“الميم”.. قصص رجال عراقيين قاوموا داعش

حين اجتاح تنظيم داعش مدينة الموصل ومناطق أخرى في شمال العراق عام 2014، اختار مواطنون عراقيون المقاومة سبيلا للوقوف في وجه هذا التنظيم المتشدد، رغم كل المخاطر.

وكشف أعضاء في جماعات مثل “الميم” و”كتائب الموصل” لصحيفة “يو اس اي تودي” تفاصيل حياتهم اليومية في تلك الفترة، خاصة حينما فقدوا زملاء لهم.

ويعني حرف “الميم” المقاومة ضد تنظيم داعش.

وقد أعتمد الجيش العراقي حتى قبل بدء عمليته العسكرية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على مقاومة شارك فيها مدنيون، ساعدوا الجيش، وأنقذوا حياة مدنيين، وساهموا في اعتقال وقتل الكثير من قادة داعش في المدينة.

ويقول سلوان (27 عاما) وهو شرطي سابق من بلدة حمام العليل جنوب الموصل للصحيفة إنه “من الصعب أن تحافظ على السرية خلال مقاومة تنظيم داعش، ورغم الحذر والسرية دفع الكثير من المقاومين حياتهم ثمنا في هذه المواجهة”.

وأضاف سلوان أن عمليات المقاومة تنوعت بين الكتابة على الجدران ضد داعش إلى عمليات قتل مسلحي التنظيم.

هاني (48 عاما) واحد من مقاومي الموصل، يروي قريبه ضياء (35 عاما) أنه حين رأى مسلحي داعش وهم يعدمون الناس في الشوارع اتخذ قراره بأن يعمل شيئا ما ضد هذا التنظيم.

ويقول ضياء للصحيفة إن هاني “بدأ يهرب الناس إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم مستخدما قاربه”.

وبدأ هاني الذي كان جنديا سابقا في الجيش العراقي، بحسب أصدقائه وأقاربه، يضع الكمائن لمسلحي داعش، وقتل عددا منهم.

وتقول الصحيفة إنه لا يمكن معرفة عدد عناصر داعش الذين استطاع هاني قتلهم، فيما قدر مواطنون قابلتهم الصحيفة العدد بين 10 و50 مسلحا.

بحث عناصر داعش عن هاني لأنه يشكل تهديدا جديا لهم، وبدأ المسلحون وكنوع من الانتقام باعتقال عناصر الشرطة السابقة ومعاقبتهم أو إعدامهم على الملأ.

وفي تموز/ يونيو الماضي تمكن مسلحو التنظيم من تحديد مكان هاني في بناية بالقرب من نهر دجلة، وقتلوه بعد معركة دامت ست ساعات. لكن مسيرة هاني في مقاومة داعش ألهمت الكثير من سكان بلدة حمام العليل وخارجها ” كان هاني رجلا حقيقيا” يقول ضياء للصحيفة.

محمد مواطن آخر سلك طريق مقاومة التنظيم، وبدأ بتنظيم وتجنيد أفراد لمواجهة داعش، وواجه هذا الرجل عناصر داعش من بيته واستطاع قتل عدد منهم قبل أن يقتل، بحسب أهالي البلدة.

جرأة محمد في مواجهة المتطرفين ألهمت مجموعة من الشباب لمواجهة التنظيم، فحرقوا قاعة كانت تستخدم لعرض أفلام داعش الدعائية أمام المدنيين ومن بينهم الأطفال.

مزقت المجموعة ملصقات داعش، وكتبوا على الجدران ” شباب الحويجة كانوا هنا”، في إشارة إلى بلدة الحويجة في محافظة كركوك التي تقع على بعد أكثر من 180 كيلومترا جنوب شرقي الموصل.

وقد تنوعت أشكال المقاومة وأعدادها من أفراد إلى جماعات صغيرة من الأصدقاء أو من أبناء الجيران أو جماعات يتم الإشارة إليها باسم “كتائب الموصل”.

ويقول محمود وهو متطوع في مخيم حمام العليل للنازحين إن عدة جماعات كانت تنشط في أحياء مختلفة من مدينة الموصل، و”كان الجميع يتحدث عنها بشكل سري”.

ويستذكر أهالي الموصل لحظة تسلل مقاومين إلى نقطة تفتيش نصبها مسلحون من داعش في الساعة الثالثة فجرا ، وقتلهم ثلاثة من عناصر التنظيم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here