذ بالشكل الذي يحلّو له …

ومع أننا كتبنا كثيرا عن ضرورة الانتباه إلى الأساليب الجهنمية التي يعتمدها العدو ويمارسها بمرونة فائقة لقدرته على التملص والاختباء حيثما يشاء وما يُقدم عليه بلا تردد أو خوف إلا أن الإجراءات المضادة ظلت دون المستوى المطلوب …

صحيح ان المعركة اخذت وقتا طويلا أثر بشكل وأخر على مقومات المطاولة التي لا يوفرها الكلام الاستعراضي والثرثرة الخالية من جوهر ومشاعر روح المواطنة بل انها تحتاج وتعتمد الدقة والإبداع والالتزام السليم بمتطلبات هذه المقومات البعيدة عن المجاملة والتستر على المقصرين والمتخاذلين الذين كانوا السبب في استفحال داعش البندقية وداعش السياسة …

الحقيقة ان الضربات والتحركات الاخيرة لداعش هي التي تقف وراء ما نكتب لأنها تهدد الانجازات والتضحيات الجسيمة التي قدمها المخلصين من ابناء الشعب بعد ان تمكنت من التحرك في محاور عدة مسببة القتل والفزع في بعض مناطق حزام بغداد وصلاح الدين وديالى والانبار وأكثرها خطراً ما تردد عن تهريب السجناء في الرمادي الذي غالبا ما يكون بداية لكارثة قد تقع ولا يقل خطراً استعراض راوة بالجنود المختطفين …

أن ترك حرية التصرف والانقضاض لداعش يعني واحدة من اثنين اما لقلة التأهب والعدة وهذا يعني المطالبة العلنية من المجتمع الدولي بالقيام بدوره خاصة وان الكل اجمع على ان العراق يقاتل نيابه عن العالم والسبب الثاني يعني ضعف الخطط ووجود خلل في القيادات الامنية وهو ما يتطلب وقفة منا لمعرفة الاسباب وإلا سيظل مسلسل الاحداث المحرجة قائماً .

سالم سمسم مهدي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here